إيلي شعنين: كتابك مجانين هو الدواء


إبن عمة الشاعر شربل بعيني 
وصهر صاحب هذه الموسوعة المرحوم كلارك بعيني


إبن خالنا العزيز شربل

   إنني وزوجتي لويز، نأمل أن نراك دوماً وأبداً تعانق النجوم، وأنت في ذروة مجدك، ونشكرك جزيل الشكر على الكتب التي أرسلتها لنا: "مجانين" و"من كل ذقن شعرة".

   نسخة من كتبك "مجانين" ذهبت الى الصديق جوزيف جرجس اليموني من بلدة برسا، وهو معجب بك بشكل غريب، تراه عندما يقرأ شيئاً من كتابك "مجانين" يقشعر بدنه، ولسان حاله يقول: "ألله يحرس هالشب". وكم هو فخور بك كونك ابن وطنه.

   أخبرك أيضاً، أن صديقاً مثقفاً، زارني منذ أسبوع وتصفّح "مجانين"، وفي نفس الوقت تصفّح كتاباً لأحد كتّابنا في أستراليا، فقال:

ـ هذا الكتاب أشتريه بدولار واحد، أما "مجانين" فأشتريه بخمسة عشر دولاراً.

   إن كتبك إجمالاً، وآخرها "الغربة الطويلة" غاية في الروعة، وقد زدتها روعة بكتابك "مجانين" الذي يؤثّر على الحجر اللبناني، فكم بالأحرى على البشر. وخاصة في وقتنا هذا، حيث أنه يشرح ويعبّر عن الوضع اللبناني الحالي، ويصوّر الحقيقة التي يعيشها مل لبناني أينما كان.

   قد ينتقدك البعض على جرأتك وصراحتك، فهؤلاء يحملون اسم كتابك "مجانين"، لكن القسم الأكبر يهتف باسمك، ويصفّق لك، حيث أن كتابة من هذا النوع قد أدّت في الماضي الى توعية وتحرير شعوب كثيرة، وهناك تواريخ تشهد على ذلك.

   نعتقد أن "مجانين" هو الدواء الذي يقضي على الفتور في دم الوطنية، وينبّه الضمير لمن له ضمير، إنه يلقّن الكثير من اللبنانيين درساً في محبة الوطن الأم، ومسقط رأسهم لبنان. 

   هذه المحبة النادرة في هذه الأيام تشد قراءك إليك أكثر فأكثر، مما يدفعنا الى التساؤل عن صحة كلمة واحدة من كل الكتاب وهي "الكنت" صفحة 32، من كتابك "مجانين" حيث تقول:

ـ لبنان الكنت حبّو!

   بالرغم من أن لبنان الذي كنت تحب قد احترق، تعلقك به كمسقط رأسك، بصرف النظر عن الوضع الحالي، وعن المراحل الصعبة التي يمر بها هذا الوطن الحبيب بسبب نواطيره وغيرهم من "المجانين" كما تسميهم، وصدقت، لا تزال، يا عزيزنا شربل، تحب كثيراً، وكتابك يدل على ذلك.

   نتمنى لوطننا الشفاء العاجل، والتخلص من أزمته التي تؤلمك جداً، وألمك هذا دفعك أن تخاطر وتقجّر على صفحات "مجانين" آراءك وأفكارك الجريئة، التي لا يجسر أحد غيرك على قولها، والتي تدل على أنك لا تزال تحب لبنان بالرغم من مرضه، وسوف تحبّه طوال حياتك.

ملاحظة: أعجبنا كتابك "مجانين" كثيراً، ونال إعجاب العديد من أصدقائنا. إنه لتحفة شعرية واقعية.

ملبورن في 25 حزيران 1986

**