بطل الجالية
شكراً لصديق الغربة الطويلة في أستراليا الشاعر شربل بعيني
وهو بطل الجالية اللبنانيّة والعربيّة في أستراليا
لإبداعاته الكثيرة شعراً ونثراً
ولنشاطاته المؤسساتيّة الأدبيّة والمسرحيّة والتعليميّة والإعلاميّة والثقافيّة والشعريّة
التي لم تعرف يوماً كللاً أو مللاً.
**
الكلمة الرائدة
ويبقى الشاعر شربل بعيني علماً خفّاقاً في سماء الكلمة الرائدة في أستراليا شعراً ونثراً.
كلّ الشكر والتحيّة والتقدير العالي لأسرة مؤسس جائزة شربل بعيني د. الراحل عصام حداد ولجميع الأصدقاء والأحبّة القائمين على معهد الابجدية في مدينة جبيل ـ لبنان
ومؤسسة الغربة الاعلامية في سيدني.
**
كتب
الحبيب دائماً شربل بعيني
بوركت كلّ جهودك
وبوركت الغربة التي ستغدو يوماً مرجعاً لكلّ باحث
في شؤون الجالية الأدبيّة تحديداً
وقريباً سأرسل إليك كتبي الواحد بعد الآخر
لتضمّهم مكتبة الغربة بين جناحيها الكريمين
مودّتي وتقديري العالي
**
عسل
ليس من شربل بعيني إلاّ العسل
دائماً كأنّه نحلة العطاء السرمديّة
أوّل فرصة أتّصل بك صديقي الجميل
**
أرزة لبنانية في سيدني
الشاعر الجميل والصديق النبيل شربل بعيني.
شكراً لصديق الغربة الطويلة في أستراليا الشاعر شربل بعيني
وهو بطل الجالية اللبنانيّة والعربيّة في أستراليا
لإبداعاته الكثيرة شعراً ونثراً
ولنشاطاته المؤسساتيّة الأدبيّة والمسرحيّة والتعليميّة والإعلاميّة والثقافيّة والشعريّة
التي لم تعرف يوماً كللاً أو مللاً.
**
الكلمة الرائدة
ويبقى الشاعر شربل بعيني علماً خفّاقاً في سماء الكلمة الرائدة في أستراليا شعراً ونثراً.
كلّ الشكر والتحيّة والتقدير العالي لأسرة مؤسس جائزة شربل بعيني د. الراحل عصام حداد ولجميع الأصدقاء والأحبّة القائمين على معهد الابجدية في مدينة جبيل ـ لبنان
ومؤسسة الغربة الاعلامية في سيدني.
**
كتب
الحبيب دائماً شربل بعيني
بوركت كلّ جهودك
وبوركت الغربة التي ستغدو يوماً مرجعاً لكلّ باحث
في شؤون الجالية الأدبيّة تحديداً
وقريباً سأرسل إليك كتبي الواحد بعد الآخر
لتضمّهم مكتبة الغربة بين جناحيها الكريمين
مودّتي وتقديري العالي
**
عسل
ليس من شربل بعيني إلاّ العسل
دائماً كأنّه نحلة العطاء السرمديّة
أوّل فرصة أتّصل بك صديقي الجميل
**
أرزة لبنانية في سيدني
ـ1ـ
لأنّي مرّات لا أتصالح مع ذاتي،
وفيما أنا في عراك مرير معها،
أُخطئها،
فأصيب صديقاً لطالما كان لي أخاً لم تلده أمّي،
كما قال لقمان الحكيم.
ـ2ـ
واحد أحد في سيدني لم ينل منّي خطيئة.
واحد أحد لم أرشقه حتى بوردة.
هل هي المصادفة الكريمة؟.
ـ3ـ
انّه الصديق في مركب الغربة الطويلة،
شاعر الحياة بصخبها وسكونها،
إبن مجدليا الغالية على قلبه في شمال لبنان
مثلما هي كونين غالية على قلبي في جنوب لبنان،
الصديق الجميل شربل بعيني.
ـ4ـ
وحقّاً كثيرون هم أحبّة الصديق شربل،
ليس في سيدني وحدها،
بل في جميع مدن وولايات أستراليا،
وعليه أُعلن:
انّ كلّ من ينظر عالياً إلى شربل بعيني،
عالياً أنظر إليه،
وكلّ من يقدّم قلبه وردة إلى شربل،
أقدّم له قلبي وردة.
شمال لبنان وجنوبه قلب واحد في أستراليا،
تحت خيمة أرزة لبنان في سيدني
**
يوبيل شربل بعيني الذهبي
صديقاتي أصدقائي
الحضورُ الكريم..
النسورُ تحلّقُ طويلاً وعالياً، ومن مكانِها تُشرِفُ.. وترى. خمسون عاماً منذ "مراهقة" ـ الزغبِ الشعريِّ الأوّل، والإنتاجُ كلّما يكبر إلى سربِ حمامٍ من المؤلفاتِ في الشِعرِ العاميِّ والفصيح، في المقالةِ وفي مسرحِ الأطفال، إنّه شاعرُ الغربةِ الطويلة، شربل بعيني الوفي والأمين. وكانت رابطةُ إحياء التراثِ العربي، أقدمُ مؤسّسةٍ أدبيّة في سيدني، والتي كسبت كثيرَ الإحترام، وكان شربل الناشط فيها أيضاً. وكانت الصحفُ المحليّة، من "صدى لبنان" إلى "صوت المغترب"، إلى "البيرق" ـ "المستقبل و"النهارِ" و"التلغراف" وغيرها، وكانت المحطّاتُ الإذاعيّة العربيّة، وشربل بعيني في التغريدِ الدائمِ شعراً كريماً وأقوالاً كلّها وفاء وحبّ للإنسان الإنسان.
