ماذا تكتب وفاء صدقي الملحنة التي تعصر أحاسيسها أنغاماً، لتصوّر الكلمة، وتعيش مع أحاسيس كاتبها؟
ماذا أكتب أيها الشاعر الفنان؟
ماذا أكتب لمن كتب:
جايي إنت جايي
يا مركب البدايه
من أحلام ولاد
خلقوا بقلب حكايه
ما بتعرف نهايه
تا يعيشوا ببلاد
مراجيحا بالعالي
ونجوما دوالي
وسنينا أعياد
ماذا أكتب لمن ثار على الطغيان وتجار الأديان؟
ماذا أكتب لشلال الشعر المتدفّق، والكلمة الحساسة والصوت الداوي؟
ماذا أكتب، إن لم أكتب بكلماتك، يا من أتيت من بلد الحرائق، "بنور وعطر وزنابق"، فكانت كلماتك في بلاد الاغتراب سياطاً على أعناق المدعين والمتاجرين بالكلمة؟
ماذا أكتب أيها الصديق لأشكرك على هديتك القيّمة، مجموعتك الشعرية، وعلى روحك الشفافة المحلقة أبداً في سماء أرض أحرقها الحقد، ودمرها الطغيان، تطفو على صفحات كتبك؟
ولكن، أقول لك بكلماتك: أعدني يا شربل بعيني أن تبقى الصوت الداوي حتى يعود لبنان موحداً، ورايته تعلو وتخفق، وترفرف في سماء بلادنا الأم.
![]() |
أخت وفاء صدقي، شربل بعيني، وفاء صدقي والسيد حمود |
وفقك الله، وإن كانت بداية الغيث بيننا ثلاث قطرات هي: "تغرّبوا" و"هالقصّه" و"يا جدّي"، فلن يقف السيل عند هذا الحد، والقطرة الرابعة "جايي"، وسيكون فيها قطرات من روح وفاء، وقطرات من شفافية شربل بعيني.
مع تقديري ومحبتي
البيرق، العدد 188، 13/3/1990
**