![]() |
صاحب كتاب: كلمات سريعة عن شربل بعيني فاز بجائزة شربل بعيني |
كلمات الشاعر شربل فيها نسغ عبادة، رددها وأطلقها الى كل قلب ليغنّي في مواسم الربيع.
تسمع في شعره صوت الإزميل المتدفق بحنان ولهف.
في صوت الازميل يحيل كتلة الغربة ومآسيها الى ترنيمة عشق، تتكلم في صمت.
في شعره قطرات ندية من رحيق توزّع وتجسد قصيدة مضاءة ذات هندسة خطتها أنفاس الشاعر وهي تلهج بالحوار.
الشعر عنده لا موسم له، لا آنانية في أبعاده ومناخه.
الشعر عنده نفحة من سماوات، أو نبض من زلازل، أو رجفة تمجدها أمواج البحر على شفاه المنارة التي تشقى لتهدي وتشارك.
قصائده ليست ظاهرة فنيّة تمر بلا غيث، ولا وابل من لظى وحسب، بل هي حقيقة ملموسة تنقد وتتهجّم وتصارح وتفضح دون تشتيت وغموض.
انه يكتب هموم الجبل والسفح والوادي، وهو يستجيب لكل المؤثرات بفاعلية وتميّز، يفحص كل حدث، ويوجز كل خبر بإشراقة الانسان الواعي وإشراقة المتفائل.
هذا غيض من فيض يا شربل.. فالأقلام الثائرة الناقدة بهدف التصحيح هو ما نحتاجه في زمننا هذا.. فإلى مزيد من العطاء المستمر، طامعين إلى يوبيل ذهبي يكون به عصرنا الذهبي قد بدأ، وتصبح الحرية في بلادي كالخبز الذي نأكل والهواء الذي نتنشق.
لوحة جلدية:
بمعول فلاح وزنود عامل، ببندقية جندي وحربة مقاوم، ومع هؤلاء أم عطوف تحمل أطفال المستقبل.
وهناك على التلة تحت سنديانة عتيقة عجوز يستريح من عناء الماضي، جذوره ممتدة إلى الأعماق متشعبة بالأرض.
وعلى السفح الآخر أرزنا الخالد خلود الدهر، باسق حتى حدود الشمس.
وبين أولئك يقف شاعرنا شربل بعيني بيوبيله الفضي.
إنها لوحة جلدية صاغتها أنامل الفنان علي حبيب، ويقدمها للشاعر الدكتور خليل مصطفى رئيس جمعية أبناء بنت جبيل ممثلاً النوادي والجمعيات المشرفة على هذا المهرجان.
حبة تراب من مجدليا:
بوركت يا مجدليا، ومبارك هو ترابك.
حفنة من تراب مجدليا، أحضرتها خصيصاً كهدية الفنانة نجوى عاصي، لتقدمها لابن مجدليا البار الشاعر شربل بعيني.
يوبيل شربل بعيني الفضي 1993
**
مقدمة كتاب كلمات سريعة عن شربل بعيني
مقدمة كتاب كلمات سريعة عن شربل بعيني
جمعتنا الغربة، ولم تفرّقنا الأيام..
هذه هي حالي مع شربل بعيني الذي عرفته مذ وطأت قدماي أرض هذه البلاد المعطاءة: أستراليا.
فلقد جمعنا حب الوطن، كما جمعتنا آلام الغربة والحنين إلى بلد تآمر عليه بنوه، فانفجر، وتناثرت شظايا قاطنيه إلى أقطار المعمورة بحثاً عن وطن بديل، ولكن حبّه بقي محفوراً على شغاف القلب ومن الصعب أن يمحى حتى الرمق الأخير.
عرفت مجدليا من شربل، وعرف بنت جبيل من أبنائها، وأنا منهم، فإذا به يغنيها قائلاً:
بنت جبيل.. الأرض الخضرا
الخلقت بالعزّ وبالقدره
غنّيتلا غناني كتيره
تا داوي بالكلمه قهرا
يا جنوبي شي بوسه زغيره
شلحها فوق خدودا الحمرا
بحبا.. أوعا تفتح سيره
بعتلي مين يطفّي الجمره
ذكرت هذا لأخبركم عن مدى الصداقة التي تربطني بابن مجدليا، عائلياً، واجتماعياً، وثقافياً، وعن مدى معرفتي بخفاياه الإنسانية والشعرية. فأنا معجب بوطنيته وإنسانيته أكثر من إعجابي بشعره. وما نفع الشعر إذا فرغ من الوطنية والانسانية؟
قرأت معظم كتب شربل بعيني، التي تزيد على الخمسين مؤلفاً، واطلعت على مئات الكتب والمقالات والقصائد والتعليقات التي كتبت عنه في الصحف المهجرية والعربية والانترنت، ورحت أحتفظ بها بين أثمن ما أملك، إلى أن طرأت على بالي فكرة اختصار بعضها بعبارات سريعة أجمعها في كتاب، أطلقت عليه اسم: كلمات سريعة عن شربل بعيني.
