إطلالة على كتاب أدب التعليقات/ يحيى السماوي

شاعر عراقي يعيش في أدليد ـ أستراليا
(تصحيح: اسم الكتاب: شربل بعيني الملك الأبيض ـ الناشر)
قبل بضع سنوات، وصلتني دعوة للنشر في موقع "ملتقى الواحة الثقافية" وهو موقع ثر ورصين بمثابة رابطة للأدباء العرب ،  فنشرت قصيدة  أظنها " أنا والعراق بثينة وجميلُ "  ففوجئت بتعليق نثري جميل كتبه الشاعر الفلسطيني د . سمير العمري فكان ردي مقطعا شعريا.. ثم نشرت قصيدة أخرى فكان تعليق الشاعر والناقد العراقي المعروف د . مقداد رحيم شعرا أجمل من قصيدتي ، فكتبت ردا لأكتشف أن الرد كان مقطعا شعريا .. وحين نشرت في موقع " الورشة " نصا شعريا ، فوجئت بتعليق ـ الأحرى مداخلة نقدية فذة ـ  كتبها  الشاعر والروائي والناقد  المصري " عبد الجواد خفاجي " فكان  جوابي مداخلة أكثر من كونه ردا .. ثم توالت تعليقاتي على قصائد الشاعر الشاعر د . مقداد رحيم لأكتشف " وغيري اكتشف ذلك أيضا " أن تعليقاتنا وردودنا تمثل نصوصا أدبية لدرجة أن أحد القراء ـ وهو ناقد معروف ـ كتب لي ، وكتب الدكتور مقداد أيضا ـ أن تعليقاتنا وردودنا تستحق الدراسة . 
   الصدق أقول : لقد وجدت في أسلوب ردودي على " بعض " التعليقات حجرا جميلا  أسهم في تحريك الماء الراكد في بحيرة ذاكرتي فاستعذبته ، وخُيّل إليّ أن فيه من الطرافة ما  يُذكّرني بأسلوب كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " لشهاب الدين الأبشيهي ، المتوفى سنة 850هـ ـ  وهو أحد أكثر الكتب اشتمالا على الأحاديث المكذوبة ، والواهية ، والمنتحلة والصحيحة  وعلى كثير من النوادر والحكم والأمثال . و قد نال الكتاب  شهرة  واسعة عند العامة من المثقفين ممن لا يفرقون ـ بل لا يكادون ـ بين الصحيح من المكذوب " على رأي الشيخ علي رضا بن عبد الله بن علي رضا " أحد الأجلاء المعنيين باللغة العربية وآدابها وبالتراث الإبداعي القديم.
  ولأنني قد قرأت المستطرف قراءة دارس فقد وجدت فيه فائدة جليلة لتصويب الكثير من الأخطاء الشائعة فاعتقدت أن فصوله كانت بمثابة تعليقات كتبها شهاب الدين الأبشيهي على ما قرأ من نصوص وأخبار الأولين .. فقلت مع نفسي : ما الضير لو صوّبتُ ما أنا متأكد منه من نصوص يستشهد بها أخوتي وأخواتي الفلاحون والفلاحات من العاملين والعاملات في بستان الكلمة وأن تكون تعليقاتي هذه بمثابة جسر توادّ ومحبة بين الضفاف البعيدة ؟ فقد حدث أن استشهد صديقي الأديب المبدع راضي المترفي ببيت شعري لكنه لم ينقله صحيحا فاستدركته بالتصويب اعتقادا مني أن في ذلك فائدة للقارئ .. ثم وجدت أحبة من الأدباء الأفذاذ  يتمنون عليّ مواصلة أسلوبي هذا في  تعليقاتي أو ردودي ، أمثال د . خالد يونس خالد وأ . سردار محمد سعيد وأ . محمد صالح الغريسي ود . صالح الرزوق  ود . محسن العوني ود . مقداد رحيم أ . د . عبد الرضا علي ( الذي نقل لي رأيه في محادثة هاتفية طويلة ) و أ . الروائي والناقد المصري شوقي عبد الحميد وأ . عبد الستار نور علي وعشرات من هؤلاء الأدباء المبدعين ـ المبدعين وليسوا الطارئين على الإبداع وما أكثرهم ممن توهّموا أنفسهم مبدعين لمجرد نشرهم خاطرة هنا وتعليقا هناك أو اعتقدوا أن حرف الألف أو الدال الذي يسبق أسماءهم دليل إبداعهم متجاهلين أن هذين الحرفين يدلان على تحصيل أكاديمي وليس على الإبداع أو الموهبة ، فالموهبة لا علاقة لها