شربل بعيني هدية السماء/ محفوض جرّوج

شاعر وكاتب سوري
عضو إتحاد الأدباء العرب ـ سوريا
شربل بعيني هدية السماء
وجدت فيك شاعراً حرّاً طليقاً
تعشقه النجوم..
هزاراً صدّاحاً بنغمات
لا تعرف الأسى والمذلّة،
تنثر في كلّ مكان منثوراً وفلاًّ،
تزرع الأشواق في الطريق أمنيات..
قامةً طويلة تعانق الغيم
والنجوم،
تستعذب لذّة النجوى
وزهو الاكتشاف..
عيناً تحدّق في الظلمات،
تنزع من الليل المحمول على الأكتاف فجراً..
زهرةً تفتّحت بين أيدينا،
فأحالتها شمساً من نضار..
أرزةً شامخة نبتت في صحراء الغربة..
ومضةً مزّقت عين السماء الضريرة..
سيفاً لا يُغمدُ،
وفارساً في كلّ ساح..
صوتاً من نار،
عن الحقّ يدافع..
شعاعاً يبدّد البرد الجامد في الأطراف،
فيتفتّح الدفء زهرة في أعماقها..
نسمةً هبّت على الجذور الجدباء،
فسرى النسغ في أحشائها..
جدولاً روى شجرة الشعر،
فغدا جمالها يبهر العيون بوارف ظلالها..
ملجأً تأوي إليه الطيور
لتحتمي من ريح غدّارة..
كتاباً يقول الحقيقة،
كلماته ثائرة النبرة حرّة..
سحابةَ خير أمطرت،
ففجّرت الينابيع في البيداء..
مرفأً ترسو فيه سفن الأرواح الظامئة
للحب والجمال..
جسرَ العابرين إلى ضفاف غدٍ وضّاء..
هل أنت كلّ هذا؟
نعم،
يا عطراً يطلّ على القصائد..
إنّك شاعرٌ..
والشاعر هديّة السماء للبشر.
البيرق، العدد 149، 16/6/1990
**
قَصيدة غَنَّتها القصائد
   إِسْتَلَمْتُ كتابَ الأديبة مَي طبَّاع  "شربل بعيني قصيدة غَنَّتْها القصائدُ"، فوقفتُ حِيالَهُ خاشِعاً وَرِعاً، وفي قلبي شوقٌ عارِمٌ ومُلِحٌّ إلى هذا الأثرِ الفنّيِّ النَّفيس، وفي نفسي ظمأٌ شديدٌ إلى النّهْلِ من هذا الموردِ الأدبِيِّ البديعِ. فَأَقبلتُ على هذا الكتابِ أقرأه بكثيرٍ من الشّوقِ واللهفةِ، وأنهلُ مِمَّا أَبدعته قريحة مَي الفيّاضةُ. وكأنّني على موعدٍ مع هذه التّحفة الرّائِعةِ شَكْلاً ومضموناً، والمُنْبَثِقَة من قلبِ إنسانةٍ رقيقةٍ مرهفةِ الحسّ والمشاعرِ. فهي لـم تكتُب أثرَها هذا بالمداد، ولكنَّها سَطَّرَتْهُ بأَعْصاب فؤادها، وذوبِ عاطفتها الإنسانيّة. فكانت عينُ المولى راضيةً عنها، فمدَّتها بالوحي والإلهامِ، حتّى جسَّدت هذا العمل الفنّيَّ المعبّرَ عن رسالة شَربل بعيني الشّعريّةِ أصدق تعبيرٍ، بكلّ ما فيها من معاني الحياة السّامية، ومن مقاصد السموِّ الإنسانيّ . فشعرُ شَربل ، والحقّ يُقال، تعبير عن صوفيّة النفس والحياة والعالـم .
   مشكورة جداً، أديبتنا مَي، على الجهد الذي بذلته في تصنيف هذا الأَثَر الرائع، بمثل هذه الحرارة وهذه الإحاطة وهذا العمق. فقد أحاطت بمؤلَّفها من جميع الجوانب، وجلت الصورة التي رسمها خيالي عن الشَّاعر، بعد أن لوَّنتها بريشة مبدعة، جامعة، مغموسة في حبر الأصالةِ وليس في وحلِ التقليدِ، فجسَّدت في البعيني ذلك العصامي الحر المناضل في سبيل حياة أفضلَ، ومقام أنبلَ له ولشعبه. فكان المحدِّقَ بعينينِ نهمتينِ، لا تكلاّنِ من التطلُّعِ إلى شلاّل النّورِ الأزليِّ.. الظامىءَ أبداً إلى منبع مِعطاءٍ ، ينشرُ الطيبَ، ولا تنضبُ فيه مياهُ الكرامةِ والوفاءِ ، بل يبقى ينسابُ مترقرقاً بالدّراري، الّتي تتألّق شعراً أَخَّاذاً، لا تذوي من حوله زهور الأمل .