قلت: بعضها، لأنه من الصعب جداً، لا بل من المستحيل، جمع كل ما كتب عن شربل، ولو بكلمات سريعة، ضمن كتاب واحد، لذلك أعتذر من كل الكتّاب الأحبة الذين لم أتمكن من اختيار (كلمة سريعة) لهم ضمن هذا الكتاب، على أمل أن أتمكن من ذلك في إصدار آخر بإذن الله.
وكما ترون، فلقد جمعت الكلمات وفق الأحرف الأبجدية التي يبدأ بها اسم الكاتب، فمثلاً تجدون اسم (علي بزي) تحت حرف (ع)، بغية تسهيل البحث عن أسماء من أحبوا أدب شربل بعيني.
وصدقوني ان هدفي الأول والأخير من جمع هذه (الكلمات)، هو مطالبتي الشاعر للعودة إلى عرشه الشعري، إلى مملكة الكلمة، بعد احتجابه اللامقنع، خاصة وأنه لولب الحركة الأدبية المهجرية في أستراليا، وواضع حجر أساسها، ومطلقها الى العالمية، بعد أن ترجمت معظم أشعاره الى لغات متعددة كالانكليزية والفرنسية والاسبانية والاوردية والفارسية والسريانية وغيرها، وكأنّي به بعد أن أطلق على الشبكة العنكبوتية مجلة (الغربة) الشهيرة، ونشر كتبه إلكترونياً، وذاع صيته في العالم، أضحى الأدب المهجري الأسترالي تحصيل حاصل عنده، وهذا ما لا نرضاه أبداً.
شربل بعيني ليس شاعراً فحسب، بل يجمع مزايا الشاعر والانسان، قلبه طفولي له مواقف الرجال، ينبض أخلاقاً ووفاء، بعيد عن العصبية والتعصّب، بحر من العطاء والحب، صديق وفي كلما عزّت الاصدقاء. إنه الملك الأبيض، كما أسماه الأديب التونسي كمال العيادي في كتابه: شربل بعيني الملك الأبيض عام 2010، أو الملاح الذي يبحث عن الله، كما توّج الأديب السوري محمد زهير الباشا كتابه عام 1993، أو القصيدة التي غنّتها القصائد كما عنونت الأديبة المهجرية مي طباع كتابها عام 1994. إنه شاعر العصر في المغتربات على حد تعبير الأديب السوري نعمان حرب في الثقافة السورية، أو سيف الأدب المهجري كما أسماه الصحفي طوني شربل، أو شاعر المهجر الأول كما لقبّه سكرتير رابطة إحياء التراث العربي الأسبق أيوب أيوب، أو أمير الشعراء في عالم الانتشار اللبناني حسب البراءة التي منحت له من الدكتور جوزيف الحايك رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية ـ قارة أميركا الشمالية.
إنه، وباختصار شديد، (إبن مجدليا) الإسم الذي أطلقه على ديوانه الأخير تخليداً لقريته الحبيبة، فكم هي محظوظة تلك الأم الشمالية بابنها شربل بعيني.
شربل، هذه الهمسة مني إليك شخصياً، نحن بانتظارك لتقوم كطائر الفينيق من تحت رماد الاحتجاب قوياً كما عرفناك وأحببناك.. وكرمناك.
**
ستين صرنا
الى صديقي شربل بعيني بعيد ميلاده الستين 2011
ستّين صرنا والعمر مشوار
وتشرين لوّح بالتلج خصلاتنا
والقمح عالبيدر غمار غمار
غلّة سنين الخير من كرماتنا
ونبيذنا تعتّق بقلب جرار
خوابي انسقت كل يوم من دماتنا
ولمّن يا شربل لعبت الأقدار
وغاب الوليف ومطّرت غيماتنا
ثار النبيذ وفجّر الفخّار
وكسّر قيود الحب من ديّاتنا
وتاري اللي حبّوا كلهن تجار
طمعوا بكم حجره من جنيناتنا
إرجع يا شربل فجّر الأشعار
تنسمّع العالم صدى كلماتنا
(كل عام وحبيبي شربل بخير)
**
ماري ميسي تلتقي د. علي بزّي حول تكريم شربل بعيني
ـ يوم السبت القادم، في الثامن عشر من شهر كانون الاول 1993، سيقام مهرجان أدبي كبير بمناسبة اليوبيل الفضي لصدور أول ديوان شعري للشاعر شربل بعيني "مراهقة 1968"، وقد دعت إلى هذا المهرجان جمعيّات لبنانية وعربية عديدة، وعن الهدف من إقامة هذا المهرجان، تحدثنا مع الدكتور علي بزّي من جمعية أبناء بنت جبيل.
• نحن، في جمعية أبناء بنت جبيل، فكرنا في تكريم الشاعر شربل بعيني بمناسبة صدور ديوانه "قرف"، الذي أهداه لبنت جبيل، وفي اجتماع ضمنا مع بعض فعاليات الجالية العربية، طرحنا الفكرة، فقالوا: لا.. يجب أن يكرّم شربل بعيني على مستوى الوطن العربي ككل، وعلى مستوى الجمعيات الموجودة في أستراليا، ونشأت فكرة اليوبيل الفضّي، بعد مرور 25 سنة على صدور أول ديوان للشاعر شربل بعيني، وهو "مراهقة" 1968.
