كلمة السيدة كارولين طاشمان في يوبيل شربل بعيني الفضي


رئيسة الرابطة القلمية للنساء العربيات في سيدني
أيها السيدات والسادة..
  باسم الرابطة القلمية للنساء العربيات في سيدني، لنشترك معاً بتكريم الشاعر شربل بعيني، وبالتالي بتكريم الكلمة.
   وما عسانا نقدّم لشاعر الغربة الطويلة في يوبيله الفضي؟
   ما عساها تقدّم الرابطة القلمية للنساء العربيات في هذه المناسبة السعيدة؟
   أننثر عليه زهوراً يفوح عطر نداها ليمتزج بعبير كلماته؟ وإن فعلنا إلا نكون مقلدات؟
   أنقطف له قمراً وبعض الأنجم نرصّع بها جبهة الكلمة التي انطلقت منذ 25 عاماً على درب الآلام مراهقة، لتصل إلى مسامعنا وقد عركها الزمان، وأشبعها نضوجاً، ولا نكون مقلدات؟
   إننا بالرابطة القلمية للنساء العربيات في سيدني نرى إنه: إن حق للشاعر شربل بعيني أن يفرح بيوبيل كلمته الفضي، فإن من يحق لها أن تفرح أكثر هي الأم التي أنجبت وتعهدت ورافقت درب الشاعر في كل مسالكها الصعبة، فسهرت تهذّب كلمات ابنها، وتسدي إليه النصح، وتسدد خطاه، ليصل إلى ما وصل إليه، وحتى يكون لكلمته وقعٌ يدفع هذا العدد من مؤسسات جاليته لإقامة هذا الاحتفال التكريمي.
   على أننا نتمنى أن يستمر عطاء الشاعر كما عوّدنا، وأن يطيل الله بعمر أمه، لتظل ترعى خطواته، وتتعهد تهذيب عطائه، فالفرحة الليلة هي فرحة "أم شربل". نتمنى لها دوام الفرحة وطول العمر، لنشاركها فرحة اليوبيل الذهبي لابنها شاعر الغربة الطويلة.
   ايها السيدات والسادة..
   الكلام عن شاعر الغربة الطويلة يطول ويطول، والحديث عن نتاجه لا يعفينا من الحديث عنه منذ المراهقة حتى النضوج ان صح التعبير.
   فما عسانا نقول عنه؟ وهل نستطيع الكلام عن الشاعر دون الحديث عن نتاجه؟
   منذ 25 عاماً كان المراهق شربل بعيني يلاحق المراهقات، يضرب معهن المواعيد، يتخلفن عن المكان، ويراقبن الفتى من بعيد، تزوغ نظراته بين آلة الوقت وبين المدى، وتتعب منه القدمان، فيعود ليضرب المواعيد من جديد، ويسجل عهد المراهقة في "مراهقة".. وكان بين الموعد والموعد يراقب أتراباً يرحون ويجيئون وقد نبت على خدودهم الزغب، فيتحسس الخدين، ويتلمس شعرتين، فيستشعر الرجولة، فيقتلعهما، يتألّم، وإذا به يمد يده الطويلة الى ذقون كثيرة، يسحب من كل واحد منها شعرة، فكان لنا "من كل ذقن شعرة"، وتكر السبحة الى "مجانين" و"قصائد ريفية" و"كيف أينعت السنابل؟" فإلى "ألله ونقطة زيت"، ويكمل سن الخامسة والعشرين فإذا القرف قد بلغ منه مبلغاً فكانت "قرف".
   وكم نتمنى أن ينجلي أفق عالمنا العربي وأفق العالم، حتى ينجلي أفق الشاعر شربل بعيني، علّه لا يبلغ اليوبيل الذهبي إلا وعاد إلى عهد المراهقة، ولكن مراهقة ناضجة هذه المرة، ويتحفنا بنتاج جديد، وشكراً لكم والسلام عليكم.
1993
**