   وشربل، لَعمري، فنّان مبدع، كما عرفته تماماً من خلال قراءتي لكتبه، مَشْبُوب الفكر والقلب والرّوحِ، تسري فيه تلك النّـارُ القُدسيَّةُ، الَّتي تسمو بإنتاجِه إلى أفقٍ أَخضرَ يموج بالعبقريَّةِ .
    ينزعُ شَاعِرُنا نحو الكمالِ الفني، ولا يكفّ عن التطلّع إليه، مهما كان عسيرَ المنال، صعب المرتقى، فروحه اليَّقِظَة أبداً، تدفعه إليه دفعاً، مضحيّاً بكلِّ شيءٍ بُغْيَةَ الوصولِ إليهِ .
   أمنيته تتركَّزُ دوماً في التفوُّقِ الفنّي، وطلبِ المزيد من الإبداعِ، الّذي جعلهُ هدفاً وحيداً في الحياةِ، يسعى إليه بكلِّ ما حباه اللـهُ من قوّةٍ ودفعٍ وإلهامٍ، ليتصيّده ويتبتّل في محرابهِ، ناشداً الخلاص من كلِّ قديمٍ يكبّله، ويقف عثرةً في طريق عدم إرضاء حالته الفنيّة .
   جبّار كالنسر هُو شَربل، يـحمل زاهداً ذلك المجد الباذخ على كتفيه، وينتقل من ذروة إلى ذروة، وكأنّه لا يرضى بغير القمم السّامقةِ مقاماً، ولا يقبل بغير الثّريّا موطناً وموئلاً. أمّا السّفوح والوهاد فقد بعد عنها لأنَّها كانت، وما زالت، مسرحاً للبُغاثِ .
   لقد كان مبدعاً فيما كتب، فارتفعَ بمؤلفاته إلى الذّروةِ، الّتي صبا إليها طموحه، وأضافَ إلى المكتبة العربيّة بشكل عام، والمهجريّة بشكل خاصٍ، أسفاراً نفيسةً زادت الأدبَ الرّاقي ثراءً وغنى، والكتابةَ الفنِّيَّةَ سناءً ورواءً، بكلّ ما فيها من بيانٍ مشرقٍ أخّاذٍ .
   عشت، يا أخي شربل، للقلمِ الحرِّ، للأدب الرّاقي، للخيالِ المجنّح وللفنِّ الأصيلِ الجميل سنداً ونصيراً. ودمتَ لمجد الحرف العربيّ قصيدة متهلّلة القافية.
محردة، 12/12/1994
**
فارس الكلمات
شربل بعيني..
فارس الكلمات،
يلعب بها حتى تصير أشجاراً وارفة .
هو الآتي على زغب النسائم ..
مد أعناق براعمه أزهاراً
تعطي من أفواه الزهر توهجاً
يستجلي المدى بقلب
لا يعرف إلا نبضات الحرية.
يرتدي عالماً منسوجاً من غزل الندى،
يخرج من أول الفجر نجماً،
نسمةً رخيّة العبور ..
يعدو إلى حيث يهتز في جسده
ينبوعاً لا يرى
يبدأ ..
كما تبدأ الحياة صباحاً،
يتأبطّ حلماً عزيزاً عليه
لـم يكن خائفاً، متهيباً من مشقة النضال
من مفاوز الدروب ..
بل مارداً جباراً..
كبيرة أحلامه
يمد جسر العبور إلى الشفق
يتفتّح مزهواً،
مثلما يفعل كل العاشقين ..
يزرع على وجهه ابتسامة،
يغني الفجر دوماً
يشق طريقاً لمن يولدون
يرصّعه بالنجوم،
ينسج الريح شراعاً
والأماني زورقاً ..
الشمس في قلبه وحنجرته ..
يبدد الظلام..
يفتح الأبواب السحرية
تحدوه رغبة عارمة إلى غاية واضحة
شدت يداه خيوط مجلة (ليلى)
يجدّ السير ليجتاز الغدَ
مسرعاً بها في طرقات العمر ..
زرع اسمها نخلة في تربة الأدب
شيّد لها معقلاً في الأعالي
ارتفعت دوحة وارفة
مدت لنا بالثمار
تفتحت وردة حمراء نديّة في واحة خضراء
نبعاً رائقاً وسط الصحراء
تجذب أسراب الفراشات الملونة
غيمةً ماطرة في كبد السماء
تبش وتبتسم
تسيح حين يعطش التراب بوافر العطاء
لن تجف الينابيع
ما دامت هناك للشتاء فصول
ها هي ما نسجته يداك تكبر
حتى لكأنها تبدو تهم بالركض
تحمل غيماً من الكلمات
تسكبها..
فتجري فوق القلوب الصلدة
كحركة النسغ في عروق الشجرة
فتخضرّ القلوب فرحةً
وتتفتق سنابل جذوتها
حقل من أقحوان
(ليلى) وردة في يديه
قبّلها في الخد ألف مرّة فما اكتفى
أحبّها حتى بلغت منازل العشّاق
نجمة تتلألأ في الظلمات
منزلاً من خيوط الضياء
قنديلاً يجلس الناس في ضوئه
تفتحت شوارع روحي لها ..