لبنان ضاق به، إنتقل إلى أستراليا، تغيّر الوطن جغرافيّاً، إنّما الشاعر الثائر شربل بعيني لا يتغيّر، ليس لا يتقدّم، بل لا ينقلب على مبادئه في حبّ الحياة وحبّ الإنسان، في عدم الرضوخ لإرهاب السلطات المدنيّة والدينيّة معاً، في رفضِ الفساد وهدرِ المال العام والتفرقة الدينيّة أو المذهبيّة أو الإثنيّة، في إعلاءِ كلمةِ الحريّة لكلّ ما يمثّل اليومَ ويمثّل الغد ـ المستقبل ويعدُ بالزهور والأجمل. مناسبات كثيرة، وأحداث كثيرة، وأحلام كثيرة، وآمال كثيرة، مبثوثة هنا وهناك، في أشعار شربل بعيني، وخيبات أمل كثيرة، وآلام كثيرة، وانكسارات كثيرة، وأسف كثير، في قصائد شربل بعيني، ما دام الشاعر هو الحياة ببساطتها وتعقيداتها، بحصادها وبيادرها، وبالفقد الذي فيها. يفرح لفرح الناس، يتألّم لآلامهم. هو ذاته في مسيرة الحياة يفوز هنا وتكون كبوة هناك، يبتسم مزهراً هنا وينطوي متأثّراً حزيناً هناك، وفي كلّ أحواله يكون متمسّكاً بوجوب الإستمرار، بوجوب الإنتصار للحياة، وبإعزاز العِلم ـ سفينةِ النجاة.
بمناسبة اليوبيل الفضّي لأوّل مجموعاته الشعريّة كنتُ بكلمة إلى جانبه مع المطران الراحل يوسف حتي، ومع الإمام تاج الدين الهلالي، الذي أدعو له بالعمر المديد، بالأمان والعافية. وبمناسبة اليوبيل الذهبي لا أزال إلى جانبه بحضور الجمع ـ أهلِ الكلمة والفنّ والثقافة والعلوم. وكما تمنّى لي شاعر الغربة الطويلة أن نكون معاً أيضاً بمناسبة اليوبيل الماسي، وهي أمنية طموحة بحقّ، وأنا فرحتُ بها عندما قالها لي قبل أيّام، لا يسعني إلاّ أن أكون على هديه في الطموح والتفاؤل، أن نكون جميعاً معاً في اليوبيل الماسي لصديقي الشاعر المعطاء والمبدع شربل بعيني، وهو بالعنفوان ذاته والغزارة الإنتاجيّة ذاتها والوفاء ذاته للإنسان وأمّنا الطبيعة الغنّاء، وليس ذلك على الإرادة التي لا تعرف الفتور يوماً إلاّ باليسير وليس أبداً بالعسير.
وبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الصديقات والأصدقاء في "لقاء الأربعاء" سلام الورود عليكم، سلام الأريج الفوّاح، والشكر الجزيل لإصغائكم.
**
كلّ الحقّ على الطليان
أعرف مقداري عند صديق الغربة الطويلة الشاعر شربل بعيني، وهو الذي أفرد لي حصّة خلال يوبيله الشعري الفضّي ثمّ الذهبي ـ وعقبال اليوبيل الماسي يا شربل، ونكون معاً، بعدُ، من مجمل الأحياء ـ ويقدّر عالياً نثري، وشعري الفصيح النثري.
وفي سنة 1993 كانت ولادة قصيدته العاميّة "قرف"، ألقاها في حفل لجمعيّة بنت جبيل في أستراليا زمان رئّيسها الأسبق المرحوم د. خليل مصطفى، لم يبق فيها ولم يذر، وقوطعت بالتصفيق مرّات، ومنها:
".. بْلادِي اللِّي غَنَّاهَا الطَّيْرْ \ لَيشْ غِرْقَانِه بِدْمُوعَا؟! \\ بْتُوقَعْ كِلّ مَا تْجِدّ السَّيْرْ \ وْبِتْفَشْكِلْنَا بِوْقُوعَا \\ حَرْقُوا الْجَامِعْ.. حَرْقُوا الدَّيْرْ \ وْخَنْقُوا الْكِلْمِه الْمَسْمُوعَه \\ وْرِكْبُوهَا مَلْيُونْ "زْبَيْرْ" \ وْهِيِّي تَحْتُنْ مَوْجُوعَه..".
".. شُو رْبِحْنَا مِنْ حَرْب سْنِينْ؟! \ كِذّاب الْـ بِيقُول الْعَكْسْ: \\ رْبِحْنَا أَطْفَال مْسَاكِينْ \ مَا شَافُوا بِعْيُونُنْ شَمْسْ \\ رْبِحْنَا إِخْوِه مَلْجُومِينْ \ خِصْيُوهُنْ بِـ كِلْمِةْ "هِسّْ" \\ رْبِحْنَا أَحْزَاب دْكَاكِينْ \ بِتْقَتِّلْ أَعْضَاءَا بَسّْ \\ رْبِحْنَا كِتَّابْ مْلاعِينْ \ عَاشُوا عَ الْقَبْض وْعَ الدَّسّْ \\ رْبِحْنَا الدِّينْ الْـ مَنُّو دِينْ \ الْـ تَاجَرْ بِاللِّفْت وْبِالْخَسّْ \\ رْبِحْنَا حُكَّامْ شْيَاطِينْ \ لَوْ مِتْنَا مُشْ رَحْ بِتْحِسّْ \\ كَبْسُونَا طُون وْسَرْدِينْ \ وِالْعُلْبِه سَمُّوهَا حَبْسْ..".