بالشهادة ودليلي على ذلك الجواهري العظيم وشيخي أحمد الصافي النجفي وحسين مردان وبقية المبدعين كمحمد الخطاط ورسمية محيبس وخالد خشان والنحات الفطري الكبير منعم فرات الذي أذهل النقاد الإيطاليين بمنحوتاته والنحات خليل الورد بل ومثل والدة الأخ محمد الخطاط التي صنعت من  قبضة طين منحوتة جميلة  ، ومثل أمي التي  نسجت بساطا من خيوط الصوف أذهل بتطريزاته المنقوشة  الفنان والناقد التشكيلي شاكر رزيج فرج فأقنعني في عرضه في المعرض  الفني لمدارس السماوة فنال جائزة تقديرية عام  1964 رغم أن البساط يحمل اسم والدة الطالب ، فاشتراه " قائممقام السماوة " بدينارين ـ دينار ينطح دينار في زمن كان مبلغ دينارين يكفي لإطعام عائلة شهرا كاملا ـ  مع أن أمي رحمها الله  تميّز بين حرف الياء  والألف  بكون  حرف الياء يشبه صورة البطة  بينما حرف الألف يشبه محراث التنور..  وتميّز  حرف النون بأنه يشبه هِلالا ً  يحضن نجمة وأن حرف الباء يشبه "  مشاحيف صيادي السمك "  ..
   تقول العرب " الأمثلة تُضرب ولا تقاس " ... ووفق هذا القول سأنتقي إسمين لا وجود لهما ولا أعني بهما أحدا بذاته بقدر ما أريد عبرهما  إيضاح ما أهدف إليه : لماذا يتنطع السيد " بعيوي " أو السيدة " تسواهن " على أم محمد الخطاط وأمي ومثلائهما أو على منعم فرات وخليل الورد ومثلائهما الأكثر منهما موهبة على صعيد الإبداع ؟ ولماذا " يبلعم " السيد " طحيور " أو " السيدة " فطومة " حين ألتجئ أحيانا إلى كتابة تعليقات لا تلائم ذوقيهما  ؟ هل بعثت لهما " خطابات مسخمة " أطلب فيها  قراءة صفحتي ؟ وإذ كنت لا أجد في  نصوصهما ما يغوي ذائقتي بالوقوف عليها ولو حتى لقول " السلام عليكم " فهل في ذلك مايبرر جفاف غلاصيمهما غيظا ؟ العرب تقول في المألوف من أمثالها " إن الناس مشارب " فما العجب إذا كنت أحبّ تمر البرحي ولا أحب تمر الزهدي ؟ أو أستعذب  تناول   خبز التنور حتى لو كان فطيرا ولا أستعذب تناول " كعك السيد " أبو السمسم ؟  إن لي ذوقي وذائقتي فما علاقة " كاكا وكلمبة " بي ؟ صحيح أن الحلويات الدانمركية والسويسرية  صحية ولذيذة ـ لكن الصحيح أيضا أنني ألتذ أكثر بحلويات " الحاج جواد الشكرجي البغدادية " وأفضل تناول " حلاوة الدبس " التي يصنعها العم حمدان البصري على تناول " بقلاوة حلب " التي يصنعها الحاج " بشير الطرابلسي " ... فلماذا يُصاب غيري بالمغص الكلوي ؟ 
    حتى وقت قريب كنت أعتقد أنني سأكون أول المبشرين بولادة جنس أدبي جديد هو " أدب التعليقات " فإذا بي أكتشف قبل أيام  قليلة أن شاعرا تونسيا ـ أتابع شعره وعموده " تداعيات " في صحيفة الأخبار التونسية   اسمه " عبد الله مالك القاسمي " قد كتب مقالا عن كتاب ورقيّ صدر مؤخرا اسمه " أدب التعليقات " (اسم الكتاب: شربل بعيني الملك الأبيض) تأليف الكاتب التونسي " كمال العبادي " والمتضمن مختارات من تعليقات قد كتبها العبادي في موقع " دروب " الألكتروني عام 2006 على مقالات  ونصوص الشاعر اللبناني " شربل بعيني " المقيم في مدينة سيدني الأسترالية .... أي بعد كتابتي لمثل هذه التعليقات في موقع " ملتقى الواحة الثقافية " بأكثر من عام  ، وبعد كتابتي لمثل هذا الأسلوب في منتدى " الساخر"  بأكثر من ثلاثة أعوام ، فأنا الأسبق منه بأعوام لكنه قد سبقني في إصدار نصوص تعليقاته في كتاب منفصل يحمل مسمى " أدب التعليقات " . 
