رسالة من شربل بعيني/ رفيق روحانا

شاعر لبناني معروف
   وصلني من كم يوم رساله من أستراليا من الشاعر شربل بعيني، هالشاعر ما بعرفو، بس بعرف شعرو الحلو من خلال كتبو اللي قريتا وعجبتني كتير.
   المهم بهالرساله إنّا بتتضمّن قصاصات جرايد صدرت بأستراليا وفيا كلام حول بيي أنيس روحانا بمناسبة حفلة تكريمو.
   تحيي للشاعر شربل بعيني وكل لبناني وللصحافه باستراليا. وبخص بتحيتي الشاعر عصام حداد اللي كان من شهر بأستراليا تا يستلم جائزة جبران خليل جبران.
   عصام اللي كلو نبل وشهامي هوي اللي عرفني ع شعر شربل من سنتين وخكيت عنو بالاذاعه.
صوت الشاعر، العدد 21، كانون الثاني 1992
**
مقتطفات من ندوة إذاعة الاذاعة
ـ1ـ
هوْن.. بيذكّرني شربل بعيني بيعقوب صرّوف، أديبنا الكبير، اللي بيتعلّم اليوم بصفوف البكالوريا، كان صار عمرو 24 سنه وقت اللي أنشأ مجلّة المقتطف، يللي كانت من أكبر المجلاّت بزمانا. بيذكرني بجبران يللّي هوّي ونعيمي وأبو ماضي والعصبه أنشأوا مجلّة السمير، وما كان واحد منّن عمرو فوق التلاتين بعد. هالعبقريّة، كيف بتدعيه للواحد ، بسرعة عَ بكّير، إنّو يشتغل؟!.
ـ2ـ
   تنين حكيوا عن شربل بعيني. تنينُن بيعرفوه، بيعرفوه بالوجّ.. أما أنا بعرفو من خلال كتبو. شو شفت بكتب شربل بعيني؟.. شفت إنسان بيحبّ لبنان حبّ عظيم. شفت شاعر عندو لدعة الغرابة والنضارة بشعرو. شفت إنسان مش قادر ينسى ضيعتو، بعدو بيحكي عن الغبار.. ما في قصيده عندو إلاّ ما بتمرق فيها كلمة غبرة. وبيمرِّق كتير مفردات مختص فيها متل: حافي، شوالات.. هَـ الكلمات هاي يللّي بتدلّك إنّو هوّي إبن ضيعه. شفت فيه كمان الإنسان اللّي مجروح وبدّو يضحك لأنّو ما بدّو يدلق همّو ع الناس، وهون بيبقى الإنسان الكبير. الكبير بيقلّك: هموم الناس بتكفيّا. شفت فيه الإنسان يللّي صادق كل الصدق، لأنّو متناقض مع حالو، بعلمك بيحبّ الحلوه، وراضي عنها، بيحطّا مطرح أللـه، بيعملا إلهة، شويّ، بقصيده من بعد منها دغري، بتلاقي خوت عليها، تاري تناقر هوّي وياها شوي، قدّ ما هو صادق ما قدر يتصنّع، حكي بكل تناقض. من شعر شربل رح إقرا من كتاب معزوفة حب، الصفحة 53، هَـ القصيدة الـ حبّيتا:.. وهيك.. في قبل (هيك) هَـ التلات نقط، يللّي بيقولولك في كتير كلام قبل ما نوصل لهون:
  .. وْهَيْكْ صِرْنَا تْنَيْنْ
عَمْ نِشِتْرِي بِالدَّيْنْ
كِلْمِه تْفَرِّحْنَا
وْكِيفْ بَدّنَا كِيفْ
نْسَدِّد مْصَارِيفْ
رَهْنِتْ مَطَارِحْنَا

..  وْصِرْنَا عَ بَاب الْحُبّ
نُوقَفْ تَا نِسْتَعْطِي
وْيِنْبَحْ صَوْت الْقَلْبْ
بَرْكِي حَدَا بْيِعْطِي
تِذْكَارْ شِي صُورَه
نِتْنَوَّر بْنُورَا
كِيفْ مَا رِحْنَا
شِي شْفَافْ مَسْحُورَه
بْلَحْظَاتْ مَسْتُورَه
بْبَوْسِه تْرَيِّحْنَا

