كلمة سليمان خوري في حفل توقيع كتاب د. بهية ابو حمد: شربل بعيني منارة الحرف

مدير قصر الأونيسكو بيروت السابق
بداية، يطيب لي أن أعرب عن الاعتزاز والاعتداد والفرح، بتقليد الدكتورة بهية ابو حمد وسام أوستراليا في مناسبة ميلاد جلالة الملكة أليزابيت الثانية.. فهنيئاً لها.. انه تكريم مستحق.
السيدات والسادة،
عنوان كتاب الدكتورة بهية ابو حمد "شربل بعيني منارة الحرف" يستدعيني الى أن أقيم ربطاً مع قدموس ناشر الحرف، وهو الذي أطلق الأبجدية المبسطة من شواطىء فينيقيا الى رحاب العالم القديم، اي الى حوض البحر الأبيض المتوسط، في سعي ليعولم التواصل بين الأمم ويسهله، وبالتالي، يعمم فوائده على المسكونة، في أوجهه الانسانية والثقافية والحضارية والاقتصادية.
اذاً، من معين ومنهل هذه المقاربة، يحلو لي الربط بين قدموس، من جهة، والثنائي ابو حمد والبعيني، من جهة ثانية.. فكلاهما (ابو حمد والبعيني)، حمل وجدان لبنان، بكل قيمه، ليسبغاه، بكل جدارة، في أحد أركان العالم الجديد، اعني أوستراليا.
فهذه النفحة الطالعة من أعماقهما، هي علامة على الانتماء الأصيل لمشرقيتهما، وتعبير خالص عن هذا الشعب المتصف بالانفتاح، والمتسم بالخلق والابداع.
كما يسجل انهما خطّا مسارهما وتطلعاتهما، على مثال كوكبة الشعراء والادباء والمفكرين، في عصر النهضة، الذين حملوا مشعل الشرق الى الغرب، بما فيه القارة المكتشفة، فأغنوه، وأثروا الحضارة الانسانية.
وهذا أمر يوسم بالموقف الجلل، إذ أن السياق العام للانخراط في العالم الجديد هو انصهار ثقافة الأمم، الآتية من مشارق الأرض ومغاربها، في كنف الانكلوسكسونية، بما فيها اعتماد لسانها.
السيدات والسادة،
ان هذا الاحتفال في بلدية جديدة المتن، المتمثل بتوقيع كتاب باللغة العربية لأديبة لبنانية مقيمة في أوستراليا، عن شاعر زجلي وفصيح، لبناني مقيم في أوستراليا، يحدونا الى شبء من النأي عن اعتبار انهما مهجريان.. انما أوجدا لنا قناعة ثابتة بأنهما رواد في ما يجدر أن يكون أدب لبناني وعربي في الانتشار، إذ ليس يهاجر من تترسخ فيه الجذور، ويصون مخزونا من الكنوز موروثاً.
فاللغة، بالمحكية اللبنانية، او بالوزن الخليلي، واللسان العربي، والفكرة أو الموضوع نابت من لبنان، بمشرقيته وعراقته وتراثه وبيئته، كما في آماله وتطلعاته.
ختاماً..
بورك لك د. بهية ابو حمد صدور هذا الأثر الثقافي الرفيع القيّم.. على أمل المزيد من المنارات.
ودمت سيدة رائعة متألقة في التواصل والتآلف والدبلوماسية والإقدام، ومتمايزة في نشر الفكر اللبناني والعربي، ومتميزة في حمل جذوة الروح الوطنية اللنانية الأصيلة النقيّة الصافية المعطوفة على حس الانتماء والولاء لوطنك الجديد أوستراليا.
د. بهية.. انك شخصية فذة بهية.. لك كل الاحترام والتقدير.. نعتز بك.

**