قرفه قرفنا.. يا ناس/ بولا عبد الأحد

ترجمت إلى الانكليزية عدة كتب لشربل بعيني 
   قرفه قرفنا، وصرخته صرختنا، فمباركة هي الكلمات، وممجدة مدينة بنت جبيل التي أوحت بها.
   قرأتها مرّة، مرتين، وعشر مرّات، وكنت إثر كل محاولة أتسربل بالبهجة والحلم.
   أحلم بالوطن الناهض من تحت الدمار، بالشعب الموحّد رغم ثرثرة الثرثارين، وتلوّن الحربائيين، وسفسطة تجّار الهيكل.
   كنت أحلم، وأعجب بجرأة شربل بعيني، وبشجاعة "البيرق" وصاحبها جوزيف خوري، وأسرتها الضالعة بالإعلام وأسراره.
" قرف"، ستتحوّل مع الأيّام إلى أغنيّة، يعزفها الشّعب على أوردة حكّامه الجشعين، الّذين نصبوا مشانقه على البرج، وتاجروا بدمائه.
   دلّل أيّها الدلاّل.. الشعب اللبناني جاهز للبيع، وما من أحد يحرّك ساكناً!!
   أمحرّم على شربل بعيني أن يفتح فمه؟!
   أمحرّم علينا نحن أيضاً أن نعجب بجرأة الشعراء؟!
"قرف" شربل بعيني هو قرفنا جميعاً، وكل كلمة قالها هي كلمتنا.
 "قرف" لـم تكن للمتعة، ولا للتسلية، إنّها للتصحيح والتجليس والتأنيب والتهذيب. إنّها صرخة بوجه كل ما هو غلط أو شواذ أو قرف.
   بنت جبيل أوحت "بقرف".
   محمود بيضون امتُدح "بقرف".
   البيرق أهدتنا "قرف".
   ونحن سنحتفظ بها، طالما أن حياتنا وحياة أطفالنا على كفّ عفريت.
البيرق، العدد 684، 31 تمّوز 1993.
**