   مؤلف الكتاب " كمال العبادي " شاعر كبير معروف ، يتمتع بثقافة عالية وبلغة جميلة ، متواضع ( متواضع رغم غزارة عطائه الإبداعي وليس كالسنابل الفارغة المنتصبة  نتيجة خواء حوصلتها ) يفيض إنسانية ودماثة خلق .. وقد كتبت الأديبة " رائدة سلمان " في مجلة " بانوراما " الأسترالية عن الكتاب  في عددها الصادر يوم 23/9/2010 قائلة : ( عندما تقرأ تعليقا للأستاذ كمال العبادي فأنت بحاجة إلى كثير من الوقت والجرأة والإرتقاء لأن تكتب تعليقا بعده ، فهو يشرب النص وينتشي به ويسكر ، وبعدها تجد ما خرج من بين أصابعه  كائنا آخر ..) 
   هذا الكائن الآخر هو : أدب التعليقات والذي وصفته  مجلة بانوراما بأنه أدب جديد لم يعرف من قبل في بلاد الهند والسند أو في بلاد الشرق والغرب على حد تعبير الشاعر التونسي " عبد الله مالك القاسمي " في عموده الأسبوعي في صحيفة الأخبار التونسية ـ وليس  كما يجهل أو يتجاهل " طيطو " و " طحيور " ومَن على شاكلتهما ممن عابوا  العنب ووصفوه بالحموضة لأن أيديهم أقصر من أن تصل عناقيده ، بينما استعذب طعمه الرائعون الأفذاذ الذين يتباهى العنب بهم فيتدلى نحو أيديهم حتى لو كانوا مستلقين على العشب أمثال  المبدعين الأجلاء عبد الرضا علي محسن العوني مصدق الحبيب وعبد الستار نور علي وسردار وسعدي عبد الكريم ومقداد رحيم ورسمية محيبس وفليحة حسن وصبيحة شبر ووفاء عبد الرزاق وزينات القليوبي وأحمد الصائغ وماجد الغرباوي اللذين أقسما لي أنهما يتمنيان عليّ الإطالة كي ينتشيا أكثر ،  و الغريسي  وسلام كاظم والخباز وصباح محسن و و: ( يا إلهي ما أكثرهم ... كيف لي أن أذكرهم جميعا ).
   قد يعترض قارئ فيقول مثلا :   الإستشهادات في تعليقات العبادي ومثلائه مأخوذة من كتب الأقدمين أو المحدثين ... جوابي له : وليكن ... فذلك يعني أن العبادي ومثلاءه  قرّاء جيدون ... يعني أنه يقرأ أكثر مما يثرثر .. 
   وقد يقول قائل : تعليقات  العبادي ومثلائه موجودة سلفا في دفتر بجيبه أو على منضدة مكتبه فهي ليست وليدة وقت قراءة النص .
سأجيبه أيضا : هذا يعني أنه قرأ وانتقى من قراءاته ما هو طريف وجميل فجمع الطريف منه والبليغ في دفتر  ..  أليس أفضل للمرء أن يضع في جيبه دفترا مليئا بمختارات من الحكم والأمثال والنوادر والقصائد ، من أن يضع في  جيبه المشط والمرآة أو دفتر تلفونات أو طلاء الأظافر ؟ الأصمعي كان يملأ خِرج ناقته أوراقا ودفاتر مع قليل من خبز يابس ، ولم يكن يدخل مجلسا إلآ وفي جيبه دفتر ، فلماذا تستكثر على تلميذ من تلامذته الإقتداء بمعلمه وليس بنانسي عجرم أو توني كيرتس ؟
   أمس وصلتني رسالة من الأخ والصديق الفنان التشكيلي المبهر والباحث الإقتصادي الأديب د . مصدق الحبيب ـ لا أودّ نشرها لما تتضمنه من حسن ظن وإطراء ـ فكان جوابي رسالتي هذه :
   أخي الفنان  التشكيلي المبدع والباحث القدير د . مصدق الحبيب : حيّاك الله بيد لطفه وتعهّدك بعين رعايته ..