إلى آخره من قصيدة طويلة يجول فيها ويصول، قاطعاً رؤوس الجميع ممّن خرّبوا اقتصاديّاً، إجتماعيّاً، سياسيّاً، عسكريّاً، عائليّاً. وجاوبته من جنسه في جريدة البيرق ـ "سيدني ـ 1993" تحت عنوان "طليان". ويبدو أنّ "جوابي" لاقى قبوله، فاتّصل بي وقال، وهو الذي طالما احتفى بأشعاري النثريّة التي صدرت أيضاً في أكثر من بلد عربي، ولاقت قبولاً، ومتفاجئاً أنّي أقول الشعر العاميّ الموزون، وفي رأيه أنّ الشاعر هو بما يجيد من الأوزان أيضاً: "اليوم عرفت يا شوقي أنّك شاعر". وضحكتُ عالياً وهو ضحك عالياً.
والقصيدة هي: 1 ـ "صارتْ قصّتنا قصّه \ عا كلّ شَفّه وكلّ لسانْ \\ والغصّه بعدا غصّه \ من يوم الـ كنّا بلبنان \\ يوحنّا ما لُو خِصّه \ ومحسن داير عَ النّسوان \\ قصّوا الشجره من نصّا \ وقالوا بالتمّ المليانْ \\ هيدي شغله من بّرَّا \ عِملوها بوم وغربان \ وْطلع الحقّ عْلَى الطّليانْ"!. 2 ـ "يا شربل خَفِّفْ عنَّكْ \ ما تْعِيدا كلمة قرفانْ \\ شو بدّن منّي ومنَّكْ \ أسياد الحُكم بلبنانْ \\ عَ طول يْبَيِّنْ سنَّكْ \ عُمرَك ما تغفَى زعلانْ \\ وانْ هجمولَك عَ قِنَّكْ \ وما خلّوا قِرقَه وْصِيصَانْ \\ قِلُّنْ بِالتِّم الْملْيَانْ \ واللـه عِمْلوها الطِّليانْ"!. 3 ـ "والطّاحونِه الْـ عَمْ بِتْعِنّْ \ سامِعهَا ربّ الأكوانْ \\ مِنْقُولاَ عَ رُمح وْسِنّْ \ نحنا الأبطال بْلُبنانْ \\ في عِنَّا شْعِير وْكِرْسَنّ \ وْعَمْ نطْحَنْ صَخْر الصّوّانْ \\ والطّاحُونِه ما بِتْكِنّْ \ إِلاَّ عَ لَحم الأبْدَانْ \\ بَين الإِنْس وبَين الجِنّ \ صرنا مَسْخرةِ الأَزْمَانْ \\ يا زَعامِه وْيا أخيارْ \ بِتْبِيعُونا الْفِجل خْيَارْ \ وْبتْقولوا: شَغْلِة طِلْيَانْ"!. 4 ـ "يا ستّار ويا لَطِيفْ \ عَ الجِرْدَون وعَ السّعْدَانْ \\ عِنّا سِيفْ وْعنّا لِيفْ \ وما عرفنا نخلق إنسانْ \\ من بَرّا مْوَلّف توليفْ \ ومن جُوَّا زفت وْقطرانْ \\ بينْ الْخِسِّه والتّزْيِيفْ \ ضاعوا عْيارات الميزانْ \\ البُطل بْيِمْشِي مِتْل نْضِيفْ \ العدل مْطَيْشَرْ بالبلدانْ \\ وكلّ خْرَيِّطْ وِخْرَيْطَانْ \ يْقِلَّكْ: حَقّك عَ الطّلْيَانْ". 5 ـ "وما دام الخَوْخَه بِتْصِيرْ \ أَكبَر منْ كُوز الرّمّانْ \\ وِالْعَنْزِه السّودَا بِتْطِيرْ \ فَوق رْبُوعَك يا لُبْنَان \\ شعْبَك رَحْ يِبْقَى تِعْتِيرْ \ الْحاكِم لَوْ أَيّاً مَنْ كَانْ \\ خنزير مْسنسَل خنزيرْ \ أو دِيبْ الغابِه الفلْتَانْ \\ الشّعب اللّي عقلو جنزير \ حطّلّوا قَشّ وبلاّنْ \\ بِتْقِلّلُو سِر الحرْمانْ \ إِقْطاعِي وإبن فليتانْ \ عم بيتاجر بالأديانْ \ ما بْيِفْهَم إِلاَّ الطّليانْ". 6 ـ "يا شربل رح بختِمها \ عقلي من القصّه تلفانْ \\ لكن مش رح إكتِمْهَا \ كلمه أَقْوى من بركانْ \\ بدَّك تِشْتِمْهَا اشْتِمْهَا \ أُمِّه بْيِحْكِمْها الْخصْيَانْ \\ لكن ما تقِلّلي بلبنانْ \ خِربِتْ، عِمْرِتْ، طلْعِتْ، نِزْلِتْ \ كلّ الْحَقّ عْلَى الطِّليانْ"!.
وكلّ جميل منّي هديه للشاعر شربل بعيني الذي أتذكّر، وأتذكّر قصيدة "قرف" ووحيها قصيدة "طليان"، والزمان ـ لبنان يبلغ الحضيض، على كلّ صعيد، ولا يزال يغرق، بعدُ، بحكّام فاسدين، ظالمين، لصوص، وقتلة من كلّ ملّة أو طائفة أو مذهب أو دين.
