![]() |
اعلامية مهجرية عملت كمديرة تحرير في مجلة الفراشة سيدني أستراليا |
نتاجه الشعري تعدّى العربية الى الانكليزية والفرنسية وغيرهما. جريء بموضوعاته، غني بأفكاره، المسالك الوعرة تستهويه، والدروب المطروقة لا تلقى منه أي التفات.
طموحه لم يتوقّف عند النتاجات الشعرية والأدبية، بل تجاوز ذلك الى الخوض في غمار مهنة المتاعب، أي "الصحافة" فأصدر "ليلى" المجلة الثقافية التي تزخر بالمواهب والأقلام من الجالية وخارجها.
لقاء "الفراشة" في باب "الوجه الآخر" لهذا العدد هو مع شاعر الغربة الطويلة شربل بعيني الذي كشف لنا عن قناعته ومبادئه وعن نفسه وشخصيته بالآتي:
ـ من العاهات التي أعترف بها، هي الاستبداد بالرأي، فأنا مستبد برأيي، ومتقلّب في آن معاً، شرط ألا يؤذي تفرّدي بالقرار إنساناً آخر.
ـ أكره اللغات الأجنبية، وخاصة الفرنسية، لأنني كنت وما زلت أعتبرها وجهاً للاستعمار، وبسببها رسبت في عدة امتحانات حكومية في لبنان.
ـ أكره مشاهدة التلفزيون، وأحب السينما كثيراً، وقد لا أذيع سراً إذا قلت أنني أذهب الى السينما مرتين أو ثلاث مرات في الاسبوع.
ـ أتخلّى عن أصدقائي دون رحمة، وأفقد ثقتي بهم بتاتاً، إذا وجدتهم متذبذبين معي أو متلاعبين بصداقتهم لي.. وقد لا تنفع الوساطة لمد جسور جديدة معهم، فالصداقة عندي أخوة وتضحية، ومن لايفهمها هكذا فليفتّش عن صديق غيري.
ـ أكذب، أجل أكذب، إذا طلب مني أحد ما تقديم حفلة غنائية، فتارة أقول جدتي ماتت، وتارة أخرى خالتي ماتت، وطوراً عندي ارتباط، وأعترف أنني "دفنت" جدتي المسكينة أكثر من عشرين مرة في السنة، وفي حال عدم تمكني من الإفلات كنت أقدم الحفلة كألعازر الذي قام من بين القبور، ولا أصدّق متى تنتهي.
ـ يمتلكني كل من يغنّجني، فأنا من صغري غنّوج العائلة، ولهذا فأنا أعامل الجميع برقة متناهية، علّني أحظى بالمقابل برقّتهم وعطفهم.
ـ محسوبكم عديم التصرّف بالمال، فالمبلغ الذي في جيبي يطير ولا أعرف أين يحطّ، ولو انتبهت إلى نفسي وقللت من تبذيري لملكت بناية في قلب سيدني.
ـ أخاف من الطائرة، ومن السباحة، ومن المرأة.
ـ أكره الاجتماعات وأعتبرها مضيعة للوقت.
ـ لا أثق بأحد إلا إذا عجنته وخبزته، ومع ذلك تبقى ثقتي بالذي أعجنه وأخبزه على كفّ عفريت.
ـ صوتي عال.. يخيف البعض أحياناً.. حاولت تخفيفه ولم أقدر.
ـ حنون أكثر من اللزوم.. أبكي إذا رأيت مشهداً مؤثراً.. وكثيراً ما أصاب بالإحراج أمام الناس: رجل يبكي، معاذ الله.
ـ أماشي الانسان الكريم، وأتحاشى البخيل، فالبخل خطيئة، والكرم صفة من صفات الله تعالى.
ـ أعتبر نفسي على خطأ دائم، لأنني أعمل كثيراً، ومن يعمل كثيراً يخطىء بكثرة.. والله المدبّر.
الفراشة، نيسان 1996
**