يوم تكريم شربل بعيني/ الياس أبي خطّار

مختار بلدة مجدليا الأسبق
سيّداتي، سادَتِي.. 
   أُسْعِدْتُـمْ مَسَاءً.. 
   دَزِّينَةٌ مِنَ السَّنَواتِ مَرَّتْ، وَحُلْمُ ذَلِكَ الْيَوْمِ التَّارِيخِي ما زَالَ يُدَغْدِغُ تَفْكِيري، فَلَقَدْ جِئْتُ مِنْ بَلْدَتِي مِجْدَلَيَّا عام 1989، لأَفْتَتِحَ بِاسْمِكُمْ جَمِيعاً يَوْمَ الأَدِيبِ السّوريِّ الكَبير مُحَمّدْ زُهِير الْبَاشَا، تَكْرِيماً لَهُ عَلَى دِرَاسَتِه الْخَالِدَةِ "شربِل بعيني مَلاَّحٌ يَبْحَثُ عَنِ اللـه".
   وَهَا هُوَ الْمَلاَّحُ يُتْقِنُ مِلاَحَتَهُ الأَدَبِيَّةَ، فَيَشُقُّ عُبَابَ الْبِحَارِ بِإِصْدَارَاتِهِ الشِّعْرِيَّةِ والأدبِيَّةِ وَالْمَدْرِسِيَّةِ والمَسْرَحِيَّةِ، وَيَنَالُ إِعْجَابَ الْمَجْلِسِ الْقَارِيِّ للجامِعَةِ اللبنانيَّةِ الثَّقافيَّةِ فِي الْعَالَـم الَّذِي يَرْأَسُهُ الأَدِيب جُوزيف حايك، فَيَمْنَحُهُ لَقَبَ أَمِيرِ الأُدَبَاءِ اللبنانيين في عالـم الإنتشار لعام 2000.
   فَلِلْمَجْلِسِ الْقَارِيّ ورئيسِهِ جُوزيف حايك شُكْرُ مِجْدَليَّا.
   ولرابِطَةِ الْجَمْعِيَّاتِ اللبنانيَّةِ فِي السَّانْت جُورْج مَحَبَّةُ مِجْدَليَّا.
   فَهَلْ مِنْ مُعَادَلَةٍ أَجْمَلُ مِنْ هَذِهِ الْمُعَادَلَةِ: أَلْمُغتربونَ اللبنانيّونَ فِي أميركا يُتَوِّجُون أَمِيراً لِلأَدَبِ مِنْ أستراليا. وَالْمُغْتَرِبُونَ الْجَنُوبِيُّونَ الشُّرَفَاءُ يُكَرِّمُونَ شَاعِراً شِماليّاً.. وأبناءُ الْجَالِيَةِ الْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ كَافَّةِ الْمَنَاطِقِ اللّبنانيّةِ وَالْبُلْدانِ الْعَرَبِيَّةِ يَجْتَمِعُونَ تَحْتَ سَقْفٍ وَاحِدٍ لِلْمُشَارَكَةِ بِهَذَا التَّكريمِ، فَهَلْ مِنْ وِحْدَةٍ وَطَنَيَّةٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذِهِ الْوِحْدَةِ؟.. وَهَلْ مِنْ تَضَامُنٍ أَخَوِيٍّ أَقْوَى مِنْ هَذَا التَّضَامُنِ؟
   فَبِاسْمِي، وبِاسْمِي عائلتي، وَبِاسْمِ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَبْنَاءِ مِجْدَليَّا، أَقُولُ لَكُمْ شُكْراً.. وَالشُّكْرُ الأَكْبَرُ لإبْنِ مِجْدَليَّا الشاعر شربل بعيني الَّذِي، لَولاَ عَطاؤهُ الأدبي، لَمَا كانَ هَذَا التَّكْرِيمُ.. وَلَمَا كَانَتْ هَذِه الْفَرْحَة.
   يا أبناءَ الْجَنُوبِ.. تَقَبَّلُوا حُبَّ وامْتِنانَ مِجْدَليَّا، أَنْتُمْ والْمَجْلِسُ الْقَارِي، وَكُلُّ الْحَاضِرينَ مَعَنَا.. وَشُكْراً.
**
رسالة
عزيزي شربل بعيني
لست خطيباً ولا شاعراً لأرسل اليك رسالة تعبّر عن مدى تقديري لك ولأفكارك.
أنا لا أنسى أبداً شربل بعيني الشاب اللطيف المملوء عواطف ومحبة. شربل الذي يرفع رأس ابن مجدليا أينما كان في مجدليا او في المهجر.
كنت أتمنى أن أشاهدك شخصياً لأشكرك على رسائلك التي كلها محبة وحنان. نحن بحاجة لأمثالك يا عزيزي، نحن بحاجة لشباب يحبّون تراب قريتهم، تراب مجدليا، القرية المتواضعة التي لا تنسى شبابها أينما كانوا.
نحن نتغنّى بالشريط المسجّل باسم مجدليا، نتغنّى بقصائد شربل بعيني، نفتخر بكل شيء تعملونه، خصوصاً بجمعية ابناء مجدليا في سيدني، وبشبابها الأعزاء، الذين كلهم نخوة ومحبة. ونفتخر بالنصب التذكاري الذي سيكون فخراً للأجيال، وتكريساً لشهدائنا الأبطال، الذين ماتوا ليدافعوا عن تراب أرضهم، وأرض أجدادهم.
فيا عزيزي اعذرني إذا لم أتمكن من التعبير كما يجب حتى أفيك حقك وحق أبناء الجمعية الاحباء، الذين لهم في قلبنا كل محبة وتقدير.
الرسالة التي بعثت بها اليّ لتسألني عن الرسالة السابقة التي كان بضمنها "شاك" لتكملة النصب، وصلت وهي مختومة بخاتم الجمعية، وبناء على اجتماع اللجنة هنا، قررنا التوقف عن صرف "التشاك" حتى يرتفع السعر، ولكن للأسف لم يرتفع ، لذلك قررنا صرفه الآن.
العمل في "النصب" قائم حسب البرنامج المعد له، وأحوال القرية والحمد لله بخير، لا جديد عندنا سوى الأخبار التي تسمعونها عن لبنان، واني اطمئنكم ان أهالي مجدليا لا يتدخلّون بشيء لا يعنيهم، وهذا فضل من الله.
واسلم
مجدليا في 6/6/1987
**