كلمتي في حفل تكريم شربل بعيني/ خليل حراجلي


رئيس رابطة الجمعيّات اللبنانيّة في السانت جورج
استلم عنها جائزة شربل بعيني
 أيتها السيّدات.. أيها السادة.. أيها الحضور الكريم
   بفخر كبير نعلن احتفاءنا، كرابطة للجمعيّات اللبنانيّة في منطقة السانت جورج، بالشاعر الكبير شربل بعيني.
   وحقّاً أحسنت الجامعة الثقافيّة في العالـم ـ قارّة أميركا الشماليّة ـ إذ منحت شاعرنا لقب أمير الأدب اللبناني في المهاجر لعام ألفين. ونقول بثقة إنها أحسنت لأسباب لا حصر لها، في طليعتها سمو شعر إبن مجدليّا البار شربل بعيني، ونبل أخلاقه، ونقاء سريرته وسيرته.
   لقد ابتلعت الحرب في لبنان مئات الألوف من إخوتنا وأخواتنا وأبنائنا عموماً، ليس إلاّ كرمى لعيون الطوائفيين والمناطقيين والمنحرفين والمتطرفين، ورياح الطائفيّة في لبنان هبّت إلى اللبنانيين في أستراليا، فأصابت بلوثتها الكثيرين.. إلاّ شربل بعيني الّذي ظلّ أصيلاً وفيّاً لكل لبنان.
   أحدٌ لـم يسمع شربل ينطق كفراً طائفيّاً في يوم من الأيّام. وأحدٌ لـم يجرؤ على تقويله ما لـم يقل مذهبيّاً، على العكس، بقي شربل بعيني النبيل صامداً في مواقفه الإنسانيّة الثابتة، ذلك على رغم سهولة الإنجراف في تلك الأيام المشؤومة في تيّار التعصّب والمذهبيّة، حين كان المتشدّد طائفيّاً يلقى تشجيعاً وشعبيّة من المرضى والمهووسين..
   ويوم كان بعض المغتربين يبالغون في السعي إلى جمع المال، كان شاعرنا المجيد يسعى إلى القصيدة والمقالة والخاطرة..
  كان شاعر الغربة الطويلة شربل بعيني، والأمير اليوم، صاحب شركة عادت عليه بالمال الوفير، ورغم ذلك هجرها إلى ما هو أسمى في معتقده. هجرها إلى تعليم أبنائنا وأحفادنا لغة الآباء والأجداد، أعني اللغة العربيّة، ويكتب لهم المسرحيّات ليعلّمنا، من خلالهم، المحبّة للأوطان دائماً.
   أصدر البعيني مجلّة (ليلى) تيمّناً باسم حبيبة قلبه الشاعرة والأديبة ليلى الأيّوبي بعيني، فكانت المجلّة منبراً للحريّة، ويوم توقّفت عن الصدور حزن كثيرون. لكن الكبار تنفذ أعمارهم ولا ينفذ مداد أقلامهم، وسرعان ما زيّنت مقالات أديبنا صفحات مجلّة (أميرة)، التي يتابعها الكثيرون حول أستراليا، وخصوصاً لقراءة (مسك الختام) التي يدبّجها بقلمه الوفي في كلّ عدد.
   وإذ نحتفي في رابطة الجمعيّات بمناسبة نيل شربل جائزة الإمارة من الأخوة في أميركا الشماليّة، نكون نحتفي بواحد ناجح منّا، دأبه أن يرفع اسم لبنان عالياً، كما رفعه أدباء كبار أمثال جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي وغيرهم، كما احتفينا برؤساء بلديّات ناجحين من شبابنا اللبناني في هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً. كما فرحنا بتعيين الحاكم العام لولاية نيو ساوث ويلز من أصل لبناني، عنيت السيّدة ماري بشير.
   هنيئاً لنا بالشاعر شربل بعيني، وهنيئاً للشاعر بالإمارة، والتحيّة القلبيّة الخالصة للأخوة في أميركا الشماليّة على مبادرتهم اللطيفة، وتحية لكم جميعاً والسلام.
**