يا شربل.. في بشر عن سوء نيّه
بكسر وفتح لعبوا بالهويّه
الـ فَتَحْهَا قال شاعر مجدليّا
الـ كسرها قال شاعر مجدليِّه
ـ2ـ
في بنت مراهقه كتابك وجدها
بقلبك عايشه.. وشعرَك عبدها
الصبيّه الـ حبّت الروح وجسدها
ما بدها ناس خلقاني لعددها
ما بتفرق التوبه من الْخطيِّه
ـ3ـ
جمال الحبّ من أللـه وجمالو
وكمال الكون من ضلع اللي شالو
ما بين الغنج والسحر ودلالو
في عندك حبّ مستعبد لحالو
وفي عندك حبّ عبد الجاذبيّه
ـ4ـ
يا شربل.. إنت في قلبي ولساني
زمانك طفل.. يا سابق زماني
المحبّه بذمّة الشاعر أمانه
لا إنت بعصر عايز قيس تاني
ولا بعازه لخوتا عامريّه
ـ5ـ
بتاني كتاب تفكيرك تخلّى
عن الـ صلاّ.. وما عارف ليش صلاّ
بنقطة زيت.. شعب الـ شاف أللـه
لأللـه بقول: شو خالق حياللّـه
يا رزق أللـه ع عصر الجاهليّه
ـ6ـ
رجعت وشفت لَكْ كتاب تالت
بقلبو شي ألف مجنون فالت
مجانين الدني حكيت وقالت:
أمـم من كبر حظّ العلم زالت
قبل ما يزول حرف الأبجديّه
ـ7ـ
وكتاب الرابع: الغربه الطويله
الهدف من هالمهمّه المستحيله
بشعرك ثور.. والثوره فضيله
الوطن شمشون والحاكـم دليله
وشعب مقصوص بمقص الضحيّه
**
وفاء
أعزّ الأعزّاء،
يا أغلى صديق صادق صدوق، شربل بعيني..
كما انتظرت أنت تأمين وصول الرسالة، كذلك أنا..
أطبع القبلات الأخويّة على وجنتيك، علّها توصل حرارة القلب إليك، وتدبّ فيك حرارة الرجوع، ولو زيارة، إلى هذا الوطن الذي أطفأ نار الحرب، واشتعلت فيه نار الإشتياق لـمن هو أعز وأوفى رسول هاجر، وحمل حرف الكرامة، في بلاد كان عنها الحرف أبعد من الكواكب عن بعضها البعض.
هذا أنت يا شربل.. جئت إلى تلك الجزيرة الكبيرة كبر الطموح، والبعيدة بعد الأمل، لتقول لها: أنا من بلد ليس له مسافات، عرضاً أو طولاً، ولكن له الحرف، وها أنا أحمله إليكِ، لا للمقايضة، ولا للبيع، إذ حاشا أن يباع حرف المعرفة على يديّ أصحاب المعرفة. إنه هديّة لك، ولكل عشّاق الأبجديّة التي منها ولدتُ.
....
فيا ليت كتابي هذا ينشر بعد موتي للأجيال القادمة، لتتعلّم الوفاء من الأجيال الماضية.
**
من مصر العربية
أعز الأعزاء شربل بعيني
في ذكرى آلام السيّد المسيح، مع آلام الوطن الأم، وعذاب الإنسانيّة اللبنانيّة، وبعد مضي سنتين على فراقنا، وعندما سمحت لي الظروف، جئت بهذه الرسالة لأطبع قبلاتي على وجنتيك المملوءتين ببراءة الأطفال، ووداعة الحمام، وعنفوان الشباب، وخيال الإلهام والعبقريّة، يا أعز شاعر وصديق في ديار الإغتراب، عندي، وبقلبي.
أكتب إليك هذه الرسالة من مصر العربيّة، من مدينة الإسكندريّة، لأخبرك عني أولاً، فبعد أن تركت سيدني، ذهبت إلى أميركا، وبدأت رحلتي في واشنطن، وكانت لي أمسيات شعريّة، لا أقول موفّقة، بل هكذا كانت. ومنها انتقلت إلى فلوريدا، وهناك حصل حادث، نقلت على أثره إلى المستشفى، سببه تعب في القلب، فأشار عليّ الأطباء أن أركّب بطاريّة تساعد على انتظام دقّات القلب، فحملت حالي، وعدت إلى بيروت، ودخلت المستشفى، وأجريت العملية بعد أن وافق الأطباء في بيروت على استشارة أطباء أميركا. والآن، والحمد للـه، الصحّة جيّدة ولا ينشغل لك بال.
ضمنه قصاصة من جريدة الأنوار، التي كتبت عنك بتاريخ وصولي من عندكم إلى بيروت. كما أخبرك أن الكاتبة الصحفيّة والشاعرة الزجليّة القديرة حنينة ضاهر، التي تكتب بالأنوار الصفحة الثقافيّة، هي التي طلبت منّي أن تكتب عنك.
**
أحد القدامسة
حبيب القلب، وحبيب الأحبّاء الشاعر شربل بعيني
باسم الكلمة التي حملتها إلى ديار الإغتراب، وكنت أحد القدامسة الذين انطلقوا وتلمذوا وبشّروا بالأبجديّة الشاعريّة، ولا يزالون على عهد المعرفة والوفاء لبلاد أوجدت تلك الحروف منارة تنير الكفيف ليبصر طريق المعرفة.
فيا أخي بالكلمة والعطاء..
ما يقارب الثلاث سنوات، والبعد بيننا لا يزال ينهش مسيرة لقائنا، ويسد الطريق برّاً وبحراً وجوّاً، وصرت أشعر كأن الأرض توقّفت عن دورانها، واستسلمت للعناء والتعب، تاركة الأرواح تسير بالأحلام في عيون الفناء، وبيقظة الأمل تجمعنا، وبذاكرة الماضي نعيش، كأننا على بساط الريح ننتقل نقلة الرجاء باللقاء.
فيا قلبي أكتب، ونُب عنّي بما يوحيه لك الفكر والوحي، على صفحات الورق المنسوج شحماً، ومسطّراً بشرايين القلوب.
أكتب ولا تخف. أكتب لمن يستأهل الكتابة. أكتب لمن يمصّ ذلك المداد بشفتيه، ويطعّم به تلك الألسنة التي لا تعرف إلاّ مرارة الحياة، كأنّها تبشّر بموت المحبّة، ودفن الصداقة، متجاهلة أن لشربل أخاً لا يزال يؤمن بالأخوّة، وشاعراً لا يزال يؤمن بشاعريّة القداسة إسماً وفعلاً.
1 أيلول عام 1991
**
قدّيسها شربل
بسيدني الشعر مقبل
ولصوبنا مقبل
بمواسمو مسبل
حبّو غني بالمعرفه البيدر
وعبّى الكتب أفكار
وهالمحبسه اللي إسمها المنبر
نحنا لها زوّار
ورهبانها الشعّار
وقديسها: شربل
**