أخي شربل ..
أعمالك حقول من الزهر
تلمع تحت الشمس
مكانك في قلبي دفقة من نبع الحب
وصداقة حميمة تشدني إليك من سنين
يا ساحب الحرف من مقل الكلمات
فلا البريد ولا التلغراف
يقدران على إغاثة تحيّة الشوق لك
يا شربل بعيني .
**
مراسل معتمد
   أية فرحة هذه؟
   أية محبة هذه؟
   أية أخوة هذه؟
   أية شاعرية هذه؟
   لقد استلمنا المجموعة بقلب يخفق فرحاً، وعيونٍ متلهفة لرؤية محتواه. وعندما أسرعنا لفتح الظرف كانت المفاجأة الحلوة التي هي عندنا أغلى ما في الحياة.
   ستة كتب هدية من حضرتك!
   وكلمة دعوتنا في صحيفة "صدى لبنان"!
   ورسالة معبّرة عن الحب السامي المتبادل بيننا!
   يسعدنا أن نخبرك أننا قرأنا المجموعة سواسية، أنا والشاعر مفيد نبزو، وشغفنا بقراءتها، وكنا في كل مرة نرفع لك أسمى آيات الحب والتوفيق، وندعو من الله أن يديمك أخاً حبيباً مدى الحياة، وندعو من الله أن يديم حبيبنا الأخ نعمان حرب الذي كان له الفضل الكبير في هذا التعارف المثمر إن شاء الله.
   سلام من الشاعر الاستاذ عبدالله يوركي حلاق، صاحب مجلة "الضاد"، وكنا قد سألناه عن معتمد ومراسل للمجلة في أستراليا، فقال: لا يوجد معتمد هناك. فاقترحناك عليه، وأبدى رغبته الفائقة في أن يكون للضاد مراسل في أستراليا.
   لذلك أحببنا أن نخبرك، ونرجو أن نخبرنا إذا كانت ظروفك تسمح لك بهذا، وكنت تحب أن تصبح مراسلاً ومعتمداً "للضاد". إن العم "أبو رياض" قال: "اننا، مباشرة، نتصل به، ونعمل له بطاقة صحفية، ونؤمن له التسهيلات اللازمة".
   أيها الحبيب،
   ما اقترحنا اسمك إلا حباً بك، ولزيادة العمل في مجال الحرف والرسالة الانسانية السامية.
   نرجو أن أن تخبرنا عن موافقتكم، أو عدم موافقتكم لهذا الأمر، وشكراً جزيلاً.
محردة 19 آب 1988
**
محبة دائمة
   الأخ الحبيب شربل بعيني المحترم،
   تحية عطرة..
   ومحبة دائمة في لقاء الكلمة بالكلمة، والروح بالروح.
   كنت قد أرسلت لنا كتابين "من كل ذقن شعرة" و"أحباب"، فوصلا وسررنا جداً جداً بهاتين الهديتين القيمتين على قلبين يقدران الكلمة الصادقة، والتعبير المتألّق، والأدب الرفيع. فألف شكر على هذه اللفتة الكريمة التي دائماً بها، ونحن لن ننسى لك هذه البادرة الطيّبة ما دمنا على قيد الحياة.
   ويسعدنا القول أننا فرحنا بلقاء أحد أبناء هذه البلدة القادم من أستراليا، فذهبنا اليه بشوق نسألأه عنكم، فقال: "وهل يخفى القمر؟"، وحدّثنا عن حفل حضره وكنت الشاعر المجلي فيه.
   والآن، أحببنا أن نرسل لك هذه الرسالة عن طريقه، باعتبار مدة الزيارة انتهت وحان وقت العودة.
   ما نزال نستمتع بقصائدك الجميلة، وإن شاء الله نفي هذه القصائد ما تستحقّه من التمحيص والدراسة.
   دمتم بلبلاً غريداً في روضة الشعر.
محردة، 12/8/1990
**
باقة ورود
الأخ الحبيب شربل أدامك الله
مع الحب والوفاء والصدق.
مع شموع العيد المتقدة بإيمان..
مع أجراس الكنائس التي تقرع بفرح..
نبعث إليك باقة ورود من قلوبنا الخافقة بحبكم العاطر.
باقة مجبة أزلية وإخاء أبدي.
   لقد كانت سعادتنا عظيمة بوصول مجموعتك الأولى، بعد أن وصلنا "ألله ونقطة زيت"، و"كيف أينعت السنابل"، وتسنّى لنا من هذه لمجموعة، بما فيها سلسلة ألأخ كلارك بعيني، ادامه الله، قراءة وجهك فيها، العيش معك روحياً، واستنشاق نفحاتك الطيّبة منها.
   انها الحقيقة فعلاً، فلا تدل هذه الكلمات إلا عن صدق التعبير لما تركته هذه المجموعة من أثر في نفوسنا.
