القصيدة التي ابكت البطريرك صفير/ مها بشارة

ترجمت للانكليزية كتاب "ألله ونقطة زيت" لشربل بعيني
كنت أقف على بعد أربعة أمتار من المسرح الذي اعتلاه غبطة أبينا البطريرك ما نصرالله بطرس صفير مع مطارنتنا وكهنتنا وراهباتنا الفاضلات، أثناء زيارته لمدرسة سيدة لبنان ـ هاريس بارك، والحق أقول: انني كنت أراقب قسمات وجهه القدسية بتمعن فضولي، فإذا بي أفاجأ بالدموع تنهمر غزيرة من عينيه، وتتلألأ بكبرياء على وجنتيه الطاهرتين، وهو يستمع الى قصيدة الافتتاح التي ألقاها الشاعر شربل بعيني، والظاهر أن المفاجأة قد هزّت شربل شربل لدرجة أجبرته معها على الاعتذار من غبطته، والتوقّف عن الكلام، بعد أن قال: نحنا بدنا نفرحك يا سيدنا ما بدنا نبكيك. وهنا، أومأ له غبطته لمتابعة القصيدة الرائعة.
وبما أن إدارة المدرسة قد وزّعت كتيّباً يتضمّن القصيدة، رأيت أن ألفضل تزويد "البيرق" بها، لنشرها، فيطلع عليها القارىء المؤمن بالحق، بصدق الخبر، وبنقله بأمانة.
سيد بكركي
طَلّتَكْ.. كَمْشِةْ فَرَحْ وِدْمُوعْ
غِيَّابْ، يَا مَا تْأَمّلُوا فِيهَا
إِيدَيْنْ.. تِحْصُدْ زَهْر، تِضْوِي شْمُوعْ
وِشْفَافْ.. تِتْمَرَّنْ عَ آوِيهَا
وْسِيدْنِي الْـ صَرْلاَ شَهْر تِمْشِي طْلُوعْ
تَا تْطَالْ "قَامِه" الرَّبّ حَامِيهَا
نَخِّتْ عَ إِيدَكْ نَخِّةْ الْمَوْجُوعْ
تِزْرَع الْبَوْسِه.. وْتِسْقِيهَا
يَا بَطْرَكْ الْمَشْرِقْ.. بِصَوْت جْمُوعْ
كِلْمِةْ "يَا أَهْلا" بْحِبّ غَنِّيهَا
نِحْنَا وْلادَكْ.. نَاطْرِينْ رْجُوعْ
هَاك الْكَنَايِسْ صَعْب نِنْسِيهَا
قَلْب الطّفلْ بِـ غِرْبِتُو مَشْلُوعْ
سْنِينُو، لأَيَّا أَرْضْ، يِهْدِيهَا؟!
لُبْنَان حُلْمُو.. وِالْحُلمْ مَفْجُوعْ
وْسِيدْنِي بْتِعْطِي.. وْحَقّ يِعْطِيهَا
صَلِّي تَا نِرْجَعْ.. مَطْلَبَكْ مَسْمُوعْ
رْجُوع الرَّعِيِّه هَمّْ رَاعِيهَا
بِصْدُورْنَا.. حُبّ الأَرزْ مَزْرُوعْ
وِبْلادْنَا.. بِالدَّمّ نِفْدِيهَا
حَامِلْ صَلِيبَكْ.. مِقْتِدِي بْيَسُوعْ
وْعَتْمَاتْنَا بِالطُّهْر تِضْوِيهَا
وْمَهْمَا شْبِعْنَا لْمَخْبَزَكْ مِنْجُوعْ
يَا سَيِّدْ بْكِرْكِي.. يَا رَاعِي الشَّرْقْ
وَزْنَاتْ حُبَّكْ.. عَارْ نِخْفِيهَا!!
**
البيرق، العدد 728، 11/11/1993