سيّدي الأستاذ شربل بعيني/ مصطفى البدوي

أديب مهجري عاش في العاصمة كانبرا
   سيّدي الأستاذ شربل  بعيني
   كلّفت أن أقدّم إليك هذه الهديّة المتواضعة تقديراً لما لك من عطاءات أدبيّة في حقلي النظم والنثر. ولو كلّفت أن أهدي إليك عنقي لأزجيته إليك معقوداً بصكّ الإسترقاق. فأنت فينا من كبار المجلين والمبدعين، وللمجلّي حقّ على الآخرين في استرقاق القلوب منهم والعواطف.    فإليك يا من رفعت للوطن الحبيب مداميك من مجد وفخار.. إليك يا من تذلّ الكلمة وفق مشيئتك، وتقدّمها لقرائك بجزالة يغبطك عليها أمراء البيان والقريض.
   إليك أقدّم هذه الهديّة المتواضعة مع عميق حبّي، وخالص تقديري، وفائق احترامي".
جائزة الأغنية ـ كانبرا
**
قريحة وقادة
   سيدي الأستاذ شربل بعيني 
   لقد مشيت طويلاً في نظم القوافي، وحبك الصّفايا اللوامع. فكنت كالشرارة في المحافل، فلـم تترك مناسبة إلاّ وأطلقت بها من فرائدك ما سموت به إلى الشواهد. 
   فإن أنت بكيت لفاجعة ما، ماجت أبياتك بنزوات كبدك المقهور، وأوحيت إلى سامعيك بما يشعرهم كما لو أن الفاجعة حلت بهم ونالت منهم. 
   وإن أنت هنّأت وباركت، استنزلت التهنئة من قريحة وقّادة، يخالطها دماثة اللفظ، وروعة السحر، فتترك من أصغوا إليك في حذر ونشوة، وكأن التهنئة أعدّت لكل من طرقت سمعه ودغدغت روحه.
   وإن أنت غنّيت الجمال، تدفّقت المعاني من بين شفتيك أبكاراً، ليس لسواك ادعاء أبوّتها، ويغبطك عليها حتى من تسلّقوا القمّة من أعلام القريض.
البيرق ـ العدد 301 ـ 7/2/1991
**
مصطفى البدوي يسلّم شربل بعيني جائزة الأغنية المهجرية
**
شكراً أستاذ شربل
الاستاذ شربل بعيني المحترم
تحية تقدير واحترام وبعد،
بعميق الامتنان تسلّمت هديتك القيّمة المؤلفة من الجزئين السادس والسابع من سلسلة "شربل بعيني بأقلامهم".
وقد كان لهذه الهدية القيّمة بعيد ألثر في قلبي ونفسي، وسيظلّ لها في خاطري من عذوبة الذكرى ما لم تذهب به الأيام، مهما أسدل عليها من أعوام.
ولا بد لي وأنا أحيي فيك دفق سماحك، من أن أعلن لك انك رويت مني بعض ظمئي، بما اجريت علي من صافي منهلك الرقراق "الثمير"، وحببت الي المضي في "الاغارة" على أغاريدك الأماليد التي تفرض على من تطرق سمعه أن يسجد لها سجدة الاكبار والاعظام، والا فهو من فئة الجماد، وقد برىء من البشر.
فشكراً لك سيدي على هديتك الغالية التي أثقلت بها عنقي، والتي سيظلّ أثرها معتصماً في قلبي، راسخاً في ضلوعي حتى الخطوة الأخيرة من مطافي.
ولا أخفي عنك انك بهذه الالتفاتة الكريمة الي، حملتني على ان أتمزز روح خابيتك الطفحى صداحاً وتسبيحاً، دون ان تتيح لي الاتواء من نداوة نجائبك الناطقة فيها آيات الاعجاز.
فأين أنا من هاتيك الدرر المشرقة التي نضدتها بسّني المعاني، وصغتها عقوداً تتلألأ في جيد الشعر، لتزحم بإشراقها ونفاستها مكنونات المحار المحتضنة احشاء البحار، وقد خلا منها مكان اقامتي.
وبما أن مكتبات كانبيرا بأجمعها قد خلت منها، ومن أي كتاب عربي آخر، لذلك جئت أقرع بابك سائلاً إيّاك أن تميل علي بخمسة أجزاء من روائعك التي احتشدت فيها أشجى الأغاريد، وابهى الالوان، واجمل الانغام، واصفى التسابيح.
وفي انتظار تحقيق أمنيتي، لك مني سيدي الستاذ أوفى تحية وأحر عناق.
البيرق، العدد 281، 13/12/1990
**