ـ دكتور بزي.. على سبيل التحدث عن "قرف". ديوان "قرف" أثار جدلاً كبيراً بسبب بعض الألفاظ التي استعملت فيه. برأيك أنت، هل كان الجدال في محله؟
• الجدال طبعاً، لم يكن في محله، لأن شعراء كثر قبل شربل بعيني ذكروا كلمات حتى شربل بعيني لم يذكرها، منهم المتنبي مثلاً.
ـ طيب، قلنا إن أول ديوان صدر للشاعر شربل بعيني كان "مراهقة 1968" وآخر ديوان كان قرف 1993"، فما هو نتاج شربل بعيني خلال هذه الرحلة؟
• بالفعل، نتاج شربل بعيني هو نتاج ضخم، ليس بالشعر فحسب، بل بالمسرحيات والكتب المدرسية، فمن "مراهقة" إلى "قرف" 18 ديوان شعري، بالاضافة إلى ست مسرحيات، والعديد من الكتب المدرسية مثل: القراءة السهلة، سامي وهدى، قاموسي الصغير، القراءة الشاملة، القراءة الحديثة، دفتري السادس ودروب القراءة. فشاعر مثل شربل بعيني له نتاج ضخم بهذا الشكل حري أن يكرّم فعلاً.
ـ بنظرك، بماذا يتميّز شربل بعيني الشاعر، ومن ثم شربل بعيني الانسان؟
• ليس بالامكان فصل شربل بعيني الشاعر عن شربل بعيني الانسان، لأن شربل بعيني الشاعر هو الانسان في حد ذاته. شربل بعيني يتميّز "بشغلات حلوه كتير" الجرأة التي يتمتع بها، الكلام الذي يحكيه، لا يقدر أحد غيره أن يحكيه. بديوان "قرف" أجاد شربل تماماً كما أجاد في دواوينه الباقية. نحن نعتبر شربل بعيني شاعر الوطن في الغربة، مثلما كان شاعر الغربة في الوطن، حنينه دائم لوطنه لبنان، لمجدليا، للأرز، لكل ما هناك. شربل إنسان في شعره، الذي يعالج كل المواضيع الانسانية والحياتية والاجتماعية. في ديوان "قرف" نقده لاذع بناء للحالة الاجتماعية الموجودة في أستراليا. إنسان بهذا الشكل "خرج إنّو يتكرّم".
ـ دكتور بزي.. لأول مرة في أستراليا هناك إجماع عربي كبير، إذا صح التعبير، يعني ان الهيئات التي تكرّم شربل بعيني: فلسطينية، سورية، لبنانية، أي أنها تنتمي الى عدة بلدان، ما سر هذا الاهتمام العربي الكبير بشربل؟
• لأن شربل لم يكن لفئة معيّنة أو لجالية معيّنة، شربل بعيني تكلّم عن الانسان العربي ككل، وعالج المواضيع العربية ككل أيضاً. فهو لم يتوقّف عند الوضع الاجتماعي في لبنان وأستراليا، بل تصدى للغلط أينما كان، وبأي مكان من العالم العربي، ولهذا أحبّت الجمعيّات العربية أن تكرّم شربل بعيني.
ـ الدكتور علي بزي من جمعية أبناء بنت جبيل، والذي سيقدم الاحتفال بمناسبة اليوبيل الفضي لصدور أول ديوان شعري للشاعر شربل بعيني، والذي سيقام يوم السبت القادم في غرانفيل تاون ـ هول.
**
مراهق
مراهق، يا شربل، إنت بالستين
بتبقى صبي لو صرت بالتسعين
تعتق خمر بخابية شعرك
ويْغلّ عمر الحب بـ عمرك
وإستر يا الله بعد عشر سنين
**
مبدع
شاعر يا شربل.. مبدع وفنان
بترسم الكلمه بلون إحساسك
شفًاف لما بتوصف النسوان
بالشعر عنتر مين بقياسك؟
**
معايدة
ـ1ـ
شربل خي واحلى رفيق
من أشعارو تعلمنا
شُربة مي وبلعة ريق
راح العمر وسلّمنا
ـ2ـ
صرنا بالسته وستين
وياما سهرنا وما نمنا
وعا دقة قلب الحلوين
ياما سكِرْنا وحلِمنا
ـ3ـ
فقدنا اخوه ومحبين
وصبرنا وما تظلّمنا
وللأقدار مْسَلْمين
كرّمنا وتْكرّمنا
ربي الأيام الجايين
بتشرين وبكوانين
لغيرك أوعا تسلّمنا
**
ستين صرنا
الى صديقي شربل بعيني بعيد ميلاده الستين 2011
ستّين صرنا والعمر مشوار
وتشرين لوّح بالتلج خصلاتنا
والقمح عالبيدر غمار غمار
غلّة سنين الخير من كرماتنا
ونبيذنا تعتّق بقلب جرار
خوابي انسقت كل يوم من دماتنا
ولمّن يا شربل لعبت الأقدار
وغاب الوليف ومطّرت غيماتنا
ثار النبيذ وفجّر الفخّار
وكسّر قيود الحب من ديّاتنا
وتاري اللي حبّوا كلهن تجار
طمعوا بكم حجره من جنيناتنا
إرجع يا شربل فجّر الأشعار
تنسمّع العالم صدى كلماتنا
(كل عام وحبيبي شربل بخير)
**
ماري ميسي تلتقي د. علي بزّي حول تكريم شربل بعيني
ـ يوم السبت القادم، في الثامن عشر من شهر كانون الاول 1993، سيقام مهرجان أدبي كبير بمناسبة اليوبيل الفضي لصدور أول ديوان شعري للشاعر شربل بعيني "مراهقة 1968"، وقد دعت إلى هذا المهرجان جمعيّات لبنانية وعربية عديدة، وعن الهدف من إقامة هذا المهرجان، تحدثنا مع الدكتور علي بزّي من جمعية أبناء بنت جبيل.