**
عصابات وبس
مسرحية جديدة لطلاب معهد سيدة لبنان
ستعرض في الثامن والعشرين من الشهر الجاري (حزيران) على مسرح كنيسة سيدة لبنان، مسرحية "عصابات وبس" التي الفها وأخرجها الشاعر شربل بعيني، ويمثل ادوارها أكثر من 300 طالب وطالبة من الصفوف الخامسة والسادسة الابتدائية، وكما هو معروف، فمعهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك، الذي ترأسه الام ايرين بو غصن، يعتبر الاول في هذا المضمار الفني الخلاق، الذي يزرع لغتنا الأم على السنة فلذات أكبادنا، ويحببهم بها، ويرفد القراءة والكتابة بالتكلم، الذي هو أهم عامل لتقريب اللغة العربية من عقول صغارنا، خاصة وانهم يعيشون في غربة، كل من فيها وما فيها، ينطق الانكليزية.
تبدأ المسرحية بنشرة للأخبار، يأتون فيها على ذكر الحاكم العام في ولاية نيو ساوث ويلز السيدة ماري بشير، ورئيس ولاية فيكتوريا السيد ستيف براكس، دون أن يذكروا أنهما من أصل لبناني، ولكنهم ما أن أتوا على ذكر العصابات التي تفتك بالمجتمع، حتى أعلنوا أنها لبنانية، هنا، تبدأ القصة، وتبدأ المناقشات والاحتجاجات، منهم من رفض الاتهام رفضاً قاطعاً، كرئيس تحرير جريدة النور المهجرية، الذي طرد من مكتب وزير البوليس بسبب احتجاجه على الصاق تهمة القتل والسرقة بجاليته اللبنانية.
وإليكم بعض ما دار من حوار داخل مكتب جريدة النور:
ـ لازِمْ نِتْحَرَّكْ.. تَلِفُوناتْ النَّاسْ نَازْلِه مِتْل الشِّتِي عَ مَكْتَب الْجَرِيدِه.. وْأَنَا كَرَئيسْ تَحْرِيرْ مُشْ رَحْ إِسْكُتْ.. شُو مَا صَارْ يْصِيرْ.. كَرَامِةْ شَعِبْنَا بِالدَّقْ.. قَالْ عِصَابَاتْ لِبْنَانِيِّي قَالْ.. الأَزْعَرْ مَا إِلُو وَطَنْ.. وَطَنُو الْحَبْسْ..
ـ يِسْلَمْ تِمَّكْ يَا رَئيس التَّحْرِيرْ.. كِلّ إِيَّامَكْ إِمَّا وْبَيَّا.. وْمَا فِي مَرَّه إِلاَّ مَا بْتِرْفَعْ رَاسْنَا..
ـ بَدِّي يَاكُنْ تِكِتْبُوا.. وتْتَرِجْمُوا كِلّ كِلْمِهْ تَا نْوَدِّيهَا لْوَزِيرْ الْبُولِيسْ.. الْحَالِه مَا عَادِتْ تِنْطَاقْ..
ـ كِلّ مَاشِي وِالتَّانِي بْيِلِزْقُونَا تِهْمِه.. سَاعَه اللِّيبَنِيزْ بَاكْ.. سَاعَه اللِّبَنِيزْ غَانْغْ.. خَلّصُونَا بَقَى، هَـ الِبْلادْ بْلادْنَا.. وْنِحْنَا عِمَّرْنَاهَا.
ـ مَعَكْ حَقّْ.. مَا فِي بِنَايِه بْتِتْعَمَّرْ إِلاَّ وْبِيكُونْ صَاحِبَا لِبْنَانِي.. إِي أَللَّـه وَكِيلَكْ مَا بِتْشُوفُنْ إِلاَّ عَمْ بِيسَمُّوا هَالبِنَايَاتْ عَ أْسَامِي نِسْوَانُنْ: بنايِةْ أَمِيرَه.. بِنَايِةْ سَمِيرَه.. بِنَايِةْ حَيَاةْ.. بِنَايِةْ نَجَاةْ.. وْبَسّ تِنْبَاعْ الْبِنَايِه بْتِطْلَعْ الصَّرْخَه. أَمِيرَه تَرْكِتْ جَوْزَا.. وْسَمِيرَه هَرْبِتْ مَعْ جَارَا.. وْحَيَاةْ انْقَطْعِتْ خْبَارَا.. وْنَجَاةْ يِقْطَعْ بْدَارَا..
تتكلّم المسرحية أيضاً عن امرأة أرملة تدعى أم يوسف، عملت المستحيل من أجل تنشئة ابنها الوحيد تنشئة صالحة، ومع ذلك نجد ان ابنها قد شذ عن طريق الفضيلة، وتاه في طرق تهريب المخدرات وبيعها وتعاطيها، وعندما بدأ الشك بتصرفات ابنها يتلاعب بها، قررت الانتقام منه، وكان انتقاماً مؤلماً للغاية، وهذا ما سنتركه مفاجأة لكل من سيحضر المسرحية.
تعالج المسرحية المشاكل العائلية التي أدت الى حالة الضياع التي يعيشها الشباب المغترب، وتحمّل المسؤولية للعائلة، فإذا تفككت تفكك المجتمع، واذا اتحدت اتحد المجتمع، وتمسّك الأطفال بالحياة العائلية أكثر فأكثر.
ونحن في مجلة (أميرة)، نهنىء أطفالنا في معهد سيدة لبنان، على تمسكهم بلغتهم الأم، وعلى اندفاعهم لتعلمها والتكلم بها، كما نشكر راهبات العائلة المقدسة، وخاصة الأم ايرين بو غصن، على تشجيع المسرح الطفولي في أستراليا، الذي لولا معهدهن لكان من سابع المستحيلات، كما نسأل الله ان يطيل بعمر زميلنا العزيز شربل بعيني، الذي تحدّى المثل القائل: "قاضي الولاد شنق حالو".
