أحباب شربل بعيني/ طوني سعد

إعلامي مهجري عمل في إذاعة إس بي إس
   نقدم الآن الطفلة ريما الياس في أغنية "يا حمام". الأغنية من تلحين إدغار بازرجي وتأليف شربل بعيني.
   وعلى ذكر الشاعر شربل بعيني، لقد صدر له مؤخراً كتاب جديد بعنوان "أحباب"، أثلج قلوب جميع الذين سمعوا به، واعتبروه موجهاً إليهم، فالذي يتعرّف على الشاعر شربل بعيني، يصبح من الأحباب، كيف لا، وهو بحر من العطاء الزاخر الحافل بالألم والأنين والشوق والرؤيا والجروح والحقائق والخيال والبعد والبساطة والعمق في آن واحد.
   فمحبة شربل بعيني من النوع الذي يجمع، وأحبابه في حياته وكتابه هم نفسهم، فكل من آمن بالقيم والجمال والحق والصراحة والجودة، كان من أحباب شربل بعيني، وإليه يهدي هذا الكتاب.
   تهانينا لشربل الشاعر والانسان، ونحن على موعد معه، لنرى مسرحيّته الجديدة "ضيعة ألشباح"، التي سيقدّمها طلاب مدرسة سيّدة لبنان لراهبات العائلة المقدسة في هاريس بارك، وتعتبر المسرحية الرابعة بعد "فصول من الحرب اللبنانية" و"ألو أستراليا" و"الطربوش".
   المكان: قاعة كنيسة سيدة لبنان، هاريس بارك. والزمان: مساء الجمعة الواقع في التاسع والعشرين من شهر حزيران 1990، الساعة السابعة والنصف تماماً.
إذاعة تو إي آي ـ أس بي أس 1990
**
حول كتاب محمد زهير الباشا:
"شربل بعيني ملاّح يبحث عن الله"
   شربل بعيني الشاعر المهجري الذي أغنى الشعر بخياله الخصب، ونظرته الواقعية الى الحياة ومشاكلها، كان محط تكريم الأديب العربي المعروف محمد زهير الباشا، الذي أصدر كتاباً حلل فيه بكل زاقعية واخلاص أشعار شربل بعيني، والكتاب بعنوان: "شربل بعيني ملاّح يبحث عن الله".
   كتب الأديب محمد زهير الباشا في مقدمة كتابه:
   "الاعتراف المباشر فضيلة
   لزاماً علي أن أتقدم بشكري للأديب مدحة عكاش، وقد جعل منبره الثقافي حصناً للعروبة ولغتها وآدابها، فعرف العالم كيف يبدع أهل الضاد في الوطن وفي الغربة.
   وللأديب نعمان حرب امتناني وتقديري لما يقوم به من جهد خلاق لتأدية الرسالة القومية خدمة للعروبة فيما يصدره من قبسات في الأدب المهجري.
   ولا أنسى أبداً الأديب كلارك بعيني، فله أطيب تجلة وأصدق محبة، بنشره سلسلة شربل بعيني بأقلامهم، إذ أطلعت القلوب المتعطشة للنهل من أدب المهجر في أستراليا، وتأكد ذلك بأقلام الأدباء، أو يعين على أن تكون كتاباتهم عشقاً في قصيدة ونبلاً في نقد ودراسة، وشغفاً لمتابعة النتاج في العالم الجديد".
   وفي مقدمة الكتاب يقول:
   "ان الأرز رمز حرية وحلم وصلاة وروح متجددة، وابداع يد الخالق في تصويره، ويمثّل الانتماء إليه أهله ولهم حق الحياة".
   وينتقل الكاتب من وصفه لبنان وتمنياته بعودة الصفاء إليه بتفاهم أبنائه، وطرد الغرباء عن أرضه، الى مقدمة يقول فيها:
   "والشاعر شربل ما هو موقفه تجاه لبنان الصخرة، لبنان الحضارة، لبنان التاريخ، واليوم لبنان، وغداً لبنان الى أين؟
   شربل يعيش عصره، وهو يستوعب هذا العصر ومتطلباته، يرى ببصيرته الأحداث، وهو يفكر بعقله بدون أي تحديد ومني، فيجد الجيل، جيل الجسد والذهب والجاه، وبقدرته وموهبته مشى مع ذاته ونقائها، دون أن تحوم عليه طيور اليأس، فاليأس لا وجود له في قصائد الشعراء.
   اليأس والجحود والحقد عقلية متخلفة، وان ادعى اصحابها انهم في سن النضج، فهم لم ينجبوا سوى الخراب.
   واعتمد شربل على ثقافته، وتجاربه، ووضوح أفكاره، بدءاً من "مراهقة" الى "ألله ونقطة زيت".
   فلا رموز ولا طلاسم، وانما استمر في نظراته الموضوعية لأحداث لبنان، وواقع الأمة. يبوح بأسراره، وما أسراره إلا حب الانسان والوطن، وحلمه الكثير ان يعيش ألوانه وآلامه، أن يعيش مع هواجسه واحلامه، أن يناقش ويحاور، أن يدعو ويتألم على قيمه المعنوية والفكرية.
   بالحزن المتمرد يسجل أحاسيسه. بالمأساة الكارثة يواصل رحيله إليها، وعنها يعود دامع العينين، ويود لو أن خلجات قلبه تنتصر على هذا الواقع الممزق الرازح تحت خط تصاعدي من القتل والقنص. واقع مرير الخطى، فيحلل ويبحث ويجول في كل الخواطر، مؤكداً انه لا تاريخ بلا امة.
   من خزانة شربل بعيني، تبدو "قصائد ريفية" قد نالت من الشاعر خواطره الممتزجة بالطبيعة اللبنانية وظواهرها الفاتنة. فالشاعر في هذه الأوصاف كان ينثر ما في نفسه على الشمس وغروبها، ومن ثم يرجع الى النجم الساجد للقمر، وتتعلق أنظاره بين البحر الازرق وأحراج الصنوبر، وهو المؤمن بطهارة الورد الذي يضاهي أريجه. هذا الطهر أوصله الى معمودية الحب".
   وإننا إذ الأديب محمد زهير الباشا على لفتته الكريمة، ومفاجأته بإصدار كتاب عن شربل بعيني، نرى من خلال قراءتنا للكتاب أن شربل يستعد لاصدار كتاب آخر يضمنه زبدة أشعاره. ولأن الحمل الذي حمّله إياه الأديب الباشا ثقيل فإنه لن ينوء تحته، بل سيخرج أشد عزماً للابداع والتحليق في آفاق الابداع اللا محدود، والواقع المؤلم، والتمني باسم الأكثرية أن تعود المحبة صلة الوصل بين الناس، وخاصة في لبنان بلد الاشعاع والفكر، بلد جبران ونعيمة والاخطل الصغير ومارون عبود وسعيد عقل وغيرهم.
   نأمل أن يكون هذا الكتاب حافزاً ليس فقط لشربل بعيني، بل لغيره من الشعراء والادباء في أستراليا، لا طمعاً بالتقدير، بل لنشر رسالة الحضارة والثقافة والاشعاع من المغتربات حيث لا هيمنة فكرية ولا حالة أمنية شاذة.
إذاعة تو إي آي ـ سيدني 1988
**