• نحن، في جمعية أبناء بنت جبيل، فكرنا في تكريم الشاعر شربل بعيني بمناسبة صدور ديوانه "قرف"، الذي أهداه لبنت جبيل، وفي اجتماع ضمنا مع بعض فعاليات الجالية العربية، طرحنا الفكرة، فقالوا: لا.. يجب أن يكرّم شربل بعيني على مستوى الوطن العربي ككل، وعلى مستوى الجمعيات الموجودة في أستراليا، ونشأت فكرة اليوبيل الفضّي، بعد مرور 25 سنة على صدور أول ديوان للشاعر شربل بعيني، وهو "مراهقة" 1968.
ـ دكتور بزي.. على سبيل التحدث عن "قرف". ديوان "قرف" أثار جدلاً كبيراً بسبب بعض الألفاظ التي استعملت فيه. برأيك أنت، هل كان الجدال في محله؟
• الجدال طبعاً، لم يكن في محله، لأن شعراء كثر قبل شربل بعيني ذكروا كلمات حتى شربل بعيني لم يذكرها، منهم المتنبي مثلاً.
ـ طيب، قلنا إن أول ديوان صدر للشاعر شربل بعيني كان "مراهقة 1968" وآخر ديوان كان قرف 1993"، فما هو نتاج شربل بعيني خلال هذه الرحلة؟
• بالفعل، نتاج شربل بعيني هو نتاج ضخم، ليس بالشعر فحسب، بل بالمسرحيات والكتب المدرسية، فمن "مراهقة" إلى "قرف" 18 ديوان شعري، بالاضافة إلى ست مسرحيات، والعديد من الكتب المدرسية مثل: القراءة السهلة، سامي وهدى، قاموسي الصغير، القراءة الشاملة، القراءة الحديثة، دفتري السادس ودروب القراءة. فشاعر مثل شربل بعيني له نتاج ضخم بهذا الشكل حري أن يكرّم فعلاً.
ـ بنظرك، بماذا يتميّز شربل بعيني الشاعر، ومن ثم شربل بعيني الانسان؟
• ليس بالامكان فصل شربل بعيني الشاعر عن شربل بعيني الانسان، لأن شربل بعيني الشاعر هو الانسان في حد ذاته. شربل بعيني يتميّز "بشغلات حلوه كتير" الجرأة التي يتمتع بها، الكلام الذي يحكيه، لا يقدر أحد غيره أن يحكيه. بديوان "قرف" أجاد شربل تماماً كما أجاد في دواوينه الباقية. نحن نعتبر شربل بعيني شاعر الوطن في الغربة، مثلما كان شاعر الغربة في الوطن، حنينه دائم لوطنه لبنان، لمجدليا، للأرز، لكل ما هناك. شربل إنسان في شعره، الذي يعالج كل المواضيع الانسانية والحياتية والاجتماعية. في ديوان "قرف" نقده لاذع بناء للحالة الاجتماعية الموجودة في أستراليا. إنسان بهذا الشكل "خرج إنّو يتكرّم".
ـ دكتور بزي.. لأول مرة في أستراليا هناك إجماع عربي كبير، إذا صح التعبير، يعني ان الهيئات التي تكرّم شربل بعيني: فلسطينية، سورية، لبنانية، أي أنها تنتمي الى عدة بلدان، ما سر هذا الاهتمام العربي الكبير بشربل؟
• لأن شربل لم يكن لفئة معيّنة أو لجالية معيّنة، شربل بعيني تكلّم عن الانسان العربي ككل، وعالج المواضيع العربية ككل أيضاً. فهو لم يتوقّف عند الوضع الاجتماعي في لبنان وأستراليا، بل تصدى للغلط أينما كان، وبأي مكان من العالم العربي، ولهذا أحبّت الجمعيّات العربية أن تكرّم شربل بعيني.
ـ الدكتور علي بزي من جمعية أبناء بنت جبيل، والذي سيقدم الاحتفال بمناسبة اليوبيل الفضي لصدور أول ديوان شعري للشاعر شربل بعيني، والذي سيقام يوم السبت القادم في غرانفيل تاون ـ هول.
