وبعيني يسجن الصداقة.
كان أول الذين أطلقوا المدرسة الشعرية في أستراليا، وله فضل كبير في هذا المضمار.
بعينه أو بعيني الحب والجمال.. لست أدري!
كل ما أدريه انه الشاعر المحب شربل بعيني.
حفل تكريم الشاعر يوسف روحانا ـ سيدني
**
أمسية تكريمية للدكتور نديم نعيمة في منزل الشاعر شربل بعيني
منزل الشاعر شربل بعيني، الذي يسهر معه بين القلم والكلمة، تحوّل مساء الثلاثاء الماضي، وكعادته، إلى واحة تكريم أدبية وفكرية بمناسبة وصول الدكتور نديم نعيمة إلى أستراليا.
وقد أمّ منزل الشاعر بعيني في ميريلاندز عدد كبير من أهل الفكر والقلم ورجال الدين والاعلام ورؤساء الروابط والجمعيّات ومحبي الكلمة، يتقدمهم المطران جورج رياشي والإمام خالد زيدان وراهبات العائلة المقدسة في هاريس بارك.
والجدير أن الدكتور نعيمة، وصل الى أستراليا صباح الثلاثاء ليتسلّم جائزة جبران التي منحته إيّاها رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا، وسيشارك الدكتور نعيمة يوم غد السبت في مؤتمر عن اللغة العربية في الجامعة الوطنية في كانبرا، كما سيلقي عدّة محاضرات في جامعات سيدني.
وخلال أمسية التكريم تداول الحاضرون أموراً أدبية وثقافية بالاضافة الى شؤون الساعة الاسترالية واللبنانية. وكان الشاعر بعيني اللبناني المضياف الأصيل خلية كاملة من الحركة والابتسامة والتأهيل، كيف لا وهو الذي جعل من دارته موئلاً أدبياً للقاصي والداني، للمغترب والمقيم، كالمنارة على الشاطىء تهجع إليها النوارس.
وما لفت الحاضرين هو الاستقبال الحار للمدعوين الذي أبدته والدة الشاعر بعيني، بإطلالة مشرقة، وبسمة دائمة، وكأنها الضيفة والجميع أهل الدار.
أهلاً بالدكتور نديم نعيمة ضيفاً كبيراً كريماً، وشكراً للشاعر شربل بعيني الذي جعل من الغربة حنيناً دائماً، ومن البعد إقامة ميمونة، ومن الشعر شراعاً يجوب كل الآفاق.
التلغراف، العدد 2426، 23/10/1992
**
شربلنا
أخي شربل..
كلمتك في أبعادها
أسمى من الأصفر الرنّان،
أو من لون الفضّة.
كلمتك متحرّرة من روزنامة الزمان،
قد تتمثّل بربع قرن أو نصفه،
لكنّها لن تتعلّب في عيدٍ،
أو تتحجّم في مناسبة.
شربلنا..
يوبيلك والجمال توأم في عالـم الكلمة.
وأنت،
أنت رسّامٌ بالكلمات،
وشاعر بالألوان.
هنيئاً لليوبيل بكلمة اسمها شربل بعيني.
هنيئاً لشربل بعيني بكلمة خطبته
دون أن تتزوّجه،
فظلّ الحبّ بينهما جسر عبور
بين البعد والجمال.
سيدني 1993
**
قصيدة غنتها القصائد
أهو شاعر ينظم قصيدة أم قصيدة غنّتها القصائد؟
عرفنا شربل بعيني شاعراً وطنيّاً عاطفيّاً وجدانيّاً غزير العطاء والتأليف والإصدار، كما عرفناه شاعراً يبحث في عطاءاته أدباء ومفكّرون.
وليست مي طبّاع الأديبة الأولى التي غاصت في نتاج البعيني، وكتبت عنه محلّلة وناشرة لأعماله وللذين كتبوا عنه في مناسبات ودراسات.
وفي الدراسة الموجزة لشعر شربل بعيني مهّدت الأديبة التي تملك فكراً عميقاً وقلماً شفّافاً لكتابها بوصف الشاعر بعيني: عرفناه هزاراً غريداً، نفحة عربية متوقّدة جريئة.
التلغراف، 20/6/994
**
الطربوش: عمل مسرحي ثالث لطلاب مدرسة سيدة لبنان
المأساة اللبنانية، وهموم الوطن، والتدخلات الغربية في شؤونه، حملها طلاب وطالبات سيدة لبنان ـ هاريس بارك على المسرح عملاً فنياً ناجحاً، تجسّدت فيه أريحية كاتب المسرحية الشاعر شربل بعيني، وقدرة الطلاب والطالبات على تجسيد الفكرة بالحركة والصوت والحضور.
ماذا في "الطربوش"؟
تنديد ضد التدخلات الأجنبية في اشؤون اللبنانية، وزرع الفتنة، وتفتيت وحدة ابناء الشعب.
كلهم ضد "الطربوش". الارادة الوطنية الصادقة جسّدها صغار سيدة لبنان بتظاهرة على المسرح ضمّت ستمئة طالب وطالبة كلهم هتفوا ضد الطربوش:
انزل انزل يا طربوش
ما بدنا هالشعب يطوش
هل تتعظ الدول الكبيرة صاحبة القرار، وتسمع هتاف صغار الوطن المنتشرين في كل مكان، ينادون بالوطن السيد المستقل، وبرفع أليدي عن ارادته لتتحد وتنطلق بالوطن المعذب الى بر الأمان والسلام والاستقلال الحقيقي.
تظاهرة "الطربوش" في سيدة لبنان، تزامنت مع تظاهرات الشعب في لبنان ضد التدخلات، وتظاهرات اللبنانيين المنتشرين في كل البلدان مطالبين بكف اليد الغريبة.
