شربل بعيني وطهر التفكير/ إيف الخوري

 2013 رئيس رابطة احياء التراث العربي 
شربل بعيني في ديوانه الرائع "فافي" أثبت أن طهر التفكير بإمكانه أن يقضي على عهر التديّن، فالمحبة لا يمكن لأحد أن يضع سداً بوجهها، فشربل المسيحي يتغنّى، لا بل يؤاخي، فاطمة المسلمة، وشربل اللبناني يرمي تحت أقدام فاطمة المصرية عشرات القصائد الرائعة.
لا الدين تمكن من حجب المحبة ولا المواطنة، ولا حتى المسافات الشاسعة.
هناك، وللأسف، من يريد تدمير الهيكل من الداخل، والهيكل هو المجتمع، ولكن أنى له ذلك، وفاطمة ناعوت وشربل بعيني له بالمرصاد.
لقد اثبت ديوان "فافي" أن المحبة نعمة إلهية، من مارسها عاين وجه الله، ومن أشاح بوجهه عنها أشاح الله بوجهه عنه، ولو صلى وصام الدهر كله.
كفانا، كفانا تعصباُ..
وحان وقت التآخي. فالله ليس مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً إلى آخره..
انه خالق الدنيا وسيد الكائنات.
وكفى.