 أفرحتني .. وأغَضبْتهم...
 أسعدتني .. وأشْقيْتهم...
عافيتني ...  وأوجعتهم ...
 أمّا الذي أفرحته وأسعدته وعافيته  فهو الشاكر فضلك وفضائلك : قلبي .... وأما الذين أغضبتهم وأشقيتهم وأوجعتهم فهم المُضرِسون  من شاتمي العِنب لا لجريرة فيه سوى أنه أعلى من أن تصله أيديهم القصيرة حتى لو قفزوا و" استقفزوا "   فأغاضهم أنني أكرز حبّاته وأنا جالس  مفترشا العشب  أتابع أسراب الفراشات وهي تلثم شفاه الزهور، أو أنسج من هديل الحمام أغنية  للآمرين بالمحبة والناهين عن الضغينة الحمقاء .. 
 غمزوا مني .. فزعم  بومٌ أن صباحي داج ولم يكن يعرف أن العلة في رمد عينيه وليس بشمس الصباح ... ولمز دغلٌ بريٌّ من حديقتي لأن الفراشات أعلنت العصيان على أشواكه الجرداء ، وأنا  ـ وصِدقِك ـ لا أقول ما أجهل ، ولا أنتحل ما ليس لي ، ولا  أضع مكياجا لإسمي،  وكان بمستطاعي لو أردت ـ إن لم يكن بجهد الدرس والبحث  " ولي فيهما قدرة وتمكن " فمن سوق مريدي وهو حافل بالبضاعة ـ بل ولاتخذت من نصيحة أساتذة أكاديميين أجلاء ، من  كتابي  النقدي " أدب الرسائل " بحثا لرسالة دكتوراه  فلم أمتثل ( أرسلْ ليْ عنوانك الأرضي لتتشرف نسخة منه بلثم يديك ..  هو بثلاث طبعات ) ... ومع أنني بلغت من العمر عِتِيّا ، إلآ أنني أأبى أن  أحاول فرض نفسي وصيّا على " زغب الحواصل " في حديقة الأدب .. أدريك ياسيدي لا ترضى لو أقسمت ، لذا أقول من غير قسَم : لقد قرأت من الكتب ما يعادل وزن  قطيع كامل من ذئاب أمن  " مطيحان بن صبحة " .. وحفظت من الشعر ما يزيد على سكان  عشرين قرية كقرى العوجا  وآل بوناصر  ،  فما حاجة يدي لكهف جيبي إذا كان رأسي مليئا  بالحقول ... ؟ 
 لك من قلبي ما يليق ببهاء قلبك من الشكر  الموصول بالإمتنان ... فقد صيّرتَ من حصى أبجديتي يواقيتَ ... وجعلتَ من تبرهم صفيحا ! فمن أين لي القدرة أن أجمع ثمار بستان في منديل أو سلّة خوص ؟ وكيف لبشرٍ أرضيّ مثلي أن يجمع ماء نهر ثرّ في كأس أو دورق  ـ والعصر ليس بعصر معجزات ؟ 
 شكرا لك ... وشكرا لشيخي الجواهري العظيم  الذي كأن به يعبّر عن مشاعري تجاهك بقوله : 
 فوسَّمتني عزا وكيد حواسد
بهما يعز الفاضلُ المفضولا
 ولسوف تعرف بعدها ياسيدي
أني أجازي بالجميل جميلا
 بقي أن أقول : غدا أو بعد سأنشر  عرضا  لكتاب ورقيّ صدر مؤخرا إسمه " أدب التعليقات " باعتباره جنسا أدبيا إبداعيا جديدا  يمثل إضافة ثرة للمنجز الإبداعي العربي . . أجل سيدي : هو جنس أدبي وليد ، ظننتني أول مَنْ سيبشّرَ به  ، فإذا بي أكتشف  قبل أيام  قليلة أنّ صحافيا عربيا جمع مختارات من التعليقات الأدبية في  الصحافة الورقية ، جمعها في كتاب صدر مؤخرا وقد التمس مني هو وأدباء أفذاذ  مثلك مواصلة ما بدأت ـ وأنا ياسيدي آخذ برأي الأدباء الأفذاذ ـ وحسبك منهم ـ وليس برأي " طيطو " أو " حبربش "..