"الطربوش" تعدّت العمل الفني، لتنصهر بالوطن، وتتجسد برغبة أبنائه المقيمين.
الفكرة ناجحة، وتستحق التنويه، والتنفيذ رائع يستوجب التقدير، والتمثيل حي لأنه ينطلق من قلوب بريئة لم تدنسّها أوساخ السياسة.
مسرحية "الطربوش" حضرها ما يزيد عن ألف شخص، وضمت أعمالاً غنائية للطفلة ريما الياس، حيث قدّمت عملين جديدين الأول "أمي" من ألحان الفنان مجدي بولس، وفي ختام هذه ألأغنية قدمت سلة من الأزهار الى الأم الرئيسة كونستانس الباشا عربون وفاء وتقدير من جميع الطالبات.
"الطربوش" عمل دام ساعتين ونال اعجاب الحضور.
وتقدير لا بد منه للشاعر شربل بعيني الذي يحاول جاهداً أن يزرع الوطنية بذرة صافية صادقة في قلوب طلاّبه شعراً وكلمة وعملاً لتثمر في المستقبل غلالاً وفيرة.
وها قد بدأت تباشير الزرع تظهر في نفوس طلاب المعهد الذين جسدوا العمل باتقان وصدق ومهارة.
التلغراف، العدد 2011، 29/12/1989
**
ضيعة الأشباح
بعد "فصول من الحرب اللبنانية" و"ألو أستراليا" و"الطربوش".. تطل "ضيعة الأشباح"، العمل المسرحي الرابع الذي كتبه الشاعر شربل بعيني، وقام بتنفيذه طلاب وطالبات مدرسة سيدة لبنان.
وان كانت المناسبة تكريمية، تكريم ألختين كونستانس الباشا ومادلين بو رجيلي من قبل الكنيسة الكاثوليكية في "بلاكتاون" بمناسبة مرور 25 عاماً على خدمتهما الجليلة للدين والدنيا، فإن "ضيعة الاشباح" تأتي مع سابقاتها من الاعمال المسرحية، التي قام طلاب المدرسة بتقديمها، دليلاً طيباً لنواة العمل المسرحي الاغترابي.
هذه النواة يسهر شربل بعيني على زرعها ورعايتها في النفوس البريئة، ويرعاها كي تنمو في المستقبل وتزهر وتثمر.
ماذا في "ضيعة الاشباح"؟
تدور القصة حول قرية لبنانية جبلية، لم يتمكن جمال باشا السفاح من اخضاعها لنفوذه، فزرعها بالاشباح ليخيف أبناءها، ويدفعهم مرغمين على رفض العيش فيها. وفي الختام يتضح أن الأشباح هم أهل القرية ذاتها.
الفكرة تاريخية تعود الى تاريخ لبنان القديم، ولكنها في زمن النهجير والهجرة القسرية، تعكس المسرحية صوراً من الواقع الحالي المرير دون الدلالة المباشرة.
العمل المسرحي قام بلعب أدواره أكثر من 300 طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية. وحضر هذا العمل أكثر من ألف شخص بينهم رجال دين وأدب وصحافة وفن.
تخلل العمل المسرحي وصلة للطفلة لايما الياس، فقدمت ثلاث أغنيات جديدة: "لبنان" بالانكليزية، تأليف وتلحين ريمون أبي عرّاج وتوزيع ناجح ملّوك. "جنوبية"، الحان ادغار بازرجي وتوزيع مجدي بولس. "جايي"، ألحان وفاء صدقي وتوزيع مجدي بولس.
العمل المسرحي الجديد يستحق التنويه، نظراُ للابداع الذي حقّقه الطلبة، فقد أجاد الطالب جورج طنّوس "بو يوسف" وأنطوانيت خوري "أم يوسف" بلعب دوريهما اللذين دعيا الى الزواج المنفتح على كل الطوائف، توصلاً الى خلق شعب متكامل وبعيد عن التعصّب.
الديكور الذي أعدته الفنانة رندى عبد الأحد انسجم كلياً مع النصّ، فجاءت العناصر الثلاث: الديكور، التمثيل والنص منسجمة في وحدة فنية أعطت العمل رونقاً ونجاحاً.
التلغراف، العدد 2089، 11 تموز 1990
**
مسرحيتها رسالة لمحاربة العنصريّة: مدرسة سيّدة لبنان في لقاء طلاّبي ناجح
مرّة جديدة تقف الجالية على نجاحات معهد سيّدة لبنان الذي تترأسه الأم إيرين بو غصن، ومرّة جديدة يشعر المغترب اللبناني باعتزاز وارتياح لأن ما يقوم به هذا المعهد من تعزيز للترابط بين الوطن الأم لبنان والوطن الجديد أستراليا، ومن حفاظ وتمسّك بالتراث وتقاليد الآباء والأجداد، يجعلنا كمغتربين لبنانيين نشعر بأن لبنان لن يموت وباقٍ.. فلبنان يتخطى في عالـم الانتشار على يد مؤسسات مثل هذه الارسالية خط خطر الزوال أو الذوبان.
في هول سيّدة لبنان كان اللقاء، وحضره سيادة المطران يوسف حتّي وعدد من وجوه الجالية وأهالي الطلاب والكهنة والرهبان والراهبات.
واللقاء كان مسرحية واسكتشات وفولكلوراً وشعراً وبراعة طلبة وسيناريو مميزاً للشاعر شربل بعيني، الذي كتب وأخرج وصقل المواهب عبر مسرحيته (جارنا.. أبوردجيني).
أما الرئيسة الأم بو غصن، فلا عجب إن أحسّت في تلك الأمسية مع أخواتها الراهبات بافتخار بالانجاز الذي تحققه مدرستها وسائر مدارس إرسالية جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات في سيدني.