وإلى اللقاء في الثامن والعشرين من شهر حزيران 2002، الساعة السابعة والنصف تماماً، لحضور مسرحية "عصابات وبس".
مجلة أميرة ـ العدد 29 ـ حزيران 2002
**
موسوعة شربل بعيني بأقلامهم
شربل بعيني شاعر بالعامية والفصحى ـ من أصل لبناني يعيش في سيدني ـ أستراليا منذ عقود ـ ولا كلمة فيه إلاّ وهي مسجّلة ورقيّاً والكترونيّاً في عشرات المنشورات، ولا أعرف شخصاً، لا في أستراليا ولا في العالم، من وثّق حياته كما إبن مجدليّا ـ شمال لبنان الشاعر شربل بعيني.
أخيراً صدرت، ودفعة واحدة، "10 كتب" من القطع الوسط، ولا يقلّ حجم أحدها عن 330 صفحة، بعنوان "شربل بعيني.. بأقلامهم" تضمّ كلّ ما كُتِب في الشاعر، ومن الذين كتبوا الشاعر محمّد مهدي الجواهري، الشاعر نزار قبّاني، الشاعر عبد الوهّاب البيّاتي، د. رفعت السعيد، الشاعر محمّد الشرفي..
أمّا الأستاذ الذي جمع ووضّب وطبع عبر السنوات تحت عنوان "شربل بعيني .. بأقلامهم" هو الراحل الأستاذ كلارك بعيني قريب الشاعر شربل بعيني الذي بدوره جمع ما صدر في "سِفر" من 10 أجزاء.
العمر المديد للصديق في مركب الغربة الطويلة الشاعر شربل بعيني وبالنجاح الأكيد دائماً.
**
("شربل بعيني صوت لبنان الأمين" للشاعر مروان كسّاب).
الأرواح تختلف وتأتلف، وتقترب وتبتعد، ودائماً هي الحياة.. وتبعات جمّة لكلٍّ من حالاتها في المسيرة نحو المستقبل الذي سيسود فيه الحبّ، أليس هو الحبّ هدف الحياة والوعي الإنساني هو إلى السلام والتقدّم؟. وها هو الشاعر د. مروان كسّاب "قاضي الزجل"، بتعبير الشاعرة د. بهيّة أبو حمد، بيننا في "مركب الغربة الطويلة" ـ سيدني ـ أستراليا ـ بتعبير الشاعر شربل بعيني، وها هو الشاعر شربل بعيني ذاته الذي يستمرّ في ميدان الشعر منذ أكثر من نصف قرن ولا تزال روحه وثّابة شِعراً، كما منذ البدء، أيضاً هو بيننا بكلّ حضوره وبكلّ جناحيه الكبيرين.
التقى القلبان كما يجب على إسم "العاميّة اللبنانيّة"، وفي آن "الفصحى العربيّة"، وإجتمعا على إسم الصداقة، ومن ثمرات شجرة الإئتلاف هذه مجموعة الشاعر د. مروان كسّاب بعنوان: "شربل بعيني صوت لبنان الأمين" ـ عن موقع "الغربة الإعلامي" ـ سيدني ـ والعنوان يشي بما يشي من تقدير وإعجاب بالشاعر شربل، وهو يقول فيه: "شربل ما عندو مطارح ولا ظروف \ وبيشوف إشيا غير منشافي \ يمكن خيالو بالسما مسقوف \ والأرض مفرش خاطرو الدافي".
والمجموعة بالشاعر شربل بعيني قطعاً هي بنت فكرة ذكيّة، هي باقة من نصوص رسائل بريديّة الكترونيّة وتعليقات فايسبوكيّة شعريّة وقصائد مناسباتيّة ومحاورات زجليّة ـ 194 صفحة من القطع الوسط ـ حوّمت فيها أسماء كريمة منها التي فارقتنا إلى الأبديّة ـ الشاعر الراحل روميو عويس ـ ومنها التي تستمرّ وندعو لها بالحياة المديدة صادحة بالشعر: الشاعر جورج منصور، الشاعر طوني رزق والشاعر يوسف جبرين، إخوان الصفاء.
حين يطلّ شربل بعيني ذاته في المجموعة ها هو يستقبل حمام السلام بقرينه واليد الممدودة بأختها والكلمة الطيّبة بصنوتها.. ويقول للشاعر د. مروان كسّاب: "رح حلّفك تبقى صديقي بغربتي \ وغير هيك يا مروان مش رح حلّفك".
وأخيراً: تحيّة لمعهد الأبجديّة ـ جبيل بعيده الواحد والثلاثين، وتحيّة له أن يمنح جائزة شربل بعيني لعام 2023 للشاعر د. مروان كسّاب بمناسبة مجموعته "شربل بعيني صوت لبنان الأمين" على أمل أن تكون هذه المناسبة وإصدار هذه المجموعة فاتحة قولاً وعملاً لإتّساع دائرة الإئتلاف، لتضمّ بحضنها الدافئ كلّ شعراء العاميّة والزجل اللبناني تحديداً في هذا المقلب الآخر من الأرض ـ أستراليا، وأن يرتقي الجميع إلى الأرقى والأجمل، ألم يقل السيّد في عليائه: "وأمّا أنا فأقول لكم.." إلى ختام الآية السامية في التسامح، الغفران والمحبّة؟.
تهنئة للدكتور مروان بالجائزة وبالمجموعة.
تهنئة للشاعر شربل بهذا الحبّ الغامر من أبناء جاليتنا اللبنانيّة والعربيّة،
والتحيّة لعمود خيمة مناسبات شربل بعيني الأدبيّة والثقافيّة ـ بيت شربل بعيني الأدبي والثقافي ـ عرّيفاً دائماً وهو الشاعر د. علي بزّي،
والشكر الجزيل لإصغائكم.