   ومباشرة كتب أخي مفيد نبزو لحضرتك رسالة مطوّلة، تتضمّن دراسة بعنوان: "شربل بعيني وهاجس الحب والحرب والوطن"، لتنشر في صحيفة "صدى لبنان"، مع قصائد زجلية عن مجدليا ومحردة.
   اليوم، نسمات جديدة تزورنا هي نفس النسمات الأولى بأريجها ومحبتها وصدقها، ولكن الذي حملها الينا شراع طالما أبحر وعاد بالصيد الثمين ـ محمد زهير الباشا ـ هذا الاديب الذي مدّ بـ"شربل بعيني ملاّح يبحث عن الله" جسره ألأدبي في سقفه العالي، وأرسى أساساً جديداً في أبجديته الأدبية الأبدية.
   كم سعدنا برسالتكم، ولكن فوجئنا بعدم وصول رسالتنا الأولى اليكم، ولذلك نبعث إليك هذه الرسالة التي نعبّر بها عن خالص حبنا وامتناننا لشخصكم الغالي الكريم.
   نشكر الأخ نعمان حرب الذي كان له الفضل الكبير في هذا التعارف المثمر باذن الله.
**
شربل وأكرم
   العزيزان الغاليان شربل بعيني وأكرم المغوّش
   تحية محرداوية مؤرجة بعطر المحبّة من عروس الكرم، جارة العاصي، محردة، التي تكن لكما كل المودة والحب والتقدير.
   لقد وصلني عدد مجلة "ليلى" الغراء، رقم 32، حزيران، 1998، وكم سعدت بوصوله، خاصة عندما قرأت خبراً عن أخي "مفيد" بعنوان " مفيد نبزو في لبنان".
   لذا، أشد على أياديكما، وأبارك خطواتكما المثمرة، وأرجو من الله أن تثابر "ليلى" على النجاح الدائم والمستمر، ولا أشك بذلك، طالما الهمة موجودة، والعبقرية موجودة، والايمان موجود، فلكما، ولمن حولكما من أحباب وأصحاب أدعو بموفور الصحة، ومزيد العافية، وليمتعكما الله بالسعادة، والتألّق، والعمر المديد، وفرح العطاء الذي هو الحياة.. والحياة جوهر فيه.
   كنت قد علمت بصدور عدد خاص عن فقيد الشعر الكبير المرحوم نزار قبّاني، وهذا ليس بغريب عن مَن عرف الوفاء عنه، حتى قيل: إن الوفاء متجسد بشربل بعيني.
   أرجو تخصيص عددين من هذا العدد الخاص، واحد باسمي والثاني باسم الأديب الشاعر مفيد نبزو، ليحتفظ كل منا بعدده في مكتبته، ولو حملتكما متاعبنا ومشقاتنا.
   وقبل أن أترككما مع قصيدة أخي مفيد نبزو المهداة لكما، أجدد محبتي وشوقي لرؤيتكما في بلدكما، بين أهلكما، ومحبيكما في محردة، محافظة حماة، سوريا، وإليكما ما قال مفيد:
فرشنا الدرب بقرنفل ومنتور
تا تشرّفوا.. يا مرحبا فيكم
غنّى الكنار، وزقزق العصفور
لما سوى عقدت أمانيكم
بوجوهكم فاض السحر والنور
حليوا العناقيد بدواليكم
واليوم زرت جنينة الشحرور
بدّي قصايد حبّ إهديكم
شربل وأكرم جوقتين طيور
كل الدني سمعت غنانيكم
وين القمر والكرم والناطور
انشالله الفرح يغمر لياليكم
"ليلى" مجلّه رح تخلّي سطور
للمجد.. منقوشه معانيكم
عندي قلب وحياتكم مسرور
كلما خفق إلكم يناديكم
شاعر محرده دوم بدّو يقول:
شربل أخي وأكرم أخي عَ طول
ربي.. إله الكون يحميكم
محردة 1998
**
عيد القيامة
من هذا الوطن الغالي،
من هذه المدينة الساحرة،
الغافية على أكتاف العاصي،
نزّف لحضرتكم العاطفة الصادقة،
والتقدير العظيم،
والمحبة الأبدية،
والشوق الأزلي.
   إننا، ونحن نعيش أفراح عيد قيامة سيدنا يسوع المسيح، لا بد أن نتذكر من هم ينيرون بكلمتهم القلوب، الظامئة للنور، المتلهفة للسحر والابداع، كالأخ الحبيب شربل بعيني.
   من فترة وجيزة استلمنا الطرد الذي أرسلته إلينا، وفيه مجموعاتك الشعرية، ومن ضمنها كتاب "شربل بعيني ملاّح يبحث عن الله" وبعدة نسخ، وقد وزّعنا هذه النسخ على بعض الأدباء في مدينتنا، وكنت قد خصيت الشاعر عبدالله يوركي حلاق بنسخة أيضاً، فقد وصلت، وهو يشكرك جداً، وقد تكلّم معنا حول إمكانية اعتمادكم كمراسل لمجلة "الضاد" في أوستراليا.