وقد كانت المسرحية التي عرضت في نفس الأمسية أبعد من رقصات واسكتشات، إذ عالجت بذكاء بعض مظاهر العنصرية في مجتمعنا، رافضة أي تمييز، أي كما أعلنت الراهبة بو غصن: (الطلبة يعرضون الواقع ويقترحون حلولاً تتسم بالمحبّة).
وقد قام تلامذة الصف الرابع بأداء رقصة جميلة بعنوان (تحت البحر)، وقد ارتدى الطلاب اللباس العربي التقليدي، في حين ارتدت الطالبات لباس حوريات البحر.
والمسرحية التي وضعها الشاعر بعيني تدور قصّتها حول بعض العائلات اللبنانية التي سكنت في مبنى يملكه رجل لبناني ثري، وأراد أن يؤجّر إحدى الشقق لعائلة أبوردجينية، ولكن اللبنانيين رفضوا ذلك ولـم يودوا مشاركة العيش مع من يعتبرونهم غرباء، أي الأبوردجينيين، الذين يعتبرون شعب أستراليا الأصلي، ولكن الأحداث تدور بذكاء وبرسالة لرفض العنصرية.
وفي النهاية تظهر الحقيقة، ويرى اللبنانيون كيف أنهم كانوا مخطئين، وأن اللون الأبيض والأسود والأصفر لا يجعلنا أفضل من غيرنا من الشعوب، وان العنصريّة أمر مرفوض وأن الإلفة والمودة هما سبيل العيش السعيد.
وقد تطعّمت هذه المسرحية برقصات الدبكة اللبنانية ورقصات (الديدجيريدو) الأبوردحينية الرائعة، التي كانت من تأليف الشاعر شربل بعيني. وخلال أحد الإسكتشات قدمت إحدى التلميذات باقة ورد لرئيسة المعهد الأخت ايرين بو غصن وشكرتها وشكرت كل راهبات العائلة المقدسة على إدارتهن المثالية لهذا الصرح التعليمي العظيم.
وقد اختتم تلاميذ الصف الخامس الابتدائي المسرحية برقصة مؤثرة، شاهدنا فيها كيف قتل الانكليز الشعب الأبوردجيني، وأنكروا عليهم حقهم في هذه الأرض.
(النهار) تهنىء المدرسة بشخص رئيستها الأم بو غصن وراهباتها وهيئتها التعليمية وطلابها على كافة النجاحات التي تحققها، كما تهنىء الشاعر بعيني على اختياره لموضوع حساس يعاني منه المجتمع الاسترالي في زمن الهانسونية التي تنحر التعددية الحضارية.
النهار، 24/9/1998
**
أمسية تكريمية للدكتور نديم نعيمة في منزل الشاعر شربل بعيني
منزل الشاعر شربل بعيني، الذي يسهر معه بين القلم والكلمة، تحوّل مساء الثلاثاء الماضي، وكعادته، إلى واحة تكريم أدبية وفكرية بمناسبة وصول الدكتور نديم نعيمة إلى أستراليا.
وقد أمّ منزل الشاعر بعيني في ميريلاندز عدد كبير من أهل الفكر والقلم ورجال الدين والاعلام ورؤساء الروابط والجمعيّات ومحبي الكلمة، يتقدمهم المطران جورج رياشي والإمام خالد زيدان وراهبات العائلة المقدسة في هاريس بارك.
والجدير أن الدكتور نعيمة، وصل الى أستراليا صباح الثلاثاء ليتسلّم جائزة جبران التي منحته إيّاها رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا، وسيشارك الدكتور نعيمة يوم غد السبت في مؤتمر عن اللغة العربية في الجامعة الوطنية في كانبرا، كما سيلقي عدّة محاضرات في جامعات سيدني.
وخلال أمسية التكريم تداول الحاضرون أموراً أدبية وثقافية بالاضافة الى شؤون الساعة الاسترالية واللبنانية. وكان الشاعر بعيني اللبناني المضياف الأصيل خلية كاملة من الحركة والابتسامة والتأهيل، كيف لا وهو الذي جعل من دارته موئلاً أدبياً للقاصي والداني، للمغترب والمقيم، كالمنارة على الشاطىء تهجع إليها النوارس.
وما لفت الحاضرين هو الاستقبال الحار للمدعوين الذي أبدته والدة الشاعر بعيني، بإطلالة مشرقة، وبسمة دائمة، وكأنها الضيفة والجميع أهل الدار.
أهلاً بالدكتور نديم نعيمة ضيفاً كبيراً كريماً، وشكراً للشاعر شربل بعيني الذي جعل من الغربة حنيناً دائماً، ومن البعد إقامة ميمونة، ومن الشعر شراعاً يجوب كل الآفاق.
التلغراف، العدد 2426، 23/10/1992
**
شربلنا
أخي شربل..
كلمتك في أبعادها
أسمى من الأصفر الرنّان،
أو من لون الفضّة.
كلمتك متحرّرة من روزنامة الزمان،
قد تتمثّل بربع قرن أو نصفه،
لكنّها لن تتعلّب في عيدٍ،
أو تتحجّم في مناسبة.
شربلنا..
يوبيلك والجمال توأم في عالـم الكلمة.
وأنت،
أنت رسّامٌ بالكلمات،
وشاعر بالألوان.
هنيئاً لليوبيل بكلمة اسمها شربل بعيني.
هنيئاً لشربل بعيني بكلمة خطبته
دون أن تتزوّجه،
فظلّ الحبّ بينهما جسر عبور
بين البعد والجمال.
سيدني 1993
**
قصيدة غنتها القصائد
أهو شاعر ينظم قصيدة أم قصيدة غنّتها القصائد؟
عرفنا شربل بعيني شاعراً وطنيّاً عاطفيّاً وجدانيّاً غزير العطاء والتأليف والإصدار، كما عرفناه شاعراً يبحث في عطاءاته أدباء ومفكّرون.
