![]() |
سياسي وأديب وباحث لبناني |
صديقي العزيز شربل.
اكملت قراءة كتابك "حياتي من القلم والالم".
عادة تستغرق قراءة الكتاب عندي يوماً او يومين على أبعد تقدير، ولكن كتابك اخذ مني وقتاً إضافياً لأنني حاولت أن اقرأ بين السطور ما لم تشأ ان تكتبه مباشرة، وذلك لتوفير الوقت.
ملاحظتي الأولى هي أن حياتك كانت كلها نضالاً وتحدياً. طفولتك كانت ألماً وقهرا، ثورة وانتفاضة، تصميماً ونجاحاً لم يكتمل في الوطن. لقد تأثرت بهذه الحقبة من حياتك أشد التأثير لأنها تشبه نشأتي إلى حدّ بعيد. وسترى ذلك بنفسك عندما يصلك كتابي الاخير "سيرتي، تاريخ وعبر" وتقرأه.
بعدها جاءت الاحداث اللبنانية واضطرارك للهجرة إلى استراليا والابتعاد عن اعزّ ما عندك ، الوالدة والوالد، مجدليا واهلها الطيبين الذين احببتهم واحبوك، الكتابة واعتلاء المنابر "الثورية" وتعرضك للتهديد والوعيد و"سدّ البوز" المستحيل.
كيف شققت طريقك في بلاد الاغتراب. وكيف حققت حلم ابيك ببناء فيلا للوالدة بعد أن اجتمع الشمل.
عملك في مدرسة سيدة لبنان ومسيرتك مع الراهبات والطعن بالظهر.
مسرحياتك واشراكك لمئات الأطفال في العروض المسرحية السنوية الناجحة.
كتابة الشعر وتاليف الكتب ونشرها بالمجّان لتصل إلى أكبر عدد من المهتمين. فاجأني عدد الكتب الذي يمكن أن يصل الى المئة كتاب. هذه مكتبة بحد ذاتها.
التكريم والجوائز التي نلتها من جهات ثقافية وادبية ورسمية.
كل هذا يجعل من شربل بعيني، الشاعر والاديب، المثقف والمربي، المناضل والثائر على الظلم، عاشق الحرية، والأهم من كل هذا، شربل بعيني الانسان الانسان صاحب القلب الطيب والمحب. يحب كل الناس، بدءاً من اهل قريته مجدليا الذين بادلوه الحب ايضاً، وصولاً إلى كل من عرفهم حتى الذين اساؤوا اليه.
في نهاية الكتاب تتحدث عن الموت بلغة الفيلسوف، فالموت لا يرهبك لانه ليس النهاية بل انتقال إلى فضاء أرحب وارتقاء أعلى.
ادامك الله بصحة وعافية وعمر مديد بقدر ما يليق بك العمر.