**
شربل بعيني حبّ وضوء
شربل بعيني شاعر بالعاميّة والفصحى ـ من أصل لبناني يعيش في سيدني ـ أستراليا ـ منذ عقود. ولا كلمة فيه إلاّ وهي مسجّلة.. ولا أعرف شخصيّاً شاعراً أو أديباً من وثّق حياته في حياته كما فعل إبن مجدليّا ـ شمال لبنان ـ الشاعر شربل بعيني.
وأخيراً صدرت له، ودفعة واحدة، “10 كتب” من القطع الوسط، ولا يقلّ حجم أحدها عن 330 صفحة، بعنوان “شربل بعيني.. بأقلامهم” تضمّ كلّ ما كُتِب في الشاعر، ومن الذين كتبوا ـ وهم كثر ـ الشاعر محمّد مهدي الجواهري، الشاعر نزار قبّاني، الشاعر عبد الوهّاب البيّاتي، د. رفعت السعيد، الشاعر محمّد الشرفي..
أمّا الأستاذ الذي جمع ووضّب وطبع عبر السنوات تحت عنوان “شربل بعيني .. بأقلامهم” هو الراحل الأستاذ كلارك بعيني إبن عمّة الشاعر شربل بعيني الذي بدوره جمع ما صدر أخيراً في “سِفر” من 10 أجزاء.
وفي ما يلي بأقلام الحبّ والضوء:
1 ـ “يا شربل ماذا فعلت بأخيك؟ أما كفاك كلّ الشوق القديم، والحبّ المعتّق مثل نبيذ يزداد حلاوة كلّما مضى عليه الزمن؟. أما كفاك كلّ ما كان، فتجدّد الشوق وتفجّر أشجار الحب وتجعلني مصلوباً بين فكيّ كسّارة البندق أشتاق إليكم وأعشق سيدني؟. “وما حبّ الديار شغفن قلبي \ ولكن حبّ من سكن الديار”. وأتمسّك بمعركتي في مصر كطوق نجاة، وأظلّ معلّقاً بين الشوق والطموح، العشق للأصدقاء والعشق للوطن، وأنت تضع الملح القاسي في الجرح الدامي، فكفاك كفاك يا متعب”.
ـ الكاتب والمناضل المصري د. رفعت السعيد.
2ـ “شربل بعيني أحبّ الشِعر بإخلاص فأحبّه الشعراء بإخلاص. شاعرغنّى وجدانه كلمة فأرقص الأرواح وأبكى الملوك. كتب بالفصحى وبالعاميّة فأغنى بذهب الكلام، وعشقته حكايات ما قبل النوم، وكاغاه جمال هدوء المهد شربل بعيني بإختصار شاعر الشعراء فيه وله ومنه أقول: يا شعر خلّي بالشعر عيني \ تنقل من جنينه على جنينه \ شربل قطف عنقود وجدانو \ من كرم الله والعنب زيني \ وصارالحلم يدلف ع حيطانو \ حكايات رجح مجدها العينه \ ووقف بوجّ الموت انسانو \ تاصار شعرو عالعمر دينه \ شربك بعيني الشِعر خيطانو \ وما انفكّ الاّ بشربل بعيني”.
ـ الشاعر السوري اياد قحوش.
3 “بدك الجنّه؟ \ فوت \ وبالشعر غنّي \ بيروت.. \ صوره .. تذكرك عنّي \ فيها الشعر مجنون .. \ جني \ وفز من حفة الفانوس .. \ يا بيروت \ قال تمني .. \ وشو بدّك بعد تتمني؟ \ إنتي سما للشعر يا بيروت .. \ وشربل بعيني \ متل “بطرس” صار \ حامل مفاتيح هالجنّه”.
ـ الشاعر الزجلي اللبناني جون رعد.
4 “شربل بعيني ذَوْق عا حلّو \ للنثر هوّي وللشِعر كلّو \ همّو الكبير يخلّد الشعّار \ انشالله اللي متلو كبار لا يقلّو \ عندي انسمى من خيرة الشطّار \ الما بيفهموه من الدني يفلّو \ تعوّدت دقلّو بكلّ نهار \ انصدفتْ شي يوم نسيت إني دقّ \ الهاتف بيقللي قوم دقلّو”.
ـ صاحب “الديوان الملكي” الشاعر عصام ملكي.
5 ـ “أهتمُّ لحديثه واستمتعُ في الجلوس معه منذ أن عرفته إلى يومنا هذا، فقد أدركتُه على خلقٍ كبير، ثاقب الرّأي، مستنير الرؤية، ضليع اللغة، لبق الحديث، صحيح اللسان، لا ينطق إلّا في خير الناس. عاش ما مضى من حياته بضمير مستقيم، فكان ولم يزل نظيف اليد، عفيف الكلمة، رافضًا بيع كلمته أو تأجير قلمه.. ولم يكن يومًا متواجدًا في سوق بائعي الضمائر ومزوّري الحقائق. يقرأ في كلّ الاتجهات من يسارها إلى يمينها، عميق الإيمان، يدبّ على الأرض ليوزّع إيثارًا من ثقافته وروحانيّته على الوجوه الناظرة. ومَن منّا لا ينشرح صدره حين يُلاقي حكيمًا شيّبَه الكبر وبيّضَ شَعرَه بهذه الخصال الحميدة؟. أوَليس الكثير منّا يخلع عنه عبء الحياة حينما يكون أمام هكذا نموذج ترتاح إليه النفس وتهدأ باحاديثه. هو طرازٌ فريدٌ من الناس، له وفرة مذهلة في العطاء، ضحكته تتّسع للجميع، محبته تحتضن الجميع أيضًا، يقرن الأقوال بالاعمال، يجزلُ العطاء في تخفٍ واتضاع، فيما هو يحضّ الناس على شكر الله ـ أب الجميع ومصدر كلّ عطاء وبركة ـ كما عهدتُ فيه يدًا بيضاء ممدودة لمصافحة الصغير والكبير ومساعدة الغريب والقريب.. مؤمنًا بالإنسان على تنوّعه، يحبّ الناس ويعشق الخير لهم.