وليست مي طبّاع الأديبة الأولى التي غاصت في نتاج البعيني، وكتبت عنه محلّلة وناشرة لأعماله وللذين كتبوا عنه في مناسبات ودراسات.
وفي الدراسة الموجزة لشعر شربل بعيني مهّدت الأديبة التي تملك فكراً عميقاً وقلماً شفّافاً لكتابها بوصف الشاعر بعيني: عرفناه هزاراً غريداً، نفحة عربية متوقّدة جريئة.
التلغراف، 20/6/994
**
الطربوش: عمل مسرحي ثالث لطلاب مدرسة سيدة لبنان
المأساة اللبنانية، وهموم الوطن، والتدخلات الغربية في شؤونه، حملها طلاب وطالبات سيدة لبنان ـ هاريس بارك على المسرح عملاً فنياً ناجحاً، تجسّدت فيه أريحية كاتب المسرحية الشاعر شربل بعيني، وقدرة الطلاب والطالبات على تجسيد الفكرة بالحركة والصوت والحضور.
ماذا في "الطربوش"؟
تنديد ضد التدخلات الأجنبية في اشؤون اللبنانية، وزرع الفتنة، وتفتيت وحدة ابناء الشعب.
كلهم ضد "الطربوش". الارادة الوطنية الصادقة جسّدها صغار سيدة لبنان بتظاهرة على المسرح ضمّت ستمئة طالب وطالبة كلهم هتفوا ضد الطربوش:
انزل انزل يا طربوش
ما بدنا هالشعب يطوش
هل تتعظ الدول الكبيرة صاحبة القرار، وتسمع هتاف صغار الوطن المنتشرين في كل مكان، ينادون بالوطن السيد المستقل، وبرفع أليدي عن ارادته لتتحد وتنطلق بالوطن المعذب الى بر الأمان والسلام والاستقلال الحقيقي.
تظاهرة "الطربوش" في سيدة لبنان، تزامنت مع تظاهرات الشعب في لبنان ضد التدخلات، وتظاهرات اللبنانيين المنتشرين في كل البلدان مطالبين بكف اليد الغريبة.
"الطربوش" تعدّت العمل الفني، لتنصهر بالوطن، وتتجسد برغبة أبنائه المقيمين.
الفكرة ناجحة، وتستحق التنويه، والتنفيذ رائع يستوجب التقدير، والتمثيل حي لأنه ينطلق من قلوب بريئة لم تدنسّها أوساخ السياسة.
مسرحية "الطربوش" حضرها ما يزيد عن ألف شخص، وضمت أعمالاً غنائية للطفلة ريما الياس، حيث قدّمت عملين جديدين الأول "أمي" من ألحان الفنان مجدي بولس، وفي ختام هذه ألأغنية قدمت سلة من الأزهار الى الأم الرئيسة كونستانس الباشا عربون وفاء وتقدير من جميع الطالبات.
"الطربوش" عمل دام ساعتين ونال اعجاب الحضور.
وتقدير لا بد منه للشاعر شربل بعيني الذي يحاول جاهداً أن يزرع الوطنية بذرة صافية صادقة في قلوب طلاّبه شعراً وكلمة وعملاً لتثمر في المستقبل غلالاً وفيرة.
وها قد بدأت تباشير الزرع تظهر في نفوس طلاب المعهد الذين جسدوا العمل باتقان وصدق ومهارة.
التلغراف، العدد 2011، 29/12/1989
**
ضيعة الأشباح
بعد "فصول من الحرب اللبنانية" و"ألو أستراليا" و"الطربوش".. تطل "ضيعة الأشباح"، العمل المسرحي الرابع الذي كتبه الشاعر شربل بعيني، وقام بتنفيذه طلاب وطالبات مدرسة سيدة لبنان.
وان كانت المناسبة تكريمية، تكريم ألختين كونستانس الباشا ومادلين بو رجيلي من قبل الكنيسة الكاثوليكية في "بلاكتاون" بمناسبة مرور 25 عاماً على خدمتهما الجليلة للدين والدنيا، فإن "ضيعة الاشباح" تأتي مع سابقاتها من الاعمال المسرحية، التي قام طلاب المدرسة بتقديمها، دليلاً طيباً لنواة العمل المسرحي الاغترابي.
هذه النواة يسهر شربل بعيني على زرعها ورعايتها في النفوس البريئة، ويرعاها كي تنمو في المستقبل وتزهر وتثمر.
ماذا في "ضيعة الاشباح"؟
تدور القصة حول قرية لبنانية جبلية، لم يتمكن جمال باشا السفاح من اخضاعها لنفوذه، فزرعها بالاشباح ليخيف أبناءها، ويدفعهم مرغمين على رفض العيش فيها. وفي الختام يتضح أن الأشباح هم أهل القرية ذاتها.
الفكرة تاريخية تعود الى تاريخ لبنان القديم، ولكنها في زمن النهجير والهجرة القسرية، تعكس المسرحية صوراً من الواقع الحالي المرير دون الدلالة المباشرة.
العمل المسرحي قام بلعب أدواره أكثر من 300 طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية. وحضر هذا العمل أكثر من ألف شخص بينهم رجال دين وأدب وصحافة وفن.
تخلل العمل المسرحي وصلة للطفلة لايما الياس، فقدمت ثلاث أغنيات جديدة: "لبنان" بالانكليزية، تأليف وتلحين ريمون أبي عرّاج وتوزيع ناجح ملّوك. "جنوبية"، الحان ادغار بازرجي وتوزيع مجدي بولس. "جايي"، ألحان وفاء صدقي وتوزيع مجدي بولس.
