إعلامي أردني
أخي العزيز شربل بعيني
وصلت رسالتكم المزدانة بالأدب، والمعطّرة بالحب، في وقت كنت موجوداً به في مصر لحضور دورة تدريبيّة مدتها ثلاثة أشهر، وحين عودتي، وجدت تلك الرسالة المحملة بالحب والخلق. وجدت فيها كثيراً من الذكريات التي ستبقى لنا، دوماً، المشعل الذي ينير دروب الشعر والأدب.
أشكركم جزيل الشكر، وعظيم الإمتنان، على ما أتحفتمونا به، والذي إن دلّ فإنّما يدلّ على المصداقيّة الأخويّة التي تربطنا بكم، وعلى الروح الشاعريّة التي تتحلّون بها.
أخي شربل..
إنّني أعتذر شديد الإعتذار لأنني لـم أكن موجوداً في ذلك الوقت الذي جاءت به (باسكال) إلى الأردن. فأنا لا أدري إذا قدمت أم لا.. وقد سألت عنها بعض الزملاء، فقالوا لي لـم تأتِ، والبعض الآخر لا يعرف، علماً بأنني كنت موجوداً في القاهرة.
إنني على أتـم الاستعداد لتقديم أيّة خدمة أستطيع أن أقدّمها لأي إنسان من طرفكم. أنتم قدّمتم لنا الكثير، ولكنّني، وللأسف، لـم أقدّم لكم أيّة خدمة، وإنني على استعداد لذلك، إذ أنني أعتبر نفسي أخاكم الصغير.
أخي شربل..
لقد كنتم السبّاقين دائماً، وأصحاب الجميل، وإنني مشتاق لرؤيتكم والتحدث معكم. لقد قرأت كل الأشعار التي وصلتني، آخرها (أللـه ونقطة زيت)، وهي جميلة جداً، وإنني أحفظ قصيدة (لعنة اللـه علينا)، وقد أسمعتها لزملائي وأصدقائي فكرروا علي قراءتها.
أرجو أن نكون عند حسن ظنّكم بنا، واللـه لقد بكيت عندما قرأت كتاب (باسكال.. وطن واقف على المسرح)، لما فيه من وصف جميل، ولأنني لـم أكن قريباً منها، ونحن في خدمة كلّ أخٍ عزيز. أتمنى أن تزور الأردن في الأيام القادمة.
1 أيلول 1988
**
صديق عزيز
بادىء ذي بدء، أتوجّه بالسؤال عنكم صحةً وعملاً، داعياً لكم بالتوفيق في كل ما تصبون إليه.
لذا، فإنني أشكركم جزيل الشكر على ما أتحفتمونا به من كتب قيّمة، فحواها نتاج أدبي يستحقّ كل ثناء وإعجاب وإجلال. فمكتبتي الصغيرة تزداد نوراً وإشراقاً، وقد أصبحت كبيرة، تحتوي على الأدب والشعر اللذين لـم تكن تحويهما من قبل، حقاً إنها هدية من صديق عزيز وأخ كبير..
أستاذنا شربل بعيني
إنني مشتاق لرؤيتكم والتحدث إليكم، ولن أنسى تلك الرحلة التي أزداد من خلالها شرفاً وإكباراً، وأتمنى أن نلتقي هذا العام في مهرجان المربد الشعري في العراق.. إن شاء اللـه.
14/10/1988
**
جرش
أشكركم جزيل الشكر على رسالتكم الكريمة، وعلى ما تحويه من مصداقيّة وعمق أدبي، حصيلته ونتاجه خير دليل على آدميّة وأخلاقيّة صاحب هذا النتاج الذي فحواه الشمولية، التي تغذّي العقل بإشراقة جيل جديد، صاحب فكر، له وقع وأثر في الحياة الإنسانيّة.
إن ديوان كيف أينعت السنابل؟، هو في الحقيقة، مشهد فذّ فريد.. بناء شاهق عريق.. عطاء فكري متواصل، مفعم بالوطنيّة والاحساس الصادق والبعد القومي الشامل.. طرح موضوعي رصين.. شاعريّة جذّابة.. أسلوب سلس، عذب المنطق والعبارات.. إنه نتاج ضخم.
عزيزي شربل. بعيني.
لقد وصلت رسالتكم في 8/1/1988، ووصل معها الشوق والحنين والأدب والفكر. وصلت في المساء، وكانت تلك الليلة فرحة كبيرة لي وإخواني جميعاً، فأعجبوا بها وقالوا: إنه صديق صادق. وأرجو يا صديقي أن نكون عند حسن ظنك، فأنا في الحقيقة لست شاعراً، ولا كاتباً، وأرجو أن تتقبّل رسالتي على ما تحويه، وأن تغفر لي أخطائي الإملائيّة والإنشائيّة.
إنني مشتاق لرؤيتكم والتحدث إليكم، كي نعيد الإبتسامة ونجدّد الضحك هنا في الأردن، وفي (حسبان) مسقط رأسي، وأرجو يا أخي أن تحضروا مهرجان جرش، إذ أن أسعد أوقاتي هي رؤيتكم. كما أرجو أن تزوّدونا بأخباركم وأشعاركم الجميلة.
**