   منذ أن استلمنا الطرد جلسنا سوية، أنا وأخي مفيد، لنرد برسالة نشكر لك فيها جميلك هذا، ولفتتك الكريمة.
   فلا يسعنا الآن إلا أن نجدد أسمى آيات الشكر والامتنان لشخصك الغالي الكريم، ولشخص الحبيب الغالي نعمان حرب، الذي كان صاحب هذه المبادرة العظيمة فيما بيننا.
   فألف تحية حب، وألف قبلة شوق.
تعقيب:
   كنا قد جهّزنا هذا الرد، واذا بكتابكم القيّم "شربل بعيني بأقلامهم 4" للأخ كلارك بعيني يصلنا، ومباشرة اطلعنا على ما جاء فيه، وسرّنا جداً إهداؤكم أولاً، ثم ما فاضت به حروفكم من صفات وسمتمونا بها في الصفحة 89، هي أكثر مما نحن عليه، ثمّ سرتنا هذه الصور التذكارية الجميلة التي زينت الكتاب، فريثما نقرأه بشكل معمّق، نستودعكم الله.
   يشاركنا في التحية والتقدير صديقنا المهندس موس سليم.
محردة 1989
**
معايدة
   بمناسبة عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح له المجد، وعيد رأس السنة الميلادية، ولقاء المثل بالمثل، والقلب بالقلب، والمحبة بالمحبة، والروح بالروح.
   أتقدم منك بالتهنئة الأخوية القلبية، متمنياً لك ولجميع الأهل والأصدقاء عاماً سعيداً، مفعماً بالخير والبركة. أدامك الله، ووفقك.
   أخي الحبيب شربل،
   أحب أن أعلمك أننا بخير والحمد لله، ولا ينقصنا سوى مشاهدة نور وجهكم المشرق.
   أشكرك هلى الهدية القيّمة التي وصلت مع الأخ الحبيب وديع جبيرة، والتي ساهم فيها الأخ الغالي أكرم المغوّش، باركه الله، ووفقه، وأدامه صديقاً وفياً، وأخاً محباً عزيزاً.
   ويبقى أن أخبرك أن الجزء السادس من كلارك بعيني لأقلامهم لم يصلني، وان شاء الله، عما قريب، سيكون نتاج جديد عن أدب شربل بعيني، وسنرسله لك.
   مع تحياتي ومحبتي للأخ كلارك، وللأخت مي طبّاع، مباركة جهودها، ولكل الأصدقاء والأدباء الذين لهم في القلب محبة لن تزول.
   مع تحيات الأخ الأديب نعمان حرب، والجار الشاعر مفيد نبزو.
محردة 1990
**
لقاء أبدي

الأخ الحبيب الشاعر الكبير شربل بعيني
تفرح الكلمة
وهي تزف إليكم البشرى.
تتألّق شموع الحب
وهي تهدي إليكم النور.
وتكبر المشاعر
وهي تطعّم جذورها بنسغ وجدانيتكم،
وطيب ثماركم.
قيل: من ثمارهم تعرفونهم!
وها نحن قد عرفناكم من ثماركم،
وثماركم منكم.
وفرحتم بنا..
وفرحنا بكم..
وفرحت الكلمة،
التي أودعناها رحيق روحنا،
وعصير وجداننا،
وخلاصة آمالنا.
ومع الأمل والذكرى
تتجدد جداول المحبة،
وترنم عنادل الإخاء
ترنيمة العناق الروحي،
واللقاء الأبدي.
**
عباقرة الحرف
      الأخ الشاعر الألمعي شربل بعيني المحترم
   تحية طيبة وبعد..
   لقد كانت رفيقتي في الأيام التي خلت مجموعة قلائدك الشعرية الممتعة، التي كانت تحبسني لساعات طوال خلال اليوم، أعيش فيها معك، ومع أشعارك الرقيقة الرائعة، فعبير حروفها الشاعرة كان يحملني على أجنحته الأثيرية الى عالم يعبق بنفحات أنفاسك، التي أسالت على أوتار الشعر غناءً تنتشي منه القلوب قبل الأسماع.
   قصائدك قطع موسيقية تعددت فيها الأصوات والنغمات، إلا أنها صدرت من قيثارة واحدة، ومن ينبوع متناهٍ في الحساسية، يفيضبين حنايا صدرك، ليقدم نسغاً جديداً إلى أدبنا، ويضيف الى كنوز الشعر العربي لآلىء جديدة لا تقل عما أعطاه هؤلاء الكبار من الشعراء قدراً وقيمة.
   لذلك، استساغ شعرك كل من قرأه وأنزله في قلبه المنزلة الرفيعة التي يستحق.
   كما أنني على ثقة تامة بأن عندك درراً لم تلفظ بعد، وفي إهابك تحرّقات ستصوغها أزهاراً ندية شذية في حديقة الشعر العربي المعاصر.
   أما فيما يتعلّق بالدراسة التي وعدتك بكتابتها، فإنني منكبّ على دراسة أعمالك الشعرية، ودراسة الشعر المهجري، والشعر الحديث، وأتمنى أن يلهمني الله طريقة أصوغ فيها هذا العمل حتى يحقق الغاية.