العمل المسرحي الجديد يستحق التنويه، نظراُ للابداع الذي حقّقه الطلبة، فقد أجاد الطالب جورج طنّوس "بو يوسف" وأنطوانيت خوري "أم يوسف" بلعب دوريهما اللذين دعيا الى الزواج المنفتح على كل الطوائف، توصلاً الى خلق شعب متكامل وبعيد عن التعصّب.
الديكور الذي أعدته الفنانة رندى عبد الأحد انسجم كلياً مع النصّ، فجاءت العناصر الثلاث: الديكور، التمثيل والنص منسجمة في وحدة فنية أعطت العمل رونقاً ونجاحاً.
التلغراف، العدد 2089، 11 تموز 1990
**
مسرحيتها رسالة لمحاربة العنصريّة: مدرسة سيّدة لبنان في لقاء طلاّبي ناجح
مرّة جديدة تقف الجالية على نجاحات معهد سيّدة لبنان الذي تترأسه الأم إيرين بو غصن، ومرّة جديدة يشعر المغترب اللبناني باعتزاز وارتياح لأن ما يقوم به هذا المعهد من تعزيز للترابط بين الوطن الأم لبنان والوطن الجديد أستراليا، ومن حفاظ وتمسّك بالتراث وتقاليد الآباء والأجداد، يجعلنا كمغتربين لبنانيين نشعر بأن لبنان لن يموت وباقٍ.. فلبنان يتخطى في عالـم الانتشار على يد مؤسسات مثل هذه الارسالية خط خطر الزوال أو الذوبان.
في هول سيّدة لبنان كان اللقاء، وحضره سيادة المطران يوسف حتّي وعدد من وجوه الجالية وأهالي الطلاب والكهنة والرهبان والراهبات.
واللقاء كان مسرحية واسكتشات وفولكلوراً وشعراً وبراعة طلبة وسيناريو مميزاً للشاعر شربل بعيني، الذي كتب وأخرج وصقل المواهب عبر مسرحيته (جارنا.. أبوردجيني).
أما الرئيسة الأم بو غصن، فلا عجب إن أحسّت في تلك الأمسية مع أخواتها الراهبات بافتخار بالانجاز الذي تحققه مدرستها وسائر مدارس إرسالية جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات في سيدني.
وقد كانت المسرحية التي عرضت في نفس الأمسية أبعد من رقصات واسكتشات، إذ عالجت بذكاء بعض مظاهر العنصرية في مجتمعنا، رافضة أي تمييز، أي كما أعلنت الراهبة بو غصن: (الطلبة يعرضون الواقع ويقترحون حلولاً تتسم بالمحبّة).
وقد قام تلامذة الصف الرابع بأداء رقصة جميلة بعنوان (تحت البحر)، وقد ارتدى الطلاب اللباس العربي التقليدي، في حين ارتدت الطالبات لباس حوريات البحر.
والمسرحية التي وضعها الشاعر بعيني تدور قصّتها حول بعض العائلات اللبنانية التي سكنت في مبنى يملكه رجل لبناني ثري، وأراد أن يؤجّر إحدى الشقق لعائلة أبوردجينية، ولكن اللبنانيين رفضوا ذلك ولـم يودوا مشاركة العيش مع من يعتبرونهم غرباء، أي الأبوردجينيين، الذين يعتبرون شعب أستراليا الأصلي، ولكن الأحداث تدور بذكاء وبرسالة لرفض العنصرية.
وفي النهاية تظهر الحقيقة، ويرى اللبنانيون كيف أنهم كانوا مخطئين، وأن اللون الأبيض والأسود والأصفر لا يجعلنا أفضل من غيرنا من الشعوب، وان العنصريّة أمر مرفوض وأن الإلفة والمودة هما سبيل العيش السعيد.
وقد تطعّمت هذه المسرحية برقصات الدبكة اللبنانية ورقصات (الديدجيريدو) الأبوردحينية الرائعة، التي كانت من تأليف الشاعر شربل بعيني. وخلال أحد الإسكتشات قدمت إحدى التلميذات باقة ورد لرئيسة المعهد الأخت ايرين بو غصن وشكرتها وشكرت كل راهبات العائلة المقدسة على إدارتهن المثالية لهذا الصرح التعليمي العظيم.
وقد اختتم تلاميذ الصف الخامس الابتدائي المسرحية برقصة مؤثرة، شاهدنا فيها كيف قتل الانكليز الشعب الأبوردجيني، وأنكروا عليهم حقهم في هذه الأرض.
(النهار) تهنىء المدرسة بشخص رئيستها الأم بو غصن وراهباتها وهيئتها التعليمية وطلابها على كافة النجاحات التي تحققها، كما تهنىء الشاعر بعيني على اختياره لموضوع حساس يعاني منه المجتمع الاسترالي في زمن الهانسونية التي تنحر التعددية الحضارية.
النهار، 24/9/1998
**
هنود من لبنان: مسرحية قدّمها طلاب مدرسة سيدة لبنان
شاعرية شربل بعيني الخلاقة لا تتوقّف عند حد، ولا تسجنها ضوابط مصطنعة، فهي الحرية والحلم والطروحات، وهي الأفكار المتجددة التي برزت في مسرحية "هنود من لبنان"، التي قدّمها طلاب مدرسة سيدة لبنان، برعاية سيادة المطران يوسف حتي، وسعادة قنصل لبنان العام في سيدني الاستاذ سليمان الراسي، وحضور الأب ريمون عيسى رئيس دير مار شربل، وجمهور غفير من الأهالي.
وقد يتشعب شربل بأفكاره وصوره وابداعه، ولكنه في كل رحلاته الشعرية يستريح حيث قلبه وضميره وقضيته، أي في الوطن لبنان، وفي الجرح "المعشعش" في تأملاته وقوافيه.
والمسرحية تعكس المعاناة والمأساة، والقصة رغم براءتها المعكوسة في حركة الأطفال، فيها الكثير من العمق.
