شربل بعيني البحر الذي لا يهدأ/ احمد الياسري

شاعر واعلامي عراقي مهجري
يعيش في سيدني
مقطفات من تغطية إعلامية:

.. حتى تقدم بعده الكاتب والشاعر اللبناني الكبير شربل بعيني الذي وصفه الياسري بالبحر الذي لا يمكن ان يهدأ فهو اكثر المبدعين قلقا وحركة حتى بين اسطر مقالاته.
   شربل بعيني رد على تعريف الياسري بكلمة قسمها الى ثلاثة اقسام اولها لموفق ساوا الذي اعتبر حركته الثقافية مسرحا صحفيا جمع به ممثلي الإبداع وجمهورهم، ووصف الثنائي هيفاء متى واحمد الياسري بأركان العراقية التي أكملت مثلث إبداع العراقية طيلة السنوات الثمان، لم يقطع كلمة بعيني ويوقف هديرها الا تصفيق الجمهور الحار.
**
تداعيات اغترابية
قصيدة مهداة لشاعرنا المهجري الجميل الاستاذ شربل بعيني بعد فواصل من الم الاغتراب المر وهجرة من البوح الشعري المسافر.

دروبنا تقتلُ
وخطونا القاتلُ
نمشي على صخرة
كأننا معول
نبدأ من فاصل
لينتهي فاصل
نحملُ آمالنا
فيُرهق المحْملُ
نعيش في وحشةٍ
يغلي بِنَا مرجلُ
تسحقنا ارجلٌ
تتبعها أرجلُ
لاشيء إلا أنا
وانت يا شربلُ
وغربةٌ مرّةٌ
سكّرها حنظلُ
إياك ان تنحني
فينحني السنبلُ
فلو هوت حبة
سيفرح المنجل
**
محطة
 
  شربل بعيني محطة من محطات الشعر العربي المهجري نفخر نحن الشعراء في استراليا اننا عاصرناه فهو امتداد منطقي لرواد الرابطة القلمية.
**
بحر

   شربل بعيني البحر الذي لا يهدأ. فهو اكثر المبدعين قلقا وحركة حتى بين اسطر مقالاته.
**
صبراً يا صاحب المناجاة العلوية  ان موعدك السكينة
   
   لمن لا يعرف الشاعر اللبناني الكبير شربل بعيني في العراق أقول: ان هذا الشاعر المجدد هو احد اصدقاء الامام علي المسيحيين، فديوانه (مناجاة علي) الذي اعتبره الاديب العربي جورج جورداق تجربة ادبية شعرية متفردة ومتميزة في قراءة شخصية المصلح والفيلسوف الانساني الكبير علي ابن ابي طالب.. تجاوز بها شربل حدود الشاعرية ليدخل بها آفاق السمو الانساني والانحياز للعاطفة البشرية التي ليس لها هوية ولا تعترف بحدود العقل، إشارتي الى هذه التجربة من تجارب الشاعر الموسوعي شربل بعيني لها دلالات وابعاد إنسانية واضحة، اممية هذا الشاعر وانسنته لكتاباته التي يخرجها من دوائر المألوف العقلي الى اللامألوف الروحي تجعله سلماً يتسلقه الموغلون في العشق، الذين يجمعون شتات حروفهم وافكارهم في الوطن الشعري المنفي شربل بعيني. 
   عام 2012 حين أقمنا حفل مولد جريدة العراقية التي يكتب بها الشاعر بعيني لم تكن علاقتي بشربل قوية لكنه فاجئني على المنصة بتلك الليلة بمقطوعة نثر اشاد بها بجهدي الشعري والصحفي بالجريدة جعلتني اشعر بخجل كبير، لم يكن شربل صديقي لكنه كان صديقاً لأفكاري، لم يرَ أي حرج بامتداحي وحين شكرته رفض الشكر وقال لي: "يا احمد اذا أردت ان تكون شاعراً متميزا فعليك ان تكون إنساناً متميزاً يقدر الإبداع ويحترمه مهما كان لونه او لغته..". 
   شربل بعيني هو خلطة إنسانية تتداخل بها كثافة المعنى مع الانحياز للمعطى الإبداعي مع التواضع والتواصل والتجدد متجرد من لغة الأطواق يدفع نفسه الى السمو بكل ما اوتي من قوة ادبية، كتب لبيروت وبغداد وعلي والمسيح، حين يعتلي منصات الشعر تجد ميخائيل نعيمة ينتفض من بين عروقه وحين يبحر بين امواج الهمس يذكرك بهمس البياتي واستصراخه لأزقة بغداد وشناشيل البصرة. 
   انه عميد أدبنا المهجري الاسترالي ليس بمنتجه الإبداعي فحسب بل بعطائه الانساني ورغبته المتمردة على كسر المألوف وخلق الجدل الذهني المتواصل بمختلف الأفكار الشعرية التي يحرص على طرحها بانتقائية وانحياز واضح لجمالية الفكرة وسمو المفهوم الأدبي، نتاجات شربل اللبنانية كانت عربية بامتياز ونتاجاته الفصيحة كانت لبنانية بتفرد، يُدخِلُ أبا نؤاس في ضواحي الشمال اللبناني وأروقة بيروت البحرية، ويخرج سعيد عقل وميخائيل نعيمة من ليال الف ليلة وليلة وسحر بغداد وغنجها العباسي الفريد.. 
   ان الشعر في تجربة شربل بعيني وجع انساني غير منقطعٍ يتجاوز غلاف الازمنة ولا يقف عند سواتر الامكنة ، انه الضوء بكل ما يحمل من طاقة وإشعاع جمالي، والصوت بكل ما يحمل من هوسٍ على احتضان الصدى والانتشار في الفراغ.. انه الشاعر العربي اللبناني الاسترالي الكبير شربل بعيني.
**