   شكرنا الجزيل للأخ الأستاذ كلارك بعيني على السلسلة القيمة التي اصدرها بعنوان "شربل بعيني بأقلامهم"، والتي تعطي فكرة واضحة عنك، لأن أغلب كتّابها من المقربين منك جسدياً وروحياً.
   ونشكر الأستاذ كامل المر على كتابه الممتع "مشوار مع شربل بعيني"، وأيضاً، الأستاذ محمد زهير الباشا على كتابه الذي أضاء جوانبَ مهمة من مسيرتك الشعرية.
   ولا يسعني مع الأخ مفيد نبزو، إلا أن نجدد آيات الشكر والامتنان لشخصك الغالي الحبيب.
   عشت أيها الشاعر، وعاشت أمة، كانت ولم تزل تنجب أمثالك من عباقرة الحرف في كل زمان.
محردة 1989
**
يوم ميلاده
حضرة الشاعر شربل بعيني المحترم
تحية حب رقيقة أرسلها الى شخصك الغالي مع تموجات الهواء الرائعة.
تحية ملؤها الشوق والاجلال الى شخصك الكريم الغالي على كل قلب من قلوبنا المفعمة بالمودة والاخلاص.
أيام معدودة، ونحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح، ورأس السنة الميلادية.
ولد المسيح، فتجلّت محبة الله للبشر بصورة فائقة للطبيعة. ابتهجت السماء، وهبطت الملائكة منى عليائها الى أجوائنا لتعرب عن حبورها وفرحها.
يوم ميلاده، صار الكلمة جسداً، وأشرق على الأرض نور الإله الحقيقي، وابتهجت الأكوان، وسطعت في الفضاء أنوار جديدة، غمرت سطح الأرض، فاهتدى المجوس الى بيت لحم.
يوم ميلاده، تأكد الناس أن الله أنعم عليهم بما وعدهم، فأرسل ابنه الحبيب أنشودة سلام ومسرة، أنشودة عدالة ومحبة، وحلّ على الأرض لتخليص آدم وذريته من المعصية، وليشاركهم في طبيعتهم البشرية، ويشاركوه في طبيعته الالهية، فماتت في الأنفس البشرية المخاوف والآلام.
ميلاده، غرس في عقل الانسان فكرة الخير والحق والجمال، ونبتت في قلبه بذور المحبة والرأفة والحنان.
في هذه المناسبة الرائعة، والغالية على قلب كل مؤمن، أتمنى أن تصلك رسالتي هذه، وأنت تتمتع بكامل الصحة والعافية، وأرجو من سيد الميلاد أن يمنحك السعادة، ويلهمك القصائد الجميلة الرائعة، وأن يكون المخلص الى جانبك.
أخيراً، تقبّل سلامي وسلام مفيد نبزو الحار أيضاً.
أشكرك على هديتك القيمة كتاب "شربل بعيني ملاح يبحث عن الله" بقلم الاستاذ محمد زهير الباشا، ولقد استعرت الكتب التي كنت أرسلتها الى مفيد، وانني أطمح أن أقوم بدراسة متواضعة عن هذه الأعمال، والله من وراء القصد.
وكل عام وانت بخير.
محردة 12/12/1988
**
شربل بعيني
الشعر هو علم هندسة الكلمات ووضع سلم موسيقاها، فالشاعر يشيد بواسطتها في نفوس الآخرين عالما يتشابه الى حد بعيد بعالمه الداخلي. فهو اداة يهمس فيها الانسان للانسان بما يعتمل بداخله من احاسيس، كما انه اداة نقل راقية بين الشاعر والمتلقي، وجسرا يصلنا بالاخرين ويوحدنا معهم.
فالشعراء على الرغم من اختلاف بيئاتهم وبلادهم واعمارهم، هم خبراء في علم هذا الفن. فلكل شاعر طريقته في بناء الحروف وتشييد الكلمات. فالحروف والكلمات في متناول الجميع، ولكن قلة قليلة منهم هي التي تعرف اين تضع الكلمة وكيف تشيد بناء القصيدة.
وعلى الرغم من اعترافنا بوجود قواعد اساسية لهندسة هذا الفن الشعري. فإن حرية الشاعر المهندس تبقى بلا حدود، ولا حصر لها. فهي التي تتيح له في كل لحظة وهو يبني قصيدته ، في ان يحذف ويسقط بعض الكلمات ويضيف غيرها، ويعدل في تفاصيل لغة كلمات قصيدته حتى يقتنع بمستواها الفني.
معنى هذا ان هندسة القصيدة، اي وضع سلمها الموسيقي، وطريقة رصف كلماتها، عمل مرتبط تمام الارتباط بالحرية المتاحة للشاعر، وبمدى مهارته في معرفة اسرار كلماته، وخفايا الفاظها. فاللغة كما أسلفنا مشاع بين جميع الناس، ومطروحة في كل يد وهي الاداة التي ينظم بها افكاره، لأن كل كلمات اللغة هي بلا شك المادة الرئيسية التي يشيد بها اجمل القصائد وأرقى التعابير.