وقد نجح طلاب المدرسة ليس فقط في الاداء، بل في نقل أفكار شربل الى صور حية عن الهدف.
ونجاح المسرحية يؤكد مسلمات أساسية هي نشاط المدرسة ابتداء من الراهبات مروراً بالادارة والمعلمين، وانتهاء بالطلبة وأهاليهم، وان دل هذا النجاح على شيء، فعلى أهمية مدارسنا اللبنانية في مقلب الاغتراب، و"مهمة" شربل السامية في زرع القافية صورة لبنانية في اعماق الطفل، تنمو حلماً في البال والقلب، لتذكيرنا بالوطن الجريح.
افتتحت المسرحية بالنشيدين الاسترالي واللبناني، وبأصوات الطلبة.
وشربل الذي وضع المسرحية بنصوصها وابعادها، القى كلمة من القلب مرحباً وشاكراً.
ومسك الختام.. لم يكن ستاراً يسدل على مسرح بل سلة زهور قدمتها الطفلة ريما الياس الى الرئيسة كونستانس.
المسرحية لم تكن عملاً مسرحياً ناجحاً فنياً فحسب، بل نقلة نوعية تضاف الى انجازات شربل والمدرسة في أرض تحتاج الى ثقافات متعددة، وفي اعماق مغتربين يتوقون الى سدل الستار على مسرحية الدم والموت التي نقلها شربل في عمله لوناً ينادي ريشة السلام ليكتب قصة وطن يحن الى الوئام.
التلغراف ـ العدد 2317 ـ 27/6/1991
**
شارع اللبنانيين: مسرحية للشاعر شربل بعيني تحكي واقعنا وحالاتنا على لسان 300 طالب من مدرسة سيدة لبنان
تذهب، أحياناً، الى مسرحية لمحترفين من أهل الفن، فتشعر بالابتذال الفني، وتحس ان حضورك "واجب"، أو لعدم احراج المخرج او المنتج او احد الممثلين.
لكنك في مسرحية "شارع اللنانيين" التي قدّمها 300 طالب في مدرسة سيدة لبنان، تختلف الصورة، وتشعر انك امام مسرح محترف، رغم أن الممثلين هم هواة وطلبة في الصفوف الابتدائية. وتتسمر على الكرسي "تضحك على حالنا"، وتشعر بارتياح للنقد الذاتي وللمواهب الواعدة وللقصة التي سلخها المؤلف المبدع من واقعنا اليومي، فكانت المسرحية كل شيء من النجاح الذي أنساك انك احد الحضور في صالة، واشعرك انك جزء من المسرحية، اي من واقع تعيشه في حي او مدينة او ضيعة او متجر.
المسرحية عرضت في صالة سيدة لبنان، وحضرها راعي الأبرشية سيادة المطران يوسف حتي، وكهنة الطائفة، ورئيسة المدرسة الاخت ايرين بو غصن واراهبات، والرئيس الاقليمي للجامعة السيد جو بعيني، وعضوا بلدية باراماتا السيدان جو بركات وطوني عيسى، ورئيس التجمع المسيحي انور حرب، والمدير الرئيسي في البنك العربي السيد جايمس واكيم، وعدد من الزملاء في الصحافة واهل الطلبة.
وبعد النشيدين، كانت الكلمة الأولى للأم الرئيسة ايرين، الراهبة التي تترأس مدرسة تعتبر المعهد اللبناني التربوي الأول في عالم الانتشار، كما قال سيادة المطران حتي.
والرئيسة بو غصن التي تدير شؤون هذه المؤسسة هذه المؤسسة بنجاح قل نظيره، تربوياً وأخلاقياً وروحياً، لخصت في كلمتها مشاعر العديدين وقالت:
"مرة كل عام يجمعنا الفرح بكم، كما تجمعنا يومياً هموم اولادكم التربوية.
مرة كل عام نحصد معاً مواهب فلذات أكبادكم، في اطار مسرحي تبرز من خلاله شخصيتهم الفنية. وكم هي وافرة العطاء، بريئة الملامح، واعدة المستقبل.
مرة كل عام، تطل عليكم براعم معهدنا حاملة حاملة اليكم عملاً مسرحه الشاعر والمربي شربل بعيني، الذي قالت فيه الصحافة المهجرية سابقاً، انه اول من خط مسرح الأطفال في المهجر، ونزيد انه اول من رافق اطفال الجالية زارعاً فيهم، بعطف الاب وحنان الأم، نواة الحضارة اللبنانية، ومحبة الوطن وتعلقهم به، والنظر اليه بمفهوم قد يختلف عن مفهومكم ظاهرياً، ولكنه لا يخلو من المحبة والاحترام.
مرة كل عام، نسهر معاً على انتاج أولادكم الفني "شارع اللبنانيين"، فأهلا وسهلا بكم، وشكراً على تلبيتكم دعوتنا ودعمكم الكامل لكل ما يساهم في تربية اولادكم فكرياً وروحياً وفنياً، ونحن امام هذا نوليهم كل عناية واهتمام.
امنيتي ان يستمر التعاون بيننا وبين الأهل لكي تكبر هذه البراعم على الخير والحق والجمال.
شكراً لمحركي هذه البراعم: الاستاذ شربل بعيني واضع ومخرج هذا العمل، وللهيئة التعليمية العاملة معه على انجاحها".
وما ان دخل الطلبة ـ الممثلون الى المسرح وبدأوا بالاسكتش الأول، ضمن ديكور هادىء وذكي حتى شعر الحضور انهم امام عمل مميّز.
وابتداء من رقصة "ماكارينا" بالعربي، مع بائع "الدرا"، تسلسلت القصة برشاقة بين الشعر والنثر، وبين الحوار والاغنية، وبين الرقصة وزفة العروس، واستمعنا الى الممثلين يقولون:
"شارعنا كلو لبنانيين وكلن بيحبوا الرقص. هلّق بيجي البوليس، روحوا ارقصوا ببيوتكن".
