رئيسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات 1988 |
كيف حالك؟ وكيف حال الأهل؟ عساك في الصحّة التامّة التي أرغبها لك من صميم الفؤاد.
إني أذكرك دوماً في صلواتي، وخصوصاً في هذه الأيام، أيّام تمّوز الحارة عندنا والباردة عندكم، ولا أنسى الأوقات الحلوة التي قضيتها معكم في سيدني العام الماضي. عسانا نعود فنلتقي هنا في الوطن الأم في لبنان.
كيف أحوال المدرسة، والتلاميذ، واللغة العربيّة، والشعر؟.. والشاعر ماذا أنتج هذه السنة؟ لقد قرأت ديوانك بتمهّل وتمعّن، واكتشفت أكثر فأكثر شفافيّة نفسك العذبة، التي لا تعرف للعطاء حدوداً. وفقّك اللـه، يا شربل، في كل مشاريعك، وأهداك إلى رفيقة العمر التي تقدّر من أنت، وتكتشفك على حقيقتك، واللـه سميع مجيب.
نحن هنا في لبنان، ما زلنا نقوم بالنشاطات الثقافيّة، ونهتم بالتربية والمستوى رغم كل شيء. إنما أصبحت الحالة الاقتصادية، ويا للأسف، همّ اللبنانيين الوحيد وشغلهم الشاغل. فموضوع أحاديثنا وسهراتنا والنشرات الإخباريّة عندنا، هو الغلاء الفاحش، وصعوبة العيش، والتقنين، والتلوّث، واللحوم الفاسدة، والمواد الكيميائيّة المستوردة السامة، أضف إلى ذلك اليوم، حديث الاستحقاق الدستوري لرئاسة الجمهورية وعدد المرشحين.
لقد سئمنا كل هذا، واشتقنا إلى المجانيّة، والقيم، والشعر، والاستعداد الدائم للعطاء دون أي حساب.. وكل هذه قد لمستها فيك، أثناء ترددي عليكم في سيدني، يا شربل. إنك حقّاً نعمة من اللـه أعطيت لمدرسة سيدة لبنان في سيدني! بارك اللـه فيك، وحقّق كل مرغوبات قلبك.
إني أذكر دوماً ضحكتك الرنّانة المعبّرة عن صفاء ذهنك وروحك المرحة، ولا أنسى نزهاتنا مع الأخت كونستانس العزيزة. كانت فعلاً أيام حلوة.
عذراً على تأخّري في الكتابة، وأرجو أن أكون اليوم قد عوّضت. أعود فأكرّر، بأني لا أنساك أبداً في صلواتي. حفظك اللـه من كل مكروه، وأعطاك ما تريد، وما تصبو إليه.
25 تموز 1988