أكرمك بلغتك الشعرية يا أخي وصديقي شربل/ د. أنيس مرسي

كاتب ومترجم وطبيب
أخي وصديقي شربل
كم كنت أتمنى أن أكون معك في يوم عرسك الأدبي، ولكن ظروفاً قاهرة منعتني من المشاركة شخصياً بهذه الفرحة، التي لا أعتبرها تكريماً لك فحسب، بل تكريماً لكل أديب وشاعر وقارىء وذوّاقة للأدب العربي عامة، والادب المهجري خاصة.
   لا البعد، ولا المشافات تقدر أن تفرّق بين قلبي وقلبك في هذه الليلة التاريخية، لذا قررت أن أكرّمك بلغتك الشعرية، مع أنني لست بشاعر..لا، ولكن شاعريتك أصابتني بالعدوى المحبّبة، فسطّرت أبياتاً شعرية للتعبير عن مكنون نفسي، وبعد الانتهاء منها، أحسست أن الأوزان تستغيث بي، فطلبت من الشاعر الملبورني حسّان السعافين إصلاح الإيقاع، دون الاخلال بمضمون ما نظمت، وأرجو ألا يصاب الأخ السعافين بنقد، إذ أنه بريء من أي خطأ أو نقص أو تقصير، وإليك ما كتبت:
ينبوع شعرٍ لا يجفّ فينضبُ
يشدو به قلبٌ كبيرٌ طيِّبُ
قرض المعاني في إطارٍ محكمٍ
بالصدقِ والإيمانِ فَهْوَ مذهّبُ
قد طار في دنيا الحقيقة مؤمناً
لـم يثنِهِ لومٌ حقودٌ غاضبُ
الحبّ مبدأه يدين بدينه
والحقّ في جنبيهِ دوماً مَذْهَبُ
ناجى عليّاً في قصيدٍ مشرقٍ
يحويه سفرٌ في المديح مبوّبُ
جمع البلاغة حكمةً وفصاحةً
يشفى بها القلبُ السقيمُ المتعبُ
أعطى الكثيرَ بروحه وفؤادهِ
فالكلّ ينهلُ من نداه ويشربُ
أدعوك ربي أن يظلّ مؤيّداً
تشدو (بشربلها) القلوبُ وتطربُ.
ملبورن 1993
**