والاسكتشات المتلاحقة دون ملل، عكست ما نعيشه يومياً في مجتمعنا الاسترالي اللبناني بطريقة نقدية مبسطة خالية من التجريح، وهذا عائد الى مسؤولية المؤلف وحسّه الاجتماعي والادبي.
والشاعر بعيني تقمّص شخصيات متعددة عبر الحوار، ولكنه حافظ على شخصية واحدة هي شخصية الايجابية، وحواره عن طريق براءة الاطفال، جال في ميادين متعددة ليصل ـ بواقعية ـ الى الاعلام:
ـ مبارح شفتا بالمطعم مع رئيس تحرير جريدة الشمس..
ـ وما سألتيها شو عم تعمل معو؟
ـ سألتا.. سألتا، قالت حب يعمل معا حديث بس نسي قلمو بالمكتب..
ـ ما بشتري الجريدة الا اذا كاتبين عني.
ـ جرايدنا خزّق ولزّق.. وعرّم بالحفلات.
ـ كتّر خير هالجرايد.. كتّر خير هالإذاعات.. كتّر خير هالتلفزيون.. بالقليله عم بيسلونا بهالغربة.
ولعل ختام المسرحية كان الاروع، ولخّص روحيتها، وفيه استمعنا:
ـ حففوا زقيفكن تا تسمعوني.. يا شعب لبنان البطل.. يا حفيد الأرز.. يا ابن صنين.. لا للإجرام.. لا للبطالة.. لا للمخدرات..
ـ ع الدرا الدرا.. ع الدرا..
ـ مش وقتك يا بيّاع الدرا..
ـ هلق وقتي.. صرلي زمان ناطر هاليوم..
ـ شو بدك مني؟
ـ بدي ياك تقول الحقيقه: مين سرق بيوت الناس؟ مين عم بيتاجر بالحشيشه؟ مين قتل ابنك؟
ـ يا رجال خدوه من هون.. ريحوني منّو..
ـ جايي تا ريّح الناس منك.. قرّ ولاّ بقتلك..
ـ يا رجال خلصوني منّو..
ـ رجالك راحوا.. قرّ.. واحد.. تنين..
ـ سامحوني دخيلكن.. أنا اللي قتلت ابني، انا اللي سرقت بيوتكن.. انا العم هرّب حشيشه..
ـ فيك تضلّ ساكت تا كنت توكّل محامي.. يا شعب لبنان البطل.. أنا مش بيّاع درا.. أنا بوليس "اندر كافا".. وقبل ما ترجعوا ع بيوتكن، هاتولكن زقفه زغيره.
وبعد إسدال الستار على هذه المسرحية الناجحة، القى سيادة المطران حتي كلمة نوّه فيها بجهود الاخت ايرين بو غصن رئيسة الدير والراهبات، واعتبر مدرسة سيدة لبنان من أهم واكبر مدارس الاغتراب في العالم، وتحدّث عن لبنان، فطالب بخروج جميع الجيوش الاجنبية "ولا أحد يمكنه ان يسجن الحرية، لأن الشعب اللبناني ولد حراً".
ونوّه أيضاً بجهود الشاعر شربل بعيني في عمله المسرحي المميز.
وتقبّل الاستاذ بعيني بعد ذلك باقة من الورد على العمل المسرحي الجيّد، وكلمته الأهم كانت حوار المسرحية واخراجها، ولذلك بإن "النهار" تهنئه على هذا الابداع الجديد.
وتهنئة ايضاً الى مدرسة تبقى بفضل رئيستها وراهباتها وهيئتها التعليمية منارة ثقافية واخلاقية في عالم الانتشار.
النهار ـ 4/9/1997
**
مسرحية المدرسة:
نجاح وإبداع وراحة بال على مستقبلنا
"لا خوف على لبنان طالما اننا نعيش في المغتربات وطن الأرز بتاريخه وثقافته ولغته وعاداته.. وبندارسه الحريصة على هذه العوامل والثوابت"
هذا ما عبّر عنه الذين شاركوا في الحفلة التي أقامتها المدرسة الابتدائية في معهد سيدة لبنان لراهبات العائلة المقدسة المارونيات ـ هاريس بارك، إذ ما شاهده الجمهور من إبداع ونجاح ومن حرص على التراث واللغة والتقاليد والفلكلور، أكد ان الوطن في أرضنا الأم قد يكون يخسر بعضاً من تقاليدنا العريقة، لكن المغتربين عبر هذه الارسالية وغيرها من الارساليات تؤكد ان لبنان بطابعه المميز لا ولن يموت.
تحية كبيرة وجهناها بالأمس القريب الى معهد مار شربل، واليوم نوجّه تحية مماثلة الى معهد سيدة لبنان والى رئيسته الام ايرين بو غصن، هذه الراهبة التي حملت مشعال المسؤولية بإخلاص وتضحية لتشكل مع أخواتها الراهبات ومع المعلمين والمعلمات والاداريين خلية عمل متتالية.
تحية الى الطلبة الذين أبدعوا رقصاً وتمثيلاً وفلكلوراً. تحية لهم لاندماجهم في المجتمع الاسترالي الجديد دون أن يذوبوا ويخسروا خصائص وطنهم الأم.
تحيّة الى الاداريين والمعلمين الذين سهروا وربّوا وزرعوا.
تحية الى هذه الارسالية الرهبانية التي نذرت نفسها في هاريس بارك وفي أخرى في دلويتشهيل وبلمور، لتربية النفوس، ولزرع الثقافة والاعتزاز بالتراث وترجمته واقعاً يزيل من نفوسنا الخوف على المستقبل، ومن مخيلتنا هواجس الذوبان والإضمحلال في المجتمعات الجديدة.