فالشاعر الفذ هو الذي يملك مقدرة كبيرة في اكتشاف اسرار لعبة الكلمات، واكتشاف اعماق النفس البشرية، فيلتقط منها اشياء صغيرة جدا، فيخرجها الى الناس بعدما عرف ابعادها، وادرك دلالاتها. فإذا قرأتها وسمعتها حسبتها اشياء مألوفة اليك، وكأنك تعرفها وتحسها، ولكنك لا تستطيع ان تكتشفها وتعبر عنها كما يفعل الشاعر. فهو الوحيد الذي يتمتع بمقدرة كبيرة على اكتشافها والتعبير عنها، اي اكتشاف الشيء المألوف والعادي، اكتشاف الأشياء الصغيرة والدقيقة التي يحس بها كل انسان، ويدركها تمام الإدراك. ولكن قبل ان يكتشفها الشاعر، لا تساوي اكثر من مجموعة كلمات مبعثرة هنا وهناك لا رابط بينها. فإذا ما أخذها بقلمه المبدع تحولت الى معنى يهزك ويبهرك، ويجعلك تتعجب وتتساءل بينك وبين نفسك، وتتملكك حالة من الاستغراب، لأن هذا الذي قاله الشاعر هو نفس ما تحس به وتدركه، لأن نفس الشاعر هي المرآة الصافية التي يعكس بها هذا الواقع الذي يعتمل في النفوس، وما يترتب عليه من معاناة. ان عملية ابداع الشعر عملية معقدة، ولكنها رغم تعقيدها تجعله يعيش سعادة غامرة دائمة، لأنه يعيش من اجل مجتمعه، من اجل الانسان في جوهره وعمله ووجوده.
كل هذا التمهيد يفضي بنا الى الأخ شربل بعيني الذي مرن عينيه وعقله وقلبه وحواسه،على انتزاع الجمال من مواطنه. فقصائده كالطيور المحلقة في الفضاء ،السابحة في عالم الروح،المهومة في أجواز اللانهاية.ومع ذلك فهي قريبة جدا من النفوس لأنها قصائد تنبع من اعماق قلب يتأجج عاطفة غامرة، كما انها تتميز بالأناقة في اختيار العبارة، لهذا فهي تلامس قلوب الاخرين، وتوحده معهم.
كل هذه المحاسن عرضها هذا الشاعر المبدع، المرهف الإحساس، فشيد بها صرحا ادبيا في استراليا من خلال نشره العديد من الدواوين الشعرية والمؤلفات الأدبية التي استحق عليها بكل جدارة ان يكون رائدا للشعر المهجري في استراليا، وركيزة لاتتزعزع. فهو نبع من الشعر يتدفق من تلقاء نفسه، لأن الشعر عنده موهبة وهبة من السماء.
**
أسير الكلمة
مشاركة بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لصدور ديوان شربل بعيني "مراهقة" عام 1968.
أحب شربل بعيني عالم الأدب منذ نعومة أظفاره ،وكان على يقين صادق بأن للأدب رسالة نبيلة،خلاقة في غاياتها،ولكي يستطيع ان يقوم بتأدية هذه الرسالة الإنسانية على وجهها الصحيح والكامل،وجب عليه الكدح المستمر،والعمل المتواصل المقرون بصدق العزيمة،ونبل المبدأ.ومع ذلك فهو أشبه بنبع الماء الصافي الذي يتدفق من تلقاء ذاته.فلم يكن عالم الأدب في ارثه،ولكنه استذاق له تهيؤا واكتسابا.بدأ كتابة الشعر،مثل كل بدايات الشباب الأولى،وهذه الأشعار تواكب مرحلة المراهقة،وهي مشحونة بانفعال المراهق الذي كله أحلام وأماني.فقد اكتشف فجأة اسرار لعبة الكلمات المنغمة،فأخذ في تفريغ هذه المشاعر المتضاربة في نفسه من خلالها .كما بهرته الأصوات الأدبية التي سيطرت على الساحة في ذلك الوقت،فاستمر في ممارسة هذه اللعبة الجميلة،وعكف على تدبيج القصائد ،متوكئا على بعض الأشعار العربية آنذاك.وكان فرحا جدا في كتابة القصائد.كان فرحه مثل طفل اكتشف نشوة المشي للمرة الأولى.فكتابة الشعر عنده كانت للخلود،وليس الشعر الضائع العابث ،لأن الزبد يذهب جفاء ،أما ماينفع الناس ويكون محل استحسانهم يمكث في الأرض ويبقى.
فغدا الشعر صوته الذي لايهجره أبدا ،وتمسك بهذه اللغة الشعرية التي هي أقرب اللغات الى نبض الطبيعة،انها لغة الماء في جريانه،ولغة القمر والنجوم في الفضاء اللامتناهي.فدخل الى عالم الحرف العجيب ،هذا الحرف الذي سحره ولا يزال .كما سحرته اللغة الشعرية بما فيها من طاقة على الخلق لا نفاذ لها.
