فافي.. اسم جميل لديوان رائع/ المهندس علي حمود

مهندس الكتروني واديب يسكن في سيدني استراليا
قبل أن أكتب عن ديوان شربل بعيني الجديد "فافي"، أحب أن أحيي ملهمة الديوان الشاعرة والمناضلة المصرية فاطمة ناعوت على شفافية نظرتها للوضع السياسي في الوطن العربي، وخاصة في ام الدنيا مصر.
كما أحيي فيها كلمتها الجريئة، وضميرها الحي، لأنها لا تخاف في الله لومة لائم.
"فافي" اسم جميل لديوان رائع، وكما يقول المثل: اسم على مسمّى. والقصائد التي يحتويها كأننا نحن من كتبها، ومن نطق بها، وكأن شربل بعيني قد استعار ألستنا كلها، لنقول ما قال: 
يا نساءَ الكون..
أحبِبْنَها،
كرّمنَها،
إجعلنَها القدوةَ والنبراس..
هيَ لكُنّ الصوت
إن بحّت أصواتكنَّ.
وهي لكُنَّ الأمل،
إن صادروا آمالكنّ.
نادراً ما تجتمعُ الأمهاتُ بامرأة!
نادراً ما تنبتُ البطولةُ بطلة.
"فافي" هي "جان دارك"  مصر.
أجل.. لقد أعادت فاطمة ناعوت عظمة المرأة الفرعونية الى الحياة المعاصرة، لتمنح من خلالها المرأة المصرية الثائرة قيادة فذة في مجتمعاتنا العربية، التي لا تعطي، وللأسف، مكاناً لائقاً للمرأة في بناء أوطاننا، رغم أنها الركن الأساسي في مسيرة تقدمنا الحضاري. ولهذا لقبّها شربل بـ "جان دارك مصر".
أهنىء الشاعر شربل بعيني على التفاتته الحضارية هذه، وأردد معه:
هي "فافي" وجهٌ مصريٌّ
هيَ شمسٌ صاغتها الحِكمُ
هي مجدُ النيلِ..  ورونقُهُ
هيَ حرفٌ..  تشتاقهُ قممُ
هي بوحُ الحبّ.. مُمَوسقةٌ
يختالُ برفقتها النّغمُ
وها نحن نختال مع الصديقة العزيزة الشاعرة فاطمة ناعوت على وقع موسيقى قصائد "فافي" الديوان الذي أعطاه النقاد والشعراء حقّه من المديح على امتداد الوطن والمغتربات، لأنه صادق، وينوب عنا جميعاً في نقل محبتنا وإعجابنا بهذه السيدة العظيمة.
ألف تحية لـ "فافي" وألف شكر لـ "شربل"..
**
يوبيل شربل بعيني الذهبي
اول قصيده 
بكتبا بإيـدي، 
بدمـعي اليتيــم، 
بألــف تنـهيـده، 
عمـري مرق 
فوق الورق 
صرت القديم 
وبعدك جديده
ما أجمل ما صنعت يداك أيها المراهق............
مراهق ذهبية سنينه ابيّضت في الرأس أيامه همسات بين السطور مراهق بنبضات الصبا، تروي الورق الجاف بين الطفولة والشباب بين الوجع والوجع حتى سمت سماء الشعر والنثر بقصائده المكنونة بأحرف تنسدل بزفرةٍ نبض المشاعر والروح متفجرة العواصف جامحة ملتهبة, بأحرف ذهبية تلوذ بفيء ظلك وروحك التائهة بين شهقة القلب ونبض الروح ينبلج فوحها المتدثر في خزائن معلقاتك جامعا فيها كل المرارات كثالوث  المواجع تمضي على عقرب تائه هائم تتمايل الألحان بين يديك تحاكي اللامتناهي وكأنك بوصلة الشعر في يم الحروف المزركشة بالوان الشفق المرسومة على قرص الشمس المكنوزة في ذرات العتمة وكأن الكون أضيق من شلال قوافيك الصارخة دوما في أروقة المقامات بآيات الخلاص تضيئ مدار العمر على معابر الخمسين والأنام شاهدة على الف بائك الشعري كرذاذ الندى على بساتين الجنة بأحرف أبدية مفاعيلها بعد طي الأيام والسنين.
  تغفو الكلمات بين أنامله ويكتب القلب بالحبر والتبر قصائد مطرزة من بالماس متوجة بأريج آهات جراح من منجم الوجع الجميل على مقاعد الخيال والسراب مراهق بصمت قيثارة لحن الحنين على سجيته بسجود مشاعره بإبداعٍ وجُنون ينسج على الأرائك شعرا ممنوعا متمرد على ذاته ينحت الكلمات من صرير الروح أغنيات وأناشيد... مزامير وأهاجيز...... ويرقص البحر على أوتار أمواجه بحنين مرنم الطوايا والعبارات تهطل جراراً وازهاراً يجاذب المدد بيراع تُعيد للألوان فتنتَها وللزهرة اريجها وللفراشة حريتها هو حقا شاعرنا المهجري، المجبول حبا المتوهج شهامة ورقي الساطع بقلمه الوهاج الشاعر شربل بعيني.
يستشف جمال الروح وينزف قلبه شجىً كقطرات الندى وينتشي بعبق المعاني فيسموا كالأهرام بأعمدة ماردة شامخا كارز صنين معريا ظلال الصمت مجترحا ذاته قصيدة تحضن المطارح والاشياء يلاطم الكون بملاحم الحروف يكتب للخير والجمال... للصمت ..... للوجوه والألوان  للثوار والثوار ......للعشاق والاحباب يبكي وينوح ويفوع بلون الريح كالنعناع يستيقظ الجرح ممجوج الجنا ويرنو كزيتونة تنفخ الحياة  فينا من كل فج عميق من بحة صوت الأرض كحشرجات الصدى يتجلى روعة  في الكلام والهمسات  متجذرا في ثرى القصيدة  كنملة تخرق الارض بثقب يسير بك في سراديب الشعر بكل الألوان واللغات  والأحرف , واللغة هي واحدة وألوان الدماء في عروقهم واحدة,  وصلاتهم واحدة , مسكوكة في ألواحـه  وحياً  في سكرة الأحاسيس هو بركانٌ لا يهدأ مشتعل , هائج ,عاشق, متيم, بارع ,أديب , شاعر,  فيه نفحات من علي , ساحر الكلمات 
   هو شاعرنا المهجري, المجبول حبا ,المتوهج شهامة ورقي ,الساطع بقلمه الوهاج, السائل بحبر من مداد القلب الذي اثخنته الأيام مرتويا من منجم الأبهرين شداً على الكلمات تتيه الحروف في كنه وصفه هو شاعرنا شربل بعيني في يوبيله الذهبي والى ان نحتفي بك في عيدك الماسي لك محبتنا وتقديرنا والمنبر لك.
**