**
مراهق
مراهق، يا شربل، إنت بالستين
بتبقى صبي لو صرت بالتسعين
تعتق خمر بخابية شعرك
ويْغلّ عمر الحب بـ عمرك
وإستر يا الله بعد عشر سنين
**
مبدع
شاعر يا شربل.. مبدع وفنان
بترسم الكلمه بلون إحساسك
شفًاف لما بتوصف النسوان
بالشعر عنتر مين بقياسك؟
**
معايدة
ـ1ـ
شربل خي واحلى رفيق
من أشعارو تعلمنا
شُربة مي وبلعة ريق
راح العمر وسلّمنا
ـ2ـ
صرنا بالسته وستين
وياما سهرنا وما نمنا
وعا دقة قلب الحلوين
ياما سكِرْنا وحلِمنا
ـ3ـ
فقدنا اخوه ومحبين
وصبرنا وما تظلّمنا
وللأقدار مْسَلْمين
كرّمنا وتْكرّمنا
ربي الأيام الجايين
بتشرين وبكوانين
لغيرك أوعا تسلّمنا
**
مقدمة كتاب "شربل بعيني رائد المسرح الطفولي"
عندما بدأت التفتيش في "أرشيف" صديقي الشاعر شربل بعيني، عن الكلمات السريعة التي كتبت عنه، لأجمعها في كتاب نشر مرتين، 2010 و2020، وجدت مقالات كثيرة عن مسرحياته الرائعة التي قام بتمثيلها جيش من اطفال معهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك، التابع لراهبات العائلة المقدسة المارونيات، فقلت في سري: لماذا لم يتكلّموا عن شربل بعيني المسرحي الناجح بالقدر الذي تكلموا عنه كشاعر مبدع؟
أفلا يحق لمن كتب 14 مسرحية طفولية أن يخصص له كتاب يخلد رحلته الفنية هذه؟.
ورحت أجمع المقالات، وما أكثرها، فقررت أن أختار منها تلك التي كتبت بأقلام مهجرية معروفة، تاركاً ما تبقى لباحث آخر عله يوفي "الفنان والكاتب والمخرج المسرحي شربل بعيني" حقه.
عنوان الكتاب:
لقد احترت كثيراً في اختيار عنوان هذا الكتاب، هل أختار ما قالنه الأخت الراهبة ايرين بو غصن:
ـ شربل بعيني: أول من خط المسرح الطفولي في المهجر.
أم أختار ما قاله الاعلامي المرحوم بطرس عنداري:
ـ شربل بعيني المسرحي الناجح مع الأطفال.
عنوانان رائعان، قررت أن أنتقي الأول مع تعديل بسيط ليصبح:
ـ شربل بعيني: رائد المسرح الطفولي في المهجر.
ولكي أختصره أكثر، قمت بحذف عبارة "في المهجر"، لأن ما قام به شربل كان في المهجر أصلاً، فلماذا التركيز على ذلك؟
غنّوا يا أطفال:
رحلة شربل بعيني مع الفن الطفولي طويلة جداً وشاقة، فبالاضافة الى 14 مسرحية طفولية خالدة، كتب المئات من الأغنيات للأطفال، جمعها في كتاب أسماه "غنّوا يا أطفال"، وقد طلب مني، يومذاك، أن أكتب مقدمته، فكتبت:
قبل أن تقرأوا هذه الأغنيات التاريخية الجميلة، عليكم أن تعرفوا أن آلاف الأطفال في معهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك ـ سيدني ـ أستراليا قد غنّوها في احتفالات مدرسية مختلفة. وقد نشر شربل أغنياتهم الوطنية في مجموعة ثانية أسماها "لبنان بس". وقد لا أذيع سراً اذا قلت أن الكثير من هذه الأغنيات قد ضاع لسبب مؤسف لا داعي لذكره.
كما عليكم أن تعرفوا أن هؤلاء الأطفال ولدوا في بلاد كل ما فيها ينطق بالانكليزية، فجاء شربل بعيني ليزرع على شفاههم لغتهم الأم بطريقة مبتكرة، إذ أن لا شيء مثل المسرح والأغنيات يعيد إليهم ما فقدوه من نطق بهذه اللغة.
قد يقول البعض ان لا قيمة ادبية لهذه الاغنيات، والحقيقة ان قيمتها الادبية لا حدود لها، إذ انها تكمن في قيمتها التربوية والمعنوية والانسانية والتاريخية، خاصة وانها تؤرخ لاكثر من ربع قرن من حياة المعهد، وتسلط الاضواء على شخصيات مهمة استقبلهم الاطفال، كما تبيّن مدى اخلاص ومحبة ووفاء هذا المعلم الكبير لراهبات العائلة المقدسة، ولمعهدهن الذي وهبه عصارة نبوغه الفكري، وأهداه اجمل سني حياته.
لقد مرّ شربل بعيني في معهد سيدة لبنان كمارد قطف ثمار شجرة المعرفة وأطعمها للصغار والكبار في آن واحد. فتارة يقدّم لهم ثمرة الشعر والغناء، وتارة أخرى ثمرة الكتب المدرسية والتعليم الحديث الراقي، وطوراً ثمرة المسرح الطفولي الذي أبدع به بشهادة كل من شهد للحق.
وعندما استقال شربل من مهنة التعليم في المعهد، حدث لغط شديد في أوساط الجالية، مفاده أن من كرّم جميع الراهبات وأهداهن أجمل الأغنيات لم ينل نصيبه من التكريم، فإذا به ينشر على غلاف الطبعة الثانية صورة تكريمه من قبل الرئيسة أيرين بو غصن، مع صور أخرى، ليدافع عن أعز الناس على قلبه: راهبات العائلة المقدسة.