هذه اللغة التي لاتصل مباشرة الا من حيث وسائط أخرى ،صور داخل صور،اللغة التي لاتكشف اسرارها بسهولة.انها كالحب الذي لايستسلم في أول لقاء،انها الحب الصعب.ومع هذا وذاك فالصعب هذا غدا لذيذا جدا لديه.واستمر في ممارسة هذه اللعبة الجميلة حتى أخرج ديوانه الأول فسماه((مراهقة))الذي أيقظ فيه كل الأحلام،وأضاء قمر الحب في عينيه،وامتلأت جوانحه فرحا وزهوا بهذا الانجاز.فهذه الخطوة الأولى فتحت أمامه مساحات شاسعة مضيئة خضراء كحقول القمح في فصل الربيع.ورفرفت طيور الحظ على حقوله ،عندما انتخى عمه الكبير المرحوم بطرس يوسف الخوري البعيني،ذا الأيادي البيضاء،والذي كان سابقا لعصره.لتشجيعه حملت الأقلام ،ومن يتمسكون بعالم الأدب،فطبع ديوان شربل البكر ((مراهقة))على نفقته الخاصة.وهذا كان دافعا قويا له في ان يمد ظله الأدبي على الوجود ،يمده بغير حدود.
فأخذ يجتاز رحلة الحياة وليس معه من زاد سوى استعدادا ذاتيا،وتجربة يحاول ان يجعلها غنية،بمطالعة متنامية،فقد وجد في الأدب ضالته المنشودة وعلى الأخص الشعر،لأن في الأدب روح رائدة ،والريادة تطلع الى البعيد ،الى الأمام دائما.الى افق ارحب واكثر ضوءا وبهجة،وجمالا وإنسانية.كان يظن بأن وطنه بأمس الحاجة الى مايعتمل بداخله من امكانيات.ولكن وجد بأنه هش وبسيط ،فقد لفظته تربة أرضه كما تلفظ التربة البركانية اية نبتة هزيلة .
فشد رحاله الى ارض الغربة ،فغدا شتلة غرست في غير ارضها،وعبثا تعيد انغراسها في تربتها الأم.فقد اصبح غريب مشرد ووحيد بين ناس لايعرفهم .فأخذ يشعر بأن ثعبان اليأس بدأ يتلوى ليخنق الأمل في قلبه ،ولكن الطاقة الكبيرة التي يمتلكها ،والتي كانت جذوتها اكثر توهجا حالت دون زحفه.
فكرس حياته للشعر الذي وجد فيه متاعه ،وحقائب سفره ،وبيته الآمن حين يكون شريدا.كما شعر بالحاجة الى تثقيف نفسه فأكب بصبر وثبات وبحيوية خارقة .فأخذ ينهل من الكتب لأن الكتاب هو مستودع المعرفة،والأدات المؤدية الى الثقافة ،والى توصيل الخبرة الإنسانية في الزمان والمكان .فكان يلتمس مباهج الحياة في تضاعيف الكتب.ولا يغريه منها الا حديث اولي العقل الراجح ،والفكر النير.فقد قدم أصحابها فكرهم وتجربتهم ورسالتهم .ليست بأية حال بمعزل عن الحياة الصاخبة من حولهم.فكان الكتاب له دفئا وأنسا وشعاعا.وكانت كتب الشعر كنزه الأثير .واستمر في كتابة القصائد الشعرية ،لأنه لايستطيع ترك الشعر،ولا يمتلك القوة في التخلص من أسر الكلمات.فغدا كالنحلة يحوم على أزهار الأدب الجميلة يمتص منها خير مافيها لينتج في النهاية عسلا أدبيا طيبا فيه لذة ومتعة،وفيه دواء وشفاء.وأخذت دواوينه تظهر تباعا الواحد تلو الآخر.فجعل من دواوينه التي خطها قلمه الخصب مبدأ انسانيا خيرا.فغدت اداة الفة ومحبة وتعاون بين الناس.
ولا يزال حتى الآن مستمرا في كتابة القصائد .لأنه لايستطيع ان يتخلص من أسر الكلمات،وسحر القصائد.
  أمنية قلبي الكبرى ان اراه وهو يتوج بجائزة نوبل الأدبية.
**
رسالة الشعر
الشاعر المبدع شربل بعيني، استطاع باحساسه المرهف وتذوقه الدقيق للكلمات، ان يقدم مدا للالفاظ باكتسابها معاني جديده، وجذب بادبه اللغه الى الامام. لان الشاعر المبدع هو الذي تتطور على يديه اللغه. فالشاعر شربل يؤمن برسالة ااشعر ايمانا حارا وعميقا .فاندفع بكل ما في صدره من تراث لبناني اصيل ان يثبت له مكانا رفيعا بين اداب العالم.
اهنئ الدكتوره بهيه ابو حمد بصدور كتابها شربل بعيني منارة الحرف .فمهما كتب عنه فهو قليل.