قرف/ امال بهجت يونس

نشرت مقالها في جريدة البيرق ـ سيدني
قَرَفْ.. قَرَفْ.. قَرَفْ..
كلّ الْعِينَيْن السّهْرَانِه
عَمْ بِتْشَتِّي قَرَفْ
كلّ الإيدَيْن الضّجْرَانِه
عَمْ بِتْحَيِّكْ قَرَفْ
لا الْحَرب الْـ مِحْيِتْ لُبْنَانِي
عَطْيِتْنَا شَرَفْ
وِالصَّحْرَا الْـ مِشْيِتْ خِلْفَانِي
ضَارِبْهَا الْخَرَفْ
وْشَربِل بْصَوْتُو الإِنْسَانِي
عَمْ يِمْحِي الْقَرَفْ!
   عِجْبِتْني كْتِيرْ قَصِيدة "قَرَفْ" اللّي نَشْرِتْها جريدة "البيرق" الغرّاء. لأَوّل مَرّة حسّيت إِنِّي عَم عِيش الْحَقيِقة اللّي دَعَسْهَا شعراء الأمّة العربيّة، قبل ما يدْعَسْهَا الحُكّامْ!!
   شربل بعيني قرفان، ونحنا قرفانين. بسّ شربل كان الصّوت الْـ عَم بيوعّينا من نومنا، من هَـ الكذبة اللّي اسمها "نحنا"!!
   نحنا.. بشرقنا العربي صفر!
   نحنا.. بمهجرنا البعيد صفر!
   نحنا.. بعيون التاريخ صفر!
   ونحنا قدّام الحقيقة صفر.. صفر.. صفر!!
   "قرف" كانت العشرة على عشرة اللّي حصلنا عليها نكاية بحكّامنا الـ عَم بيقولولنا: طزّ!
   "قرف" ردّت الإعتبار لكل واحد منّا، وقالتلنا: إنتو الأقوى وهنّي الجبناء. إنتو النسور وهنّي الصراصير. إنتو اللي قلّكم أبو القاسم الشابي:
إذا الشّعب يوماً أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر
   "قرف" علّمتنا ليش نحنا غلط، وفهّمتنا ليش قال شكسبير: نكون أو لا نكون.
   أطفال فلسطين حاملين الحجارة، وحكّام العرب حاملين السيكار المستورد من هافانا!!
   أبناء "بنت جبيل" تحت الاحتلال اليهودي " ونحنا عم نرقص ونفزّ"!!
   الأحزاب الدكاكين بيتاجروا فينا، بأجيالنا، بأموالنا، وهيدا شي صار معي شخصيّاً، وبعدنا منسمّيها بالأحزاب اللبنانية والوطنيّة والعربيّة.. والدينيّة!!
   قرف.. قرف.. جينا ع أستراليا، وكنّا قبل منها بكندا، دعسنا رقبة العادات والتقاليد، وغيّرنا أسامينا ولون شَعرنا.. وتفوه علينا!!
   قرف.. نايمة حدّ منّي، كل ما بدّي روِّح عن نفسي بقراها. كل ما بسمع خبر بيسمّ البدن بقراها. صار في بيني وبينها صحبة، عمرها من عمر النكسة العربيّة والخيانات العربيّة.
   أجمل ما في بقرف، هَـ الصّورة الشعريّة الخالدة:
نِحْنَا مْنِخْلَقْ مَقْبُورِينْ
نِسّ وْعَم بِيزَمِّطْ مَوْتْ
لا بَقَى تْزَمِّطْ يَا نِسّْ.
   شربل بعيني، جريدة البيرق، شكراً.
 البيرق، العدد 674، 8 تمّوز 1993.
**