![]() |
إعلامي فلسطيني مهجري فاز بجائزة شربل بعيني |
قدّمت راهبات العائلة المقدّسة في معهد سيدة لبنان مسرحية "عصابات وبس" من تأليف وإخراج الشاعر شربل بعيني.
تبدأ المسرحية بالنشيدين الأسترالي واللبناني وبمشهد للأطفال الممثلين وهم يستمعون لنشرة الأخبار.
وقد دار حوار خلال المسرحية حول المغتربين اللبنانيين الذين تبوّأوا مراكز عليا كحاكم نيو ساوث ويلز البروفيسورة ماري بشير، ورئيس حكومة ولاية فيكتوريا ستيف براكس، بينما أظهرت المسرحية الوجه الآخر لهؤلاء المغتربين الذي يتمثّل بحفنة من الشباب المنحرفين سلوكياً، والذين اعتبرهم الاعلام المحلي صورة رمزية عن الجالية ككل.
وتناولت المسرحيّة أيضاً قصة تهريب المخدرات، حيث سلّمت الأم ابنها لرجال الشرطة كون الجيل الأول يرفض ما يمارسه الجيل الثاني من هذه الناحية.
المسرحية هي رقم 13 للشاعر بعيني، الذي يتحفنا كل عام بمسرحيّة للأطفال لها رسالة هادفة، وهي، كما نرى، صور من المجتمع اللبناني في أستراليا، تعالج كل عام قضية معاصرة للجاية، وهذا العام عالجت قضية عصابات الشباب.
لقد تمكن البعيني من جمع 300 طفل وطفلة من أطفال المدرسة اللبنانية ليقوموا بعرض متكامل لمسرحية هادفة ذات رسالة خالدة، فالفن يلعب دوراً كبيراً في تعليم الأطفال، وفي بناء شخصياتهم، ويعلمهم اللغة العربية، واللغة هي أهم عنصر في الثقافة كونها تضم التقاليد والعادات.. ومثل هذه المسرحية تزرع في الأطفال منذ الصغر المبادىء المستقيمة والقيم الرفيعة، وتبعدهم عن التورط في الانحرافات السلوكية في المجتمع، وتدرس المسرحية في الصفوف حتى تجذّر فيهم الرسالة التي تحملها، والأكثر من هذا فهي تعطي الفرصة للأطفال اللبنانيين كي يعبّروا عن أنفسهم في المسرحية من خلال تمثيلها، وتعلّمهم بأساليب فنيّة ثقافية التراث اللبناني، والتأقلم بالمجتمع الأسترالي لتجمع من شخصياتهم حسنات الثقافة اللبنانية والأسترالية.
المسرحية عمل فني رفيع، ويجب أن يعاد تمثيلها في المدارس العربية الأخرى، إذ من الواضح أن الشاعر بعيني قد بذل فيها الجهد الضخم، وهي مسرحية فنيّة تثقيفية تعليمية ترفيهية.
إنها مسرحية تستحق العرض على باقي أطفال الجالية العربية واللبنانية في المدارس الأخرى. تحية الى البراعم الأطفال الذين جسّدوها على المسرح.
التلغراف، العدد 3891، 3/7/2002
**
مسرحية شارع اللبنانيين
أقامت مدرسة سيدة لبنان على خشبة مسرح قاعة سيدة لبنان المسرحية التاسعة للتلاميذ الاطفال في المدرسة بعنوان "شارع اللبنانيين"، حضرها عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية، يتقدمهم راعي الكنيسة المارونية المطران يوسف حتي، وراهبات العائلة المقدسة، وعضوان في مجلس بلدية باراماتا السيد جو بركات والسيد طوني عيسى، والمفوض لدى هيئة الشؤون الإثنية جايمس واكيم، ورئيس الجامعة اللبنانية الثقافية جو بعيني.
المسرحية من تأليف واخراج الاستاذ في المدرسة شربل بعيني، ومن تمثيل التلاميذ فيها.
وألقت رئيسة المدرسة الأخت إيرين بو غصن كلمة قالت فيها ان المسرحية تظهر مواهب الأطفال اللبنانيين في المدرسة، الوافرة العطاء، والواعدة للمستقبل، وهي من تأليف الشاعر شربل بعيني أول من خطّ مسرح الأطفال في المهجر، وزرع في نفوسهم محبة الوطن لبنان.
في المسرحية مشاهد من حياة اللبنانيين، مثل الحديث عن الأمن في الماضي، وكيف كان السكان يضعون ثمن الحليب على باب المنزل دون أن يسرق، والآن يسرقون صاحب المنزل وهو نائم.
وهناك مشهد طنوس التنكليزي الذي يرشح نفسه في الانتخابات، وهو الشخص المنافق اللص الذي ينصب ويحتال.