 شكرا لك بعدد ما أطلقه صدري من آهات وما ذرفته الأمهات العراقيات من دموع  طيلة عهد " مطيحان بن صبحة " وبعدد  زهور الفضيلة في حديقة مكارم الأخلاق . 
                               ***  
  رسالتي تضمنت إشارة إلى أنني سأكتب حول كتاب صدر مؤخرا عن أدب جديد مازال في طور النماء اسمه "أدب التعليقات" (اسم الكتاب: شربل بعيني الملك الأبيض . الناشر) وها أنا قد كتبت  ووفيت بوعدي .
**
قبلة اخاء
صديقي الشاعر الكبير شربل بعيني
لك من حديقة قلبي باقة
من زهور نبضي
شكرا لك..
وقبلة إخاء بفم المحبة لجبينك.
**
عميد الادب المهجري
ياصديقي الحميم الشاعر الكبير شربل بعيني
لو لم يجداك جديرا بذلك لما توافق رأياهما على اصطفائك عميدا ـ وها أنا أضم صوتي الى صوتيهما يا صديقي ليس لأنك شاعر كبير وذائد كبير عن الكرامة المتأصّلة في الإنسان فحسب، إنما ولأنك كنت أسبق منا جميعا في رفع راية المحبة العربية والأدب العربي في القارة الأسترالية.
**
فلاح رائع
صديقي الشاعر الكبير شربل بعيني:
لك من قلبي نهر محبة يحفّ ببستان شاسع من شجر الود والإعتزاز .
 ضع تحت قدميك  الحجارة التي يرميك بها المحتقنون قيحا ً واصعد عليها فستزداد ارتفاعا ..
 كفاك زهوا ً أنك فلاح رائع في بستان المحبة الكونية.
**
محبة وعطاء
اخي وصديقي الشاعر الكبير شربل بعيني:
قبلاتي لجبينك ..
الشرف لفسيلتي لوقوفها بجانب نخلتك يا صديقي...
كفاني زهوا أن أكون غصنا من أغصان شجرة عطائك الإبداعي
يا عميدنا في المحبة والعطاء.
الغربة 2015
**
نهر تحايا
صديقي الشاعر الكبير شربل بعيني:
لك من قلبي نهر تحايا يحفّ ببستان شاسع من شجر المحبة.
عرفتك شاعرا كبيرا وفلاحا رائعا في حديقة المحبة الكونية...
واليوم عرفت الناقد الفذ فيك يا صديقي .
أبهجني حذقك النقدي
وإضاءتك غير المرئيّ من تضاريس ديواني.
الغربة 2015
**
إباحية
المختار لعروسي البوعبدلي الجزائري : السلام عليكم أخي الأديب المضاء بنور التقى ورحمة الله وبركاته.

تعدد الرؤى في فهم النص دليل عافيته، وبقدر تعلق الأمر برؤى الصديق الشاعر شربل بعيني، فهي تلتقي مع رؤيتك إذ أن القاسم المشترك بينكما ـ كما بالنسبة لدراسات أخرى تناولت قصائد المجموعة كدراسة الشاعر الناقد سردار محمد سعيد والشاعر الناقد عبد الستار نور علي ـ هو أن قصائد المجموعة تتناول موضوعة العشق وتجلياته وموضوعة الجنس لا باعتباره شهوة آنية إنما باعتباره ضرورة وجودية وممارسة جسدية وروحية معا أفضى إليها ذوبان العاشق بالمعشوق في تماه ٍ يجعل من الإثنين واحدا.
الإباحية كلمة قاموسية موجودة في لسان العرب يا صديقي مشتقة من " البوح " الذي يعني ظهور الشيء كما يعني بثّ السرّ كقولنا: باح لي الصديق شوقه، ومن اشتقاقاته الإباحة التي تعني الإنتهاب كما في الحديث الشريف: (حتى يَقْتُلَ مُقاتِلَتَكم ويَسْتبِيحَ ذَرَارِيكم) أو كقول عنترة العبسي: حتى اسْتَباحُوا آلَ عَوْفٍ عَنْوَةً بالمَشْرَفِيِّ
ومن اشتقاقات الفعل أباح الباحة وتعني وسط الدار أو "حوش الدار" كقولنا: هذه دار باحتها واسعة. كما أن من معاني الباحة: البستان الصغير الكثير النخل.