ـ الأديب الأب يوسف الجزراوي.
6 “بالواقع أن شربل بعيني، في كلّ ما كتب، كان ثائراً شجاعاً، داعياً الى التغيير، وتجاوز العقليات السائدة والتقاليد الجامدة. ففي الغزل الإباحي اضطرّ بعض النقّاد الى الإستعانة بمار شربل مخلوف على شربل بعيني، وفي الشعر الوطني كان غرباله لا يرحم زعيماً ولا مسؤولاً ولا اقطاعيّاً، وفي شعره الصوفي ثار على رجال الدّين ممّن حوّلوا العبادة الى مهنة للارتزاق والتعيّش.. وثار على الأساطير والخرافات الدينية التي مسخت الإنسان المؤمن وقوّضت إمكاناته وقدراته على الإقلاع والتحرّر.
ـ الكاتب اللبناني ميشال حديّد.
وللشاعر شربل أن يفرد جناحيه بعد في عالم الكلمة الشاعريّة والتألّق الكثير والمتكاثر.
**
شربل بعيني و"الدنيا هيك"
شاعر الغربة الطويلة شربل بعيني هو من القلّة الذين تحتفظ بهم الذاكرة كريمةً مهما كان تباين في الفكر أو وجهات النظر. كنت ولا أزال أعتدّ بصداقته وحتى إنّي كتبت مرّة عن ذلك. شربل بعيني من القلّة التي تتناسى مرّات حتى النسيان، خلال عقود الصداقة. وفجأة وجهاً لوجه أراني قبل أسبوع تقريباً مع مقالة عمرها أكثر من 3 عقود. واضح ذلك من التاريخ. فضلاً أنّ الموضوع يرجع فعلاً إلى التسعينات من القرن الفائت ينشرني فيه الصديق العزيز شربل بيعيني نشراً، والغريب أنّي قرأت مقالته من الألف إلى الياء، كما يُقال، وفي آن لا تغادرني البسمة، فما هي المسألة؟ ربّما هو الماضي بكلّ مشاهده ومسرحياته وأفلامه، هو الماضي البعيد خصوصاً، ربّما لإعتقادي أنّي يوماً لم أفكّر أن أغيظ شربل بعيني إلى الدرجة التي تجلّت في ردّه الناري المشرقط الذي لا يبقي ولا يُذر، كما يُقال أيضاً
حقّاً لا أتذكّر مطلقاً إنّي يوماً قرأت هذا المقال، لو قرأته سيكون منّي ردّ حتماً، وربّما لا يقل شرقطة، وهذا ما لا حاجة، حينها، لنتائجه، وقد أهمّها خسارة صديق محبّ، ما ندمت يوماً على صداقة شربل طيلة أربعة عقود وأكثر، ولست الآن بوارد الردّ عليه بما كان، وخصوصاً أنّي حقّاً نسيته. لكنّي بوارد أن أقول له سامحك الله يا صديقي شربل وأبرأ ذمّتك دنيا وآخرة.
وفي ما يأتي ردّه على ما أغاظه أو أثاره، وكان قد ورد في زاوية أسبوعيّة كنت أكتبها لجريدة النهار ـ سيدني بعنوان: "الدنيا هيك"، كما كانت لي زاوية غيرها بعنوان "مسبحة الدرويش" وثالثة بعنوان "نافذة على البحر"، ومن الأخيرة صار كتاب بعنوان "على طريق بعيد":
"الدنيا هيك.. حتى ونحن أحياء؟، حقاً إنّ "الدنيا هيك"!، وإلا لما كانت الأمور تُقلب رأساً على عقب وتُقوّل الناس ما لم تقل. كان قد ورد في زاوية "الدنيا هيك" أن الجالية العربية عرفت عادة توقيع الكتب من خلال الأديب جاد الحاج، ولمّا لم يكن هذا القول مطابقاً للواقع فقد رأينا أن من الأمانة أن نصحّح هذه المعلومة، وكان ذلك في الندوة التي أقامتها رابطة إحياء التراث العربي في 26/1/1992، إحتفاءً بصدور كتابي "مناجاة علي"، وكتاب "في رحلة مع القلم" للصحافي رودولف أبو خاطر والدكتور أنيس مرسي، وجاء في الكلمة: أراني مضطرّاً أن أصحّح ما جاء على لسان أحد الكتّاب في إحدى الصحف المحليّة حيث قال إن عادة توقيع الكتب عرفتها الجالية العربية من خلال أديب معيّن، لكن الكاتب وإن تناسى حفلات توقيع الكتب التي أقامتها الرابطة فليس من الأمانة أن يتناسى أن توقيع ذلك الكتاب بالذات جرى أيضاً في إحدى نشاطات الرابطة، فحبّذا لو أننا قبل أن نطلق الأحكام في أمر ما نشبعه درساً وبحثاً ذلك أن الكلمة التي تُنشر أو تُقال وتُذاع تُسجّل على صاحبها. وقد تستطيع أن تنافق مع الحقيقة والواقع وأن تخدع الى حين ولكن ليس كلّ حين. وتشاء الصدف أن أحتاج إلى مراجعة كتاب معيّن ـ كان قد استعاره الاستاذ مسلماني منّي مع كتابين آخرين ـ فاتصلت به "أستعجله" ردّ الكتاب للضرورة المذكورة، وأُفاجأ به يعاتبني عتاباً مريراً ويقول: "ولو! صرت بنظركم أحدهم"؟. وأوضحت للأستاذ مسلماني ما قلت في الندوة وردّدت له العبارة بالحرف