وهناك مشهد السيدة التي تركها أولادها بعد أن مات والدهم، وراحوا يسرقون من أمهم ثمن فاتورة الكهرباء والماء، لممارسة الادمان وتعاطي الكحول والمخدرات.
ومن ضمن مشاهدها أيضاً المذيعة التي كل همها ان تصبح مشهورة ومعروفة رغم عدم تقاضيها اجرة عن العمل.
ومنظر آخر للمرأة التي تريد أن تجمع أبناء الشارع لاستقبال شقيقها العائد من لبنان في المطار. وترى فيها التركيز على الشكليات والمظاهر الفارغة.
والمشهد الذي يليه يدور حول حفلة زفاف، وبعد انتهاء المراسم في الكنيسة، يدب الخلاف بين عائلات العروسين وبينهما، ويكاد ينتهي بالطلاق بعد دقائق من عقد الزواج، مما يدفعهم الى دعوة الأب الكاهن للقدوم للمنزل الذي يقام فيه الاحتفال والقاء عظة عن الزواج حتى تلتئم الجراح ويعدلون عن رأيهم من الطلاق، ويرقص الجميع بفرح وسرور حتى ان الكاهن يرقص معهم.
وطوال المشاهد ترى بائع الذرة اللبناني المعبّر عن ضمير الشارع والبلد، المتواضع الصادق المخلص يرقص بعفوية ويراقب الأحداث في الشارع عن كثب.
وفي المشهد ألأخير نعرف أن طنوس التنكليزي المرشح النيابي المنافق هو الذي أقدم على قتل ابنه، ويتضح في النهاية أن بائع الذرة البسيط هو ضابط مباحث، كان متخفياً على شكل بائع من أجل البحث عن الحقيقة واحقاق القانون والقيم والأمن.
وهنا تبدو نهاية الخط الدرامي الذي يسير مع الأحداث، يتطور ويصل الى حبكة درامية او العقدة، لينتهي نهاية منطقية مفاجئة. أي انه تتوفر في المسرحية، رغم تواضعها الفني بتصميمها للأطفال، عناصر وحدة الزمان والمكان، اي الشارع اللبناني.
تتشابك أحداث المسرحية في بنيان درامي متماسك، والدليل على ذلك انها شدت انتباه المشاهدين بمتابعة أحداثها ووقائعها من أجل معرفة النهاية. وكانت بالفعل نهاية مفاجئة سعيدة، وعظة وتثقيف لأبناء الجالية، فالمسرحية، عموماً، هي عمل درامي فكاهي ساخر وهادف، تحتوي على كثير من الانتقادات اللاذعة لأساليب حياة اللبنانيين، مقترحة الاصلاحات البناءة من خلال الحوار والحركة على خشبة المسرح.
وقد أتقن بائع الذرة دوره بفنيّة عالية، واختياره للدور كان موفقاً، ولو ركز على تنمية مواهبه في المستقبل فقد يصبح ممثلاً مسرحياً.
أما الممثلون الصغار فكانوا كلهم كباراً وعظماء، حيث تقمّصوا دور أولياء الأمور في الجالية، ووضعوا آباءهم وامهاتهم على خشبة المسرح عراة من الناحية الاجتماعية، ليواجهوا أنفسهم، ويعرفوا أخطاءهم، ويصلحوا من أحوالهم.. وكانت فرصة نادرة أن يتعظ الآباء والأمهات من أبنائهم.
وكما قال مؤلف المسرحية الشاعر شربل بعيني قبل رفع الستار عنها، موجهاً كلامه للمشاهدين: انكم تعظون أولادكم طوال الأيام والآن عليكم أن تتعظوا من أولادكم.
شكراً للأطفال البراعم الذين أسهموا في تمثيل مسرحية عالية المستوى المهني، وتحية خاصة الى مؤلف مسرحيات الأطفال الشاعر شربل بعيني. فإن هذه الأجيال التي يزرع فيها بعيني حب الخير والجمال والحق والايمان والمحبة، من خلال عمله كأستاذ ومؤلف، فلا بد من أن تثمر.
تكلم في نهاية المسرحية المطران يوسف حتي، فشكر مدرسة راهبات العائلة المقدسة في سيدة لبنان، التي قامت بهذا العمل المبهج. وقال ان المدرسة هي أكبر مدرسة مارونية في بلاد الاغتراب إذ تضم 1100 تلميذ وتلميذة ومئة معلم ومعلمة، وقال انها فخر للطائفة المارونية الحبيبة والجالية اللبنانية العزيزة، وبوركت هذه الايادي التي صنعت هذا الصرح التعليمي.
التلغراف ـ 3/9/1997
**