كل المعاني موجودة في قصائد المجموعة بمعناها الإباحي لأنني فعلا ً " أبحتُ " لنفسي الجنس كممارسة أرضية ولكن: بسموٍّ روحيّ ـ وهذا ما توصّل إليه الصديق الشاعر شربل بعيني كما توصّلتَ أنتَ إليه في قولك إن المجموعة تتناول "قدسية الحب وممارسته".
أنتما ملتقيان يا صديقي الأديب القدير.
الفايس بوك، شباط 2015
**
تزامن جميل
 ما هذا التزامن الجميل ياصديقي الشاعر الكبير؟
أقصد تزامن قراءتي تعليقك الجميل مع المحادثة الهاتفية بيني وبين الصديقة الجليلة د . بهية أبو حمد قبل قليل، فقد كان الحديث يدور عن عميد شعراء الغربة في المهجر الأسترالي الذي هو أنت... عن نهر شاعريتك الثرّ وبستان مشاعرك أيها الحبيب.
تمنيت حضورك أمسية أول من أمس في صالون د. بهية الثقافي... كانت أمسية رائعة حقا ـ ويقينا أنها ستكون أروع بحضورك فنرتشف من رحيق شعرك كارتشافنا منه في مهرجان الجواهري الرائع.
قبلة لجبينك بحجم قلبي.
**
كلمته في حفل توزيع جائزة شربل بعيني 2016
   ذات يوم ، إنفجرتْ حبة قمحٍ داخل الأرض ، فأنجبتْ سنبلة..
   وحين انفجرت السنبلة ، أنجبتْ بيدراً ..
   لكنّ قنبلة إنفجرت قرب مدرسةٍ في حيٍّ بغدادي ، فأغلقتْ ستة صفوت وذبحتْ سرباتً من عصافير الطفولة ...
   ترى ما الذي أقوله عن نصير السنبلة وعدوّ القنبلة ـ الراهب الضوئيّ في محراب المحبة الكونية الشاعر الكبير شربل بعيني؟
   لا ماءَ في فمي ، لكنه شمعُ الذهول الذي ختمَ على قاموس أبجديتي ، فتلبّستني الحيرةُ وأنا أبحث عن كلماتٍ تنقلُ ولو عشبةً واحدةً من حقل مشاعري بتقليدي وسامَ جائزة شربل بعيني ، فالتمسوا عذراً لارتباك الطفل المختبئ تحت عباءة وقاري المستعار ، إذ أبدو كالذي يُحاول جمعَ ثمار بستانٍ شاسع في جيب قميصه ، وصبَّ ماء النهر في كأسٍ بحجم راحة يده .. فالذي في القلب أكبرُ من أن تتسع له جداول السطور ، وإذن : فكيف لا تُخرّزني مسامير الحيرة ؟ فما الذي أقوله وقد حاصرتني غزلان المسرة وطرّزتْ واحات الربيع  صحارى خريفي فإذا بي أبدو مثل قوس قزح يمشي على قدمين موشّحاً بجائزة شربل بعيني ؟
   قال السيد المسيح عليه السلام : "جئتُ لأخدِمَ لا لأخدَمَ " ... وقال : " المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"..

   وشربل بعيني  المبارك بالشعر والمحبة ، ماكان سيُشمّر عن قلبه مُبشراً بثقافة المحبة ، غارساً شجرة جائزته ليتفيّأ ظلالها الآمرون بالنور والناهون عن الظلام ـ لو لم يكن تلميذا يسوعياً في مدرسة المحبة الكونية ، فلا عجبَ لو زهوتُ بجائزته ، فوسامها أكبر من صدري ، وإكليلها أكبر من رأسي ـ أنا الفسلةُ التي غدتْ الان نخلة  بحجم الأفق !