ولعل الأم ايرين أخطأت في كلمتها الصادقة المعبرة حين استهلتها بالقول:
"أراني أقف حائرة مندهشة عاجزة عن التعبير والكلام، وهل يستطيع كلام أن يعبّر أو يفي حق طلابنا وصغارنا الذين أدهشونا بما قاموا به من اداء وتمثيل ورقص وتعبير".
والجواب هو "نعم يمكننا بأعلى صوت أن نعبّر عن إعجابنا وليس دهشتنا، لأننا ندرك أن راهبات العائلة يمكنهن بابعادهن والتزامهن ومسؤولياتهن ان يحققوا مثل هذا النجاح الكبير الذي لا تتوقّف نتائجه على جالية، بل تشمل وطناً يتوق الى مثل هذه الانجازات".
ولعلّ الرئيسة ايرين، بتواضعها، أحبّت ان تعبّر عن هذا الموقف، ولكن الواقع الذي نعيشه يدفعنا الى التعبير عن الاعجاب بنجاح هذه المدرسة بقيادة الام ايرين ومساندة ومساعدة جميع الراهبات والهيئة التعليمية.
ولعل سيادة المطران يوسف حتي راعي الأبرشية عبّر نيابة عن الجميع عندما ألقى كلمته الوجدانية حين قال:
"ليس باسمي وحدي أهنىء، اني باسم الجميع، حاضرين وغائبين، أهنىء الطائفة، وأهنىء الأبرشية والجالية بهذا الانجاز العظيم الذي تحقّقه الراهبات".
وكانت كلمة سيادته واقعية ومعبّرة للغاية، وقد ضمنها موقفه من نشاط الراهبات واعجابه بهذا النشاط.
واضافة الى الاسكتشات المتعددة الغربية والشعبية والشرقية جرى عرض لمسرحية تحكي قصة "المدرسة" من وضع الشاعر شربل بعيني.
والجدير بالذكر ان الرئيسة الأخت ايرين بو غصن قد شاركت بالتمثيل في المشهد الأخير من المسرحية عندما قالت إحدى الفتيات للذين يريدون احراق الحرش احتجاجاً على عدم بناء المدرسة في قريتهم:
ـ سمعوا يا جماعه.. في راهبه عم تسمعنا هلق.. تعوا نسألها تا نشوف شو بتقول..
فتسخر منها أحدى المحتجات:
ـ مش شايفه شي.. ما في راهبه..
ولكن الفتاة التي رأتها، تتوجه الى الاخت ايرين بالسؤال مباشرة:
ـ يا راهبتنا.. منترجاكي تقوليلنا رح يصير في مدرسه بضيعتنا أم لأ؟..
هنا تصعد الأخت ايرين الى المسرح، فيصيح أحد الممثلين:
ـ وصلت الراهبه.. اعطوا طريق للراهبه..
فتلتفت إليها الفتاة وتقول:
ـ يا راهبتنا الغاليه.. بترجاكي تجاوبيني: إي أم لأ.. في مدرسه أو ما في مدرسه؟
فتجيب الأخت إيرين بكل ثقة:
ـ أكيد في مدرسه..
هنا تقدم لها احدى الطالبات باقة من الأزهار عربون شكر وامتنان لوجود مدرسة في قريتها النائية.. عندها ألقت الأم الرئيسة بو غصن كلمة ننشر منها:
"اسمحوا لي أن أشكر باسمي، وباسم أخواتي الراهبات طلاب وطالبات القسم الابتدائي في المعهد على ما قاموا به من جهود وتمرينات لانجاح هذه الحفلة. وهذا النجاح دليل ساطع على مدى كفاءاتهم، والطاقات الابداعية المخزونة في داخلهم. فلكم أيها الطلاب الأعزاء كل شكري ومحبتي وصلاتي، والى المزيد من العطاء والابداع.
شكري الكبير الى جميع افراد الهيئة التعليمية الذين يضحون بوقتهم وبصحتهم وبذواتهم لتثقيف طلابنا ومساعدتهم لكي ينموا بالعلم والثقافة والفضيلة.
واسمحوا لي أن أوجه شكراً خاصاً للأستاذ شربل بعيني الذي ما برح يقدّم الغالي والنفيس من أجل ازدهار هذا المعهد التربوي، فله ولكم الف الشكر.
شكري أيضاً الى حضرات الاهالي الكرام، فإني انتهز هذه المناسبة لاهنئكم بأولادكم، وأبشركم بأنهم يملكون الكثير من المواهب، ولا يتقصهم إلا التشجيع والمساعدة، واني أعاهدكم بأنني سأبذل كل جهدي كي ينمو هذا الصرح التربوي ليس بالحجر بل بالبشر والفضيلة والاخلاق والعلم.
شكري الكبير أوجهه باسمي وباسمكم، الى صاحب القلب الكبير الذي يرعانا جميعاً بمحبته وعطفه وصلاته، الى الاب الروحي لهذه الأبرشية، وخصوصاً هذه الرعية، وهذا المعهد الذي يرعاه بعين ساهرة يقظة، والذي أبى إلا أن يشاركنا حفلتنا هذه. فلك يا صاحب السيادة كل محبتنا وولائنا، فعشت سيداً وراعياً. وشكراً.
افتتح الاحتفال بالنشيدين الأسترالي واللبناني، وصوت عريفه الاستاذ شربل بعيني كان وراء الستار، وقد حضره سيادة المطران يوسف حتي، وسيلدة المطران جورج اسكندر، ورئيس دير مار شربل الأب انطوان مرعب، وعدد من كهنة ورهبان وراهبات الطائفة، اضافة الى الاستاذ بيار رفول، والاستاذ انور حرب، وقد احتشد الاهالي في صالة سيدة لبنان التي ضاقت بهم جلوساً ووقوفاً.
النهار ـ 12/11/1996
**