لقد التقيت بكثير من المعلمين الذين مروا على صفحة الحياة دون أن يذكرهم أحد، ولكن شربل بعيني مرّ فخَلَّد وخُلِّد، وخير دليل على ذلك ما سوف تستمتع به أعينكم من قصائد.
سؤال لا بد من طرحه: هل سيمر في معهد سيدة لبنان شربل بعيني آخر؟ أتمنى ذلك.
كتبه المدرسية:
لم يكتفِ شربل بعيني بإهداء المسرحيات والاغنيات لأطفالنا الصغار، بل أعدّ لهم كتباً مدرسية عديدة، أشرفت على طباعة العديد منها وزارة الثقافة والتعليم في ولاية نيو ساوث ويلز.
كان كل همه أن يسعد الأطفال، أينما وجدوا، كي يصبح أباً حنوناً لهم، بعد أن حُرِمَ، وهذا رأيي الشخصي، من نعمة الأبوة.
وهذا ما عبّر عنه سيادة المطران يوسف حتي حين قال في يوبيل شربل بعيني الفضي 1993:
"شيء آخر لفتني في رحلة شربل بعيني التربوية: اهتمامه بالمسرح. وكلنا يعلم ما للمسرح الطفولي من تأثير على سلوك الآباء قبل الأبناء، فالموعظة المسرحية تأتي موجعة، مؤنبة، خاصة إذا كان الواعظ طفلاً صغيراً، وكانت اللغة لغته الأم، وكان المتلقون لموعظته أهله وأقرباءه وأبناء شعبه.
شربل بعيني في مسرحه الطفولي أقرب ما يكون لابن المقفّع، هذا استعان بالأطفال، وذاك استنطق الحيوان، والاثنان معاً نجحا أيّما نجاح في تنقية المجتمع من فساد قد لا تتفاوت تأثيراته الانسانية والسياسية والاجتماعية بين زمن ابن المقفّع وزمننا هذا.
فإذا كان الأدب لا يستقيم بدون قارىء، والقارىء لا يستقيم بدون مدرسة، والمدرسة لا تستقيم بدون معلّم، وجب على هذا المعلّم أن يكون مثل شربل بعيني."
نعم، نعم، نعم، وجب على هذا المعلم أن يكون مثل شربل بعيني.
رحمك الله أيها "الحتي" المثلث الرحمات على هذا الكلام التاريخي النادر.
الراهبات الثلاث:
ثلاث راهبات فقط، أهداهن شربل بعيني الأجزاء الأربعة من كتبه التي احتوت على جميع مسرحياته، التي مثلت على مسرح سيدة لبنان، أو لم تمثّل بعد، وأذكر أنني شاهدت مسرحية "ألله بيدبّر" على مسرح مدرسة مار مارون دلويتشهيل، وهي المسرحية الوحيدة التي مثلت خارج مكان عمله.
هؤلاء الراهبات الثلاث لهن فضل على المسرح الطفولي أكثر بكثير من فضل شربل بعيني عليه، إذ لولا تشجيعهن وسماحهن له بالعمل، لما تمكن من انجاز اي شيء. هن الداعمات وهو المنفّذ، لذلك وجب علينا الاعتراف بذلك، لأنهن عرفن بأن المسرح مهم جداً لتمكين النشء الاغترابي من التكلم بلغته الأم. وهذا ما أدركته الأخت الراهبة ايرين بو غصن حين قالت:
"شكري الأكبر لمن كان وراء هذه المسرحيّة وكل مسرحيّة عرضت من قبل، هذا الذي عرف كيف يستغل مواهب أطفالنا ويفجرها على المسرح، هذا الذي أدرك أن العلم لا يكون عن طريق الكتاب فحسب، بل بالدخول إلى الحياة بواقعها اليومي، عنيت به الشاعر والمربّي والأديب الأستاذ شربل بعيني".
فمن هن هؤلاء الراهبات الرائدات في عالم المسرح الطفولي:
1ـ الأخت الراهبة كونستانس الباشا:
خلال فترة رئاستها للمعهد تم عرض أول مسرحية بعنوان "فصول من الحرب اللبنانية" كما عرضت أشهر مسرحية على الاطلاق "ضيعة الأشباح" التي أشاد بها الفنان الشهير دريد لحام.
2ـ الأخت الراهبة ايرين بو غصن:
خلال فترة رئاستها تم عرض أكثر مسرحية انتقادية لاذعة، هي "عصابات وبس"، كما تم افتتاح القاعة الكبرى في المعهد بمسرحية "يا مار شربل".
3ـ الأخت الراهبة مادلين بو رجيلي:
لولاها لما تمكن شربل بعيني من تنفيذ اية مسرحية بالدقة التي نفّذها بها، فلقد كانت المسؤولة عن تسيير جيش من الأطفال خلف الكواليس كي يدخل كل طفل في وقته المحدد لأداء دوره.
ومني، لهؤلاء الراهبات الخالدات، أطال الله بأعمارهن، ألف تحية والف شكر.