   أقول شربل بعيني ـ وأعني اليسوعيّ ذا القلبِ المشعِّ بياضاً كبخور المحاريب ... وأقول شربل بعيني ـ وأعني الفلاح الضوئيّ في بستان مكارم الأخلاق ... وأقول شربل بعيني ـ وأعني هدهد البشرى بثقافة المحبة والتسامح ... وأقول شربل بعيني ـ وأعني عميد شعراء المهجر وحادي قافلتنا نحو المدينة الفاضلة ... وأقول شربل بعيني ـ وأعني الجسر الذهبي الذي يربط بين ضِفتي الغربة والوطن كما أعني نهر العطاء العصيَّ على النضوب ... وأقول شربل بعيني ـ وأعني اليسوعيّ العامل بقول السيد المسيح عليه السلام : "أريد رحمةً لا ذبيحة".
   شكرا لشربل بعيني ... شكراً للشعر الذي عرّفني بشربل بعيني، وتهنئتي القلبية للأخوات والأخوة الذين أكرمني الله بمشاركتهم  وسام جائزة شربل بعيني.
**
تعليق
   صديقي الشاعر الكبير شربل بعيني..
   لك من قلبي نهر تحايا يحفّ ببستان شاسع من شجر المحبة. 
  عرفتك شاعرا كبيرا وفلاحا رائعا في حديقة المحبة الكونية... 
   واليوم عرفت الناقد الفذ فيك يا صديقي .
  أبهجني حذقك النقدي وإضاءتك غير المرئيّ من تضاريس ديواني .
**
منارة الحرف
 أيها الأحبة الأعزة
السلام على جمعكم المبارك .. 
جدوا عذراً لارتباك أبجديتي ، فالحروف أكبر من كلماتي ، وكلماتي أكبر من حنجرتي ، وحنجرتي أصغر من أن تستطيع نقلَ ولو عشبة واحدة من أعشاب حقل مشاعري تجاه سيدة الياسمين ، سفيرة المحبة التي يدعوها الناس د . بهية أبو حمد ، ويدعوها قلبي المريمية وشجرة الأرز التي تمشي على قدمين ، مظللة بأفيائها العصافير والأطفال والعشاق وجميع الآمرين بالنور والمحبة والناهين عن الظلام والضغينة ـ فلا غرابة لو تلبّستني الحيرة الان فأبدو كالذي يحاول جمع ثمار بستان شاسع في جيب قميصه أو يحاول صبَّ مياه نهرٍ في كأس بحجم راحة يده ... فأنا الان أشبه بالعطشان الذي يشرب الماء بالشوكة أو الجائع الذي يأكل بالشمّ ، فلا أنا مطفئٌ جمر عطشي ، ولا بالمستعذب دفء رغيف الخبز !
منذ حطّتْ حمامة قلبي على نخلة المريمية قبل نحو عشرين دورة شمس ، وأنا أرشّها بهديل الصداقة البيضاء والإخاء الجليل ، ناسجا لها بُردة من حرير التبجيل لما عرفته فيها من قلب يشعّ بياضا وروحٍ نقية نقاء التسابيح .. 
كلّما هزّتْ نخلتها تساقطت محبة كونية .. 
لها طبع التنور الذي يمنح خبوه للآخرين مكتفيا برماد احتراقه ، وكالناعور الذي يملأ أكواب العطاشى بنميره العذب مكتفيا لنفسه بقطرات الحباب ، ميممة قلبها نحو الله وعينيها نحو الإنسان لمجرد كونه إنسانا ، فلا عجب في ملئها قلمها بمداد نبضها لتسطّر كتابها عن منارة الحرف ـ صديقي شربل بعيني ، عميد شعراء المهجر الأسترالي وحادي قافلة الشعراء  نحو مدينة المحبة الفاضلة .. فطوبى لنهر المريمية بضفة الشاعر الإنسان والإنسان الشاعر شربل بعيني ، وطوبى لنهر شربل بعيني بضفة سادنة المحبة المريمية ، وطوبى لنا بالضفتين المباركتين اللتين صنعتا هذا النهر اللامتناهي  العذوبة .
تقول الحقيقة إنّ الفراشة التي لا تمجّد الزهور ليست جديرة بقوس قزح أجنحتها ، وإنّ الزهور التي لا تفتح أبواب رحيقها للفراشة ليست جديرة بالرحيق .. 
لا أعرف أيهما الفراشة والحديقة ... لكنني أعرف تماما أنهما قد سقيانا ألذّ شهد المحبة والوفاء .