كلمة شربل بعيني نثراً أو شعراً نداء من الأعماق/ مي طبّاع

شاعرة وأديبة مهجرية ومؤلفة كتاب:
شربل بعيني قصيدة غنتها القصائد
   باسم رابطة الفنّانين الأستراليين العرب، برئاسة الأستاذ قحطان حدّارة، ورابطة الملتقى العربي للآداب والفنون، برئاسة الأستاذ عصام الكردي، وباسمي.. ألقي كلمتي هذه مع الشكر الجزيل لرابطة الجمعيّات اللبنانيّة في السانت جورج لدعوتها هذه.
   ما أجمله من لقاء لتكريم صديقنا شاعر المهجر الأستاذ شربل بعيني لفوزه بجائزة أمير الأدباء اللبنانيين في عالـم الإنتشار لعام 2000، من قبل المجلس القاري للجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالـم ـ قارّة أميركا الشماليّة.
   وأعتبر هذا التكريم ليس لشربل فقط، وإنّما لكلّ صاحب قلـم حرّ نذر نفسه للكلمة.
   ما كتبته عن صديقي شربل، رفيق المسيرة الأدبيّة الشّاقة الطويلة، في باكورة أعمالي الأدبية كتاب (شربل بعيني قصيدة غنّتها القصائد)، يكفيه فخراً وزاداً ما تبقّى له من سني عمره، يؤكّد إعجابي وتقدير الكبير لشعر شربل بعيني المعجون بعمق التجربة الإنسانيّة ، ويعبّر عن مدى احترامي لمواقفه الجريئة المحقّة.
   كلمته، نثراً أو شعراً، نداء من الأعماق، منطلقها القاعدة الجماهيرية لتثبيت مفاهيم الحقّ والعدالة والجمال، ومحاربة الظلم والفساد، غير عابىء بملاحقة الصيّادين له، وهم كثر في هذا الزمن الرديء، بل ظلَّ صامداً واقفاً لهم بالمرصاد، يزيدون قلمه تألّقاً وعطاءً ورفعة وسموّاً.
   فأدب شربل بعيني أدب الحياة والحقيقة والجمال. أدخل الجديد في شعرنا العربي من خلال شعره العامي الزجلي، الخارج عن الخطّ التقليدي، بلغة عفوية قريبة من قلوب النّاس، لتثبت للجامدين بأنّ لغتنا أمّ اللغات تتطوّر بتطوّر الحياة لتتعايش معها.
   وأقول بفخر واعتزاز: لـم يسبق أحد شربل بعيني في اجتهاده وعطائه وإخلاصه للكلمة. إنّه الشاعر الإنساني المجتهد، شاعر الشعب والأجيال الصّاعدة، شاعر المستقبل.. فلقد ضحّى بوقته وجهده وماله وفنّه، فنال محبّة النّاس وتقديرهم.
   كما لا بدّ لي أن أشكر عميد الصحافة المهجريّة الأستاذ جوزيف خوري، رئيس تحرير البيرق، على دعمه لأدباء المهجر، وعلى هذه الإلتفاتة الواعية في تكريم شربل بعيني أمير الأدب، ليتصدّر الصفحة الأولى في جريدة البيرق. إنه دليل ساطع لقيمة الأدب الذي يعتبر من أرقى الفنون التي تساهم في بناء الإنسان والمجتمعات، وتساهم في تتطور الأمم وتحضّرها ورقيّها.
   وأخيراً، أهدي هذه الأبيات لشاعر المهجر شربل بعيني، مهنّئة إيّاه من كل قلبي لفوزه بالإمارة، وعيد ميلاد سعيد:
   أتينا اليوم نحتفل فرحاً
بفوزك من الشمال والجنوب يا أميرُ
ملأت آفاق مهجرنا أناشيداً
يحفظها في قلبه الصّغيرُ والكبيرُ 
زادك الوفاء لرسالة العرْبِ
هكذا يكون الشاعر الشهم الغيورُ
نشرت الحرف حقّاً عدلاً وجمالاً
فبات الجيل من هديك يستنيرُ
أدبك إن كان نثراً أو شعراً
خميلة غنّاء يفوح منها العبيرُ
يا أمير الشعر غرّد وزدْ
أنت بالإمارة والخلود جديرُ
وشكراً لإصغائكم..
**