شربل بعيني بأقلامهم:
لولا موسوعة "شربل بعيني بأقلامهم" الإلكترونية، لما تمكنت من تنفيذ هذا الكتاب، فالفضل يعود لجامعها منذ أكثر من نصف قرن، الاستاذ المرحوم كلارك بعيني، الذي جمع آلاف المقالات والقصائد التي كتبت عن شربل بعيني، ولقد لفتني حقاً، احتفاظه بمقالات تهجّم فيها أصحابها على ابن خاله، ليس حباً بحرية الرأي، بل تنفيذاً لوعد قطعه لشربل بأن ينشر مقالات النقد قبل ان ينشر مقالات المديح، لأن على القارىء معرفة كل شي عن مسيرة شربل بعيني الأدبية.
وقد نشرت المقالات التي اخترتها تحت اسم كل مسرحية، حسب تاريخ عرضها، وكما ذكرت سابقاً لم أتمكن من نشر كل المقالات لكثرتها. أما المقالات المكتوبة باللغة الانكليزية فلقد أنهيت فيها الكتاب لتقرأ من اليسار الى اليمين.
تنويه لا بد منه:
أحب أن أنوّه في نهاية مقدمتي هذه الى أنني لم أؤلف هذا الكتاب، بل قمت بجمعه وإعداده كي لا تضيع هذه المقالات الرائعة التي سلطت الأضواء على رحلة شربل بعيني مع المسرح الطفولي في المهجر الأسترالي. إذ من المستحيل إظهار 300 أو 600 طفل، أعمارهم تتراوح بين 8 و12 سنة، خلال ساعتين من الزمن، ضمن مسرحية اجتماعية، انتقادية، غنائية وراقصة.
تنفيذ مسرحيات كهذه يلزمه خبراء ومختصين ودارسين وأكادميين، ومع ذلك كان يقوم به شربل لوحده، ليس حباً بالظهور والشهرة، بل حباً بالأطفال الذين وهبهم أجمل وأنضر سنيّ حياته، فلقد أحبهم بصدق وبادلوه هم هذا الحب أيضاً، فإذا التقينا بأحد تلامذة معهد سيدة لبنان القدامى، وسألناه عن أهم شيء قام به خلال وجوده على صفوف الدراسة، لأجاب دون تردد: قيامي بدور مسرحي، وهذا ما عبّر عنه التلميذ رودريك ضاهر، في جريدة البيرق، العدد 373، 27 تموز 1991، إذ كتب وهو في التاسعة من عمره، وفي الصف الرابع الابتدائي تحديداً:
"ليلة الواحد وعشرين من حزيران الماضيـ كانت أحلى ليله بحياتي، أنا الطفل الزغير، الما احتفل بعيد ميلادو التاسع بعد. ليش؟ لأني كنت واحد من ألأطفال المحظوظين اللي شاركوا بمسرحية "هنود من لبنان"، وصدقوني إذا قلتلكن إنو أحلى لحظات العمر كانت وقت اللي واجهت الجمهور، وثقتي بنفسي وثقة رفقاتي متل صخور جبال بلادنا.
شغله زغيره زعلتني: صورتي أنا وعم مثّل ما نشرتها الجرايدـ لأن كنا كتار، اسمالله، 300 طفل، وكل واحد حابب يكون الأحسن.
باسمي أنا وباسم رفقاتي، بشكر وسائل الاعلام اللي اهتمت فينا. بشكر الجمهور العظيم اللي شجعنا. بشكر الراهبات العم يسهروا ع تربيتنا، وبشكر الاستاذ شربل بعيني اللي زرع الفن بقلوبنا.. وصدقوني إذا قلت انو الاستاذ بعيني كان مات من التعب تا يشوفنا عايشين فرحة النجاح.
وقبل ما اترككن بحب ذكركن بوقفتي ع المسرح بتيابي الهندية الناعمه، وأنا عم صيح:
ـ رفعوا لعبكن بالعالي تا نحلف سوا: باسم الوطن العايش فينا رح نبقى سوا"..
هذه الشهادة التاريخية من الطفل رودريك، عن تعب شربل بعيني حد الموت، كي يعيش الطفل فرحة نجاحه بعد الانتهاء من عرض المسرحية، تدل على الجهد الجبار الذي بذله شربل لإنجاح 14 مسرحية طفولية خالدة.
أتمنى لكم قراءة ممتعة.. كما كانت مسرحيات شربل بعيني ممتعة لكل من حضرها من أبناء الجالية في سيدني على المسرح، أو على "اليوتوب" في كافة أنحاء العالم.
سؤال اخير لا بد منه: بعد استقالة شربل بعيني من مهنة التعليم، هل بقي للأطفال مسرح؟ لا والله..
كل ما بقي هذه الذكريات التي حفظتها لنا مقالات أعلاميين مهجريين أثنوا على جهود شربل بعيني المسرحية في معهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك.
**
تعريف الجائزة 2020
ما من عملٍ يقومُ به الانسانُ إلا ويُواجِهُ إما الربحُ وإما الخسارة، أما كتابُ الدكتور مصطفى الحلوة "شربل بعيني بين الفصحى والعامية" فلقد واجه الإثنين معاً.
كيف؟ فلنتابع:
أولاً: الربحُ الوفيرُ الذي جنيناه من الكتاب، هو تسليطُ الضوءِ على أشعار شربل بعيني، لأن ما كتبَه عنه الدكتور الحلوة، أكثر من رائع.