وذكرت له إن أوّل كتاب عربي وقّع في أستراليا كان ديوان "الغربة الطويلة" للشاعر شربل بعيني وذلك في إحدى ندوات رابطة إحياء التراث العربي، كما أن الرابطة اشتركت بحفل توقيع كتاب "شربل بعيني بأقلامهم" للأستاذ كلارك بعيني في ملبورن، وكان لي شرف تمثيل الرابطة في ذلك الاحتفال، وكذلك وقّع الشاعر نعيم خوري ديوانه في إحدى ندوات الرابطة، حتى توقيع "الأخضر واليابس" كان في أمسية من الأمسيات التي أقامتها رابطة إحياء التراث العربي. وعلّل الأستاذ مسلماني قوله بأنّه كان يشير الى توقيع كتاب "دارج"، فأوضحنا له أن توقيع "الأخضر واليابس" كان قبل صدور "دارج" بأكثر من عام. ويبدو أن الأستاذ مسلماني، بالرغم ممّا أوضحت له عبر المكالمة الهاتفية المذكورة، أراد أن يضيف إلى الخطأ خطأ آخر، فهو وإن كان لم يحضر شخصيّاً الندوة المذكورة آنفاً، واكتفى بحضورها بالضمير الغائب ـ إعرابيّاً ـ فلست أدري بأي الضمائر ـ الإعرابيّة ـ قد استمع الى ما قلت له عبر الهاتف حيث فاجأنا "بتصويب" أقلّ ما يقال فيه إنه أسوأ من الخطأ المذكور. حيث جاء في "تصويبه" في زاوية "الدنيا هيك" في العدد 738 ـ جريدة النهار الغرّاء الصادرة الخميس 20 شباط 1992 ـ ".. وكان قد ورد سابقاً في زاوية "الدنيا هيك" أن "الأديب جاد الحاج هو أوّل من قدّم فكرة حفل "توقيع كتاب" في أستراليا عندما قام بتوقيع كتابه "دارج" في محلّة "أشفيلد" تحت رعاية التجمّع الثقافي اللبناني ـ سيدني. الاستاذ كامل المرّ رئيس رابطة إحياء التراث العربي يرى غير ذلك قائلاً إن أوّل حفل توقيع كتاب أقامته رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا وليس أحد غيرها. والمصادفة أنها أقامت حفل التوقيع بمناسبة صدور رواية "الأخضر واليابس" التي كتبها أيضاً الاستاذ جاد الحاج. يبقى أن التصويب لم يتم عبر اتصال هاتفي أو شخصي بكاتب "الدنيا هيك" الذي يرحّب ممنوناً بكل معلومة تصل لديه. إذ ارتأى الاستاذ المرّ أن يعلن ذلك بمناسبة أدبية أقامتها الرابطة احتفاء بصدور كتابين جديدين للشاعر شربل بعيني ـ سيدني والأديبة نجاة فخري مرسي ـ مالبورن. "الدنيا هيك" تلفت إلى أن ما يرد فيها ليس في عصمة بل قابل للنقض أو التصحيح على أن يكون ذلك بروح الزمالة والمحبّة.. والإفادة من وراء القصد". إلى هنا انتهى كلام الاستاذ مسلماني الذي احتوى مرّة أخرى خطأ أعتبره مقصوداً و"تحريفاً مقصوداً" للحديث الهاتفي الذي لم يذكره. فالرابطة لم تقم حفل توقيع بمناسبة صدور "الأخضر واليابس"، وكانت المناسبة توزيع جائزة جبران خليل جبران على مستحقّيها للعام 1987، وبناء على طلب بعض الأصدقاء وافقت الرابطة على إدخال عرض كتاب "الأخضر واليابس" على البرنامج رغم معارضتي. وفي ردّه على رسالة الشاعر شربل بعيني في زاوية "الدنيا هيك" في جريدة النهار الغراء العدد 740 الصادر في 5/3/92، أصرّ الاستاذ مسلماني على الخطأ ذاته، وأضاف الى ذلك أن قوّلنا ما لم نقل، ونحن ما زلنا أحياء فكيف لو احتوانا القبر؟، حيث جاء على لسانه: ".. وسبق أن نشرتُ أيضاً ردّ الاستاذ كامل المرّ الذي يقول فيه إن أول "حفل توقيع" هو من صنع رابطة إحياء التراث العربي وليس غيرها، ذلك عندما وقّعتْ كتاب "الأخضر واليابس" الذي صدف أن كان أيضاً لجاد الحاج". لماذا يصرّ الاستاذ مسلماني على ارتكاب الخطأ ذاته أكثر من مرّة؟. في الحقيقة لست أدري، ربّما كان السبب في أنه يريد أن يردّ لجاد الحاج جميله، حيث قال إن شوقي مسلماني مشروع شاعر، فأساء الى نفسه والى الآخرين. وتبقى الحقيقة ان أوّل كتاب عربي وقّع في أستراليا هو ديوان "الغربة الطويلة" للشاعر شربل بعيني ـ العام 85، ثم تلاه توقيع كتاب "شربل بعيني بأقلامهم" للاستاذ كلارك بعيني، وديوان "قال صنين" للشاعر نعيم خوري ـ العام 86، خلافاً لما يريد الاستاذ مسلماني متوافقاً مع الحقيقة والواقع لأن المحبّة التي لا تستند الى الحقيقة هي محبة زائفة.
ـ النهار، العدد 741، 12/3/1992