..  وْهَيْك صِرْنَا تْنَيْنْ
عَ دْرُوبْنَا عِينَيْنْ
بِدْمُوعْهَا سْبَحْنَا
وْنِرْكُضْ وَرَا الْمَجْهُولْ
عَ صَوْت دَقّ طْبُولْ
شَلَّعْ مَسَارِحْنَا
وْإِنْتِي وْأَنَا خْيَالَيْنْ
الْكِذْبِه تْمَرْجِحْنَا
الْعَتْمَاتْ تِمْسَحْنَا
إِنْتِي وْأَنَا طِفْلَيْنْ
مِنْ خَوْفْنَا صِحْنَا.
ـ3ـ
هَـ الروح الثوريّة اللي عند شربل، مش بس فيها ثورة، فيها طفولة عم تعمل ثورة، يعني، حلو الولد الزغير بصدقو وببراءتو يقلّك: بدّي هبِّط يللّي تعمّر غلط. مش عم يتملعن بالثورة. ثورتو فيها براءة طفل، صحيح عم بيقول الحقيقة.
ـ4ـ
متل ما طلع شربل من الضيعة، بدنا ياه يرجع ع الضيعة، ولو كانت أستراليا بدّا تزهّرلو رملاتا دهب، لازم شربل يرجع، مطرحو هون، والشعر الْـ عم يكتبو ما بيكون فيه جمال وقوةّ إلاّ إذا نبت بأرض مجدليا.
**
شاعر طيّب القلب
   خيي شربل.. أللـه معك..
   بعد تحيّة من صميم القلب، وتمنّي إنّك تكون موفّق بالصحّة والعمل، ومبدع بالشعر، بحبّ إنّي قلَّك، وبكل صدق وصراحة، إنّو رسالتك كانت أطيب رسالة استلمتا بحياتي. حسّيت إنّو الشعر أكبر من الحبّ، بيجمع وبيقرّب، ولو كانت المسافة بين القارات.
   يا خيّي شربل..
   من حوالي سنتين تعرّفت عَ شعرك وعجبني. اليوم تعرّفت عَ الشاعر الطيّب القلب، الغني بالفكر، النبيل بالعطاء، الوفي الشهم. هَـ القِيَم كلاّ بتخلّي الإنسان يشعر إنّو الدني حلوة، خصوصاً بعد ما ضاعت القِيَم بأرض القِيَم. ياي شو صرت حابِب إتعرّف عليك عن قريب يا خيّي شربل. اللّي متلك خسرُن لبنان بالوجود المادّي، بسّ ما خسرُن بالوجود المعنوي. إنت كنز للبنان وللشعر وللصداقة.
   أكتر من مرّة، كان يحكيلي عنّك خيّي الشاعر عصام حدّاد، وكنت قلّو: أنا متخيّلو أعظم مما عم تحكي يا عصام. من وين أنا بعرف هَـ القدّ؟.. من شعرك اللّي كلّو جمال ونبل وشهامة وثورة، وشي جديد بيقول إنّو صاحب هَـ الشّعر إنسان عظيم.
   ما بعرف ع شو بدّي إشكرك برسالتك، بسّ أعظم شي هزّني هوّي هَـ القصاصات من المجلاّت اللّي فِيا كلام عن المرحوم بيّي، لو بتشوف إمّي قدّيش بكيت فرح لمّا شافت رسالتك، وهيك مرتي وولادي وإختي وخيّي وكل الأصحاب اللّي خبّرتن ع محتوى هَـ الرسالة.
   انشاللـه يا خيّي شوفك بعيني، مش بسّ بفكري. عَ كلّ حال لسان حالي بيقول: شربل بِـ عيني وقلبي وكل حواسي.
   رح وصّل سلامك لإبريزا وعصام. بسّ كون أكيد رح توصل تعزيتك ببيّي لكل إهل وادي شحرور، ولكل أصحابي، لأني ما رح إترك حدا ما خبّرو عن هَـ التصرّف النبيل اللي صدر منّك، بركي بيصير الوفا عنوان لكل اللّي نسيوا شو هوّي الوف".
16/11/1991
**