ثانياً: تفعيلُ النشاطِ الثقافي في المغترب الأسترالي من خلال بثِّ روح الثقة بأنفس الأدباء والشعراء، وأن ما يُنتجون قابل للتمدد خارجَ غربتِهم المحدودة، والالتقاء بالنهضة الأدبية العربية إذا بقي هناك من نهضة!
ثالثاً: عرف الدكتور مصطفى الحلوة كيف يضيء أسماءً كثيرةً في عالمنا الأدبي أثناء الكلام عن شربل بعيني، إذ دوّن الكثيرَ من الاستشهادات التي جاءت من أقلامٍ اغترابية.
رابعاً: قد لا أغالي إذا قلت أن أدبَنا الاغترابي قد ربحَ دراسةً أدبيةً قد لا تتكرر بالقريب العاجل، صحيح أن آلاف المقالات والقصائد، والعشرات من الكتب قد نشرت عن شربل بعيني، ولكن كتابَ الدكتور مصطفى الحلوة كان درّةَ التاج دون منازع.
خامساً: تعرّفنا، ونحن نقرأ، على أديب فيلسوف يعرف كيف يلتقط نجومَ الكلمات ليضيءَ بها سماءَ الأدبِ العربي الحالكة.. فلغتُه بسيطةٌ لدرجةِ الإندهاش، وقويةٌ لدرجةِ الذهول، وبين الاندهاشِ والذهولِ يبقى القارىءُ مشدوداً إلى القراءة.
سادساً: وُزِّعَ الكتابُ مجاناً عبر البريد لمن أراد.. وقد أرادَه المئات من مغتربينا، وقد تتعجبون إذا قلت إن كلفةَ البريد، حسب معرفتي بها، قد زادت عن كلفة طباعة الكتاب، وهنا تكمن مقدرةُ شربل بعيني على نشر الكلمة دون الالتفات الى أي شيء آخر.
فإذا كان الربح بهذا القدر فأين تكمُنُ الخسارة إذن؟
الخسارة الكبرى وقعت حين نُشر الكتابُ في زمن جائحة الكورونا، التي منعتنا من رد الجميل، كما يجب، للدكتور مصطفى الحلوة، تماماً كما فعلنا عام 1989 يوم صدور دراسة الأديب السوري محمد زهير الباشا "شربل بعيني ملاّحٌ يبحث عن الله"، ومن منا لا يذكر ذلك اليومَ العظيمَ الذي حلّقَ به الشعراء والادباء، وعُرضِتْ فيه اللوحاتُ الفنية، وصدحت حناجرُ الفنانات والفنانين.
أفلا يستحقُ كتابُ الدكتور مصطفى الحلوة مثل هذا اليوم؟ بلى وألف بلى. لذلك جئنا اليومَ لنُعَوِّضَ شيئاً من الخسارة، ولنحتفلَ بفوز الدكتور مصطفى الحلوة بجائزة شربل بعيني لعام 2020، فألف مبروك يا دكتور.. وألف شكر لجميع المتكلمين الذين سأقدمهم حسب الترتيب الهجائي.. فلنبدأ.
**
تعريف الجائزة 2022
أيها السيدات والسادة.. مساءَ الخير
يشرّفني حقاً أن أوقّع كتابي "شربل بعيني رائد المسرح الطفولي" ليلة توقيع الأديبة مي طبّاع كتابها "شربل بعيني قصيدة غنّتها القصائد"، الذي من أجله تم منحها جائزة شربل بعيني لعام 2022، في عيدها الثلاثين، من قبل مدير معهد الأبجدية الأستاذ سامي حدّاد.
عام 1992 أسس الدكتور الخالد عصام حداد الجائزة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أرافقها، سنة بعد سنة، إلى أن أصبحت في كل بقاع الأرض، تكّرم الأدباء والشعراء والفنانين المبدعين.
الأديبة مي طبّاع غنيّة عن التعريف، فلقد شبهها أحد النقاد بمي زيادة، نظراً لبلاغتها اللغوية، ولتمكنها من الصرف والنحو. وما كتابها الموقّع الليلة، إلا دليلٌ على ذلك.
وكما تعلمون، فلقد وقّعت السنة ما قبل الماضية كتابي "كلمات سريعة عن شربل بعيني"، لأن السنة الماضية كانت سنة الكورونا بإمتياز، والابتعاد عن التجمعات كي لا تنتقل العدوى. وها أنا أوقع اليوم كتابي "شربل بعيني رائد المسرح الطفولي" الذي خصّه الدكتور مصطفى الحلوة بدراسة رائعة، أشكره عليها من كل قلبي. كما وجّهت لي راهبات العائلة المقدسة المارونيات اللواتي أتيت على ذكرهن في الكتاب، الكثير من الشكر والامتنان.
أيها السيدات والسادة..
كما ترون، فكل الكتب التي تدور في فلك شربل بعيني، توزّع مجاناً، لأن الغاية من توزيعها تشجيعُ الجميع على القراءة، والابتعاد بعض الوقت عن الشاشات الضوئية التي ترهق العيون.
أتمنى لكم قضاءَ سهرةٍ أدبية رائعة، لأنتقل بعدها ألى التعريف بباقي المتكلمين. وشكراً.
**