شربل بعيني شاعر العاميّة في المهجر/ حسن درباس

أديب مهجري صاحب زاوية "كلمة في سلاسل"

   صدر مؤخراً ديوانان للشاعر المهجري الواعد شربل بعيني، وهما "رباعيات" و"قصائد ريفية"، ومن المؤسف أنني لم أقرأ الدواوين السابقة للشاعر، كي أستطيع مقارنتها بجديده، واستخلص منها مسيرته الفنيّة، وتطوّره الشعري.
   غير انني أستطيع القول، استناداً إلى بعض القصائد المتفرقة في بعض الجرائد المهجرية، أن ثمة نوع من رسوخ القلم، وتحسن ملموس في البناء والمغزى في ديوان "رباعيات" المنشور بالعامية، بينما أجد أن "قصائد ريفية" محاولة للانتقال الى الفصحى في معالجة مواضيع مختلفة.
 
شربل بعيني وأنطوان بعيني وعائلة جواد ونورما الياس
 في "رباعيات" استطاع شربل إبراز موهبته وتمكنه من اللغة المحكية، كما استطاع تلخيص آرائه في اللـه والوطن، في المرأة والمشاكل التي يعانيها الشاعر في أوساط الجالية، وكل ذلك في لغة بسيطة ومعبّرة تدخل الى القلب في سهولة ويسر. والديوان ككل فيه ومضات تغطي ما تفرضه القافية من تصنّع في بعض الأحيان، والشاعر بعيني أفضل ما يكون عندما "يشطح" به الخيال، فيتخلّى عن الاسلوب المباشر ويتخيّل أن الأحداث في الوطن مجرد حلم:
مغمّض عيونك.. تايه بهالليل
ومزروع دربك بالشقا والحلم
فيق دخلك فيق من هالحلم
شبعت يا لبنان دم وويل
   أما أجمل ما قاله عن الحبيبة، فتشبيهه لها بحلم من سهرات العشاق:
مشتاق لعيونك أنا مشتاق
يا حلم.. جايي من سهر عشّاق
   وفي الواقع، إن ديوان "رباعيات" يحتوي صوراً كثيرة ممتازة، تجعل ألأستاذ شربل بعيني يستحق لقب شاعر العاميّة في المهجر عن جدارة.
   أما ديوان "قصائد ريفية" فإننا على ثقة أن الشاعر سيحقق عملاً أفضل في المستقبل، ولو أن لغته العامية فيها بلاغة تفوق أصحاب علم الكلام المهجري.
النهار، العدد 348، 12 آب 1983
**