الدكتور غسان فايز نعيم يكتب عن نعمان حرب وشربل بعيني واكرم المغوّش

طبيب سوري ومثقف معروف يعنى بصحة الانسان وفكره
- مرحبا أكرم ...كيفك ؟
- أهلين ، يا أحلى ابن خالة بالعالم ...ولك اشتقت كثير ، كيفك؟ الله يرحم إمي وأمك.
- الله يبارك بهالفايس بوك، ويلعن هالزمن اللي فرق الأهل وشتت الأحباب.
كتب الصحفي اللامع أكرم برجس المغوّش الذي اضطره افتقار العدل والمحبة في وطنه للهجرة الى أستراليا منذ أكثر من أربعة عقود الكثير من المقالات وأصدر العديد من الكتب، كلها تدور حول ارتباطه وانتمائه للوطن. وقد تخصص بمتابعة أدباء وشعراء الوطن العربي في استراليا.
- ما عم تفكر ترجع؟
- ليش امتى غابت السويداء عن بالي لحظة؟ الله يصطفل باللي كان السبب. بس ترجع المحبة والعدل منرجع كلنا.
استشهد أكرم في إ حدى مقالاته بالفيلسوف كمال جنبلاط حين قال في رثاء جمال عبد الناصر: إن أعظم ما أتت به المسيحية هي المحبة، وأعظم ما أتت به المحمديّة هو العدل، ومن يجمع بين الاثنين كان حظنا به كبيراً.
- شو أخبارك يا أكرم ؟ كيف أمورك ؟.
- الحمد لله، شغلي كثير منيح، مو ناقصني غير شوفتكم.
أنجز أكرم المغوّش الكثير من الأعمال المتعلقة بالأدب وكان من أبرزها أن جمع ما كتبه الأديب والمؤرخ السوري الكبير(رحمة الله عليه) نعمان حرب ، فكانت القبسة 11 من سلسلة "قبسات من الأدب المهجري" وعنوانها "شربل بعيني شاعر العصر في المغتربات"، وأصدرها ورقيا "والكترونيا".
- حبيبي أكرم ؟؟؟ انت متأكد ؟؟؟....إنت قصدك الأستاذ نعمان حرب الموظف بالعدلية، هو اللي كتب كل هالشي؟.
- نعم، هو بذاته، مع أنه لم يكمل دراسته الثانوية لظروف مادية، لكنه اجتهد بالبحث وكان يتوخى الحقيقة والعدل في دراساته إلى أن حصل على أرفع الجوائز الأدبية.
امتلك الباحث الكبير نعمان حرب (رحمه الله) مكتبة أَطلقَ عليها مسؤولو الثقافة اسم "المركز الثقافي العربي الطائر" وقام بجولة في أمريكا والبرازيل، التقى فيها كل أدباء وشعراء المهجر, وأسس مع أخيه نجيب أول جريدة في السويداء "اسمها جريدة الجبل عام 1942. وأصدر مجموعة أدبية أخرى أسماها "الأبطال المنسيون" جمع فيها أخبار وبطولات شهداء لم يذكرهم أحد قبله من أبطال الثورة السورية الكبرى علم 1925.
- وشو ها الجائزة اللي منحوها اله؟ ومين منحه اياها؟
- جائزة جبران خليل جبران الأدبية عام 1987، منحته رابطة احياء التراث العربي في استراليا.
كان للصحفي أكرم المغوّش شرف تسلم الجائزة وقتها من سفير لبنان في سيدني لطيف أبو الحسن بالنيابة عن الأديب نعمان حرب لبعد المسافة التي لم تسمح صحته وظروفه القيام بها. وقد لقبَّ الشاعر المغترب شفيق عبد الخالق أديبنا الكبير نعمان حرب "فتى الضاد" وقال فيه الأبيات التالية:
يَمِّم رُبى المجد وأنزل واحة القُضُب.........واحمل لنعمان شكر الشعر والأدب
واحمل إلى الجبل العالي وثورته.............ما يُطرب الروح من أشواق مغترب
ثم يقول :
مرحى فتى الضاد لم تُعْقَد مجالسنا.........إلا وكنت حديث الأنس والطرب
هلاَّ نوفيك فضلاً أنت باعثه.................طيباً، كطيب ثناك العاطر الرطب
- طيب يا أكرم، علاقتك بابن بلدك نعمان حرب فهمناها، شو وصَّلك لشربل بعيني اللبناني من مجدليا؟
- شربل بعيني أرق شاعر من بين كل شعراء المهجر، أنقاهم وأكثرهم محبة للناس والوطن.
أطلق نعمان حرب على شربل بعيني لقب "ترنيمة محبة" وقد كتب في رسالة أرسلها له:
الحبيب الأنقى الشاعر شربل بعيني حفظه الله
قبلات حارة وتحية من الأعماق.
عندما كتبت هذه الرسالة وردت في ذاكرتي كلمة "أنقى"، وهي مشتقة من النقاء، وتعني الصفاء والطهارة والشفافية. وعدت الى "الصحاح" فوجدتها كما وصفت، وتبعتها جملة بليغة هي "هنئت ولا تنكأ" أي هنّأك الله بما نلت، ولا أصابك بوجعك. فكانت هذه البلاغة ترجمة لما في قلبي من محبة لك، وما في مشاعري من شفافية نحوك.
جازاك الله كل خير يا أكرم المغوّش كم كنت صادقا" حين جمعت بين المحبة التي جاد بها شربل بعيني والعدل الذي توخاه نعمان حرب . فحققت بذلك ما كنت دوما" تنادي به، العدل والمحبة. وأسبلتَ على شجرة الأدب أوراقا" جديدة تُحسَبُ لك.
الدكتور غسان فايز نعيم – الشارقة – في – 24- حزيران – 2016