شربل بعيني شاعر جريء/ حسام شعبو

مذيع مهجري يعيش في ملبورن
"إلى الصديق الحبيب الاستاذ حسام شعبو، أهدي ديواني "أحباب" مع أطيب تمنيّاتي القلبية"
شربل بعيني
20/2/1990
"أهدي "معزوفة حبي" مع أطيب تمنياتي القلبية"
شربل بعيني 1989
"أهدي ديواني "ألله ونقطة زيت" مع أطيب تمنيّاتي القلبيّة"
شربل بعيني 1988
"أهدي ديواني "كيف أينعت السنابل؟" مع أطيب تمنيّاتي القلبية"
شربل بعيني 1987.. 1986... إلخ.
   هكذا عرفت أستراليا شاعرها اللبناني المعطاء الذي لا يكل ولا يمل ولا ينضب معينه، ولا تخلو خزائنه من الدرر الأدبية والشعريّة، يكتب القصيدة تلو القصيدة، وينشر الديوان تلو الديوان..
   الكل هنا يتغيّر.. هذا يغيّر سيّارته.. وهذا يغيّر المدينة والولاية التي يسكن فيها.. وهذا يغيّر أصحابه ومنحى حياته.. وهذا وهذا.. إلاّ شاعرنا شربل بعيني، فهو لا يغيّر عادته التي ألفها وألفته، وأحبّها وأحبّته، موهبة نظم القريض التي لا يبتعد عنها ولا يحيد، فيأتينا دائماً بالجديد المبتكر، ويتحفنا بنتاجه الغزير المبدع.
   ما عساني أن أقول في ديوانك الجديد "أحباب"؟ إنه قمّة في العطاء والذوق والاخراج الفني.. إضافة الى المواضيع الجريئة المعتادة التي لا يتطرّق إليها عادة سوى شاعر جريء ثائر.. ومن غيرك يا شربل يتطرق إليها؟ ومن غيرك تخضع له القوافي المهجرية وتخرّ، وتنصاع، فيطوعها ويصبها في تلك القوالب والصور الشعرية الجميلة؟
ملبورن 2/5/1990
**
شكراً
   أخي الشاعر شربل بعيني
   .. وتستمر سلسلة الأديب المهجري كلارك بعيني "شربل بعيني بأقلامهم 7" بزخمها المعهود، واطلالتها المشرقة، حاملة إلينا نخبة ممتازة من أقلام ومفكري الاغتراب والوطن الأم على حدّ سواء.
   وما من شك بأن هذه السلسلة الغنيّة تعدّ بمثابة تاريخ للجالية الناطقة بلغة الضاد في أستراليا. إنها نافذة نطل من خلالها على الجالية، ونتعرف على رقيّها ونمط تفكيرها ونهضتها الأدبية في المهجر الأسترالي.
   ماذا عساي أن أقول في هذه السلسلة والجزء الأخير منها على وجه الخصوص؟ إن شخصيات الكتاب لم تترك موضوعاً إلا خاضت غماره، وتحدثت عنه، وتناولته بالبحث والتحليل من مختلف الزوايا، فمن نقد لشعر شربل وأعماله الأدبية إلى مقابلات إذاعية ومقالات صحفية وقصائد بالعامية والفصحى ورسائل وكاريكتير الخ. والحق يقال انها السلسلة الوحيدة التي يستطيع القارىء ان يطالعها من الغلاف الى لغلاف بشغف وشوق.
   فشكراً لجهودك الحثيثة يا أخي كلارك، ولصبرك وطول أناتك، وعملك الدؤوب في سبيل جمع كل ما كتب أو قيل عن شعر شربل. وهذه مهمة ليست بالسهلة وتحتاج الى الكثير من الجهد والوقت والبحث والتكاليف. فإلى الامام والى جزء آخر وعطاء جديد ننهل منه ونتزود به.
   وشكراً للشاعر الصديق الأخ شربل بعيني الذي لا يمل ولا يكل من البذل والعطاء في شتى الميادين الادبية والفكرية والاجتماعية والتعليمية حتى غدا مثالاً يحتذى به، وعلماً من أعلام الأدب والشعر في دنيا الاغتراب، سالكاً نفس الدرب الذي شقّه لنا أدباء المهجر في الأميركيتين في مطلع هذا القرن، وها هو لا يزال يحمل الشعلة المتوهجة وتلك الرسالة بكل صدق وأمانة فيرفع رأس الجالية ويخلد اسمها بحروف من نور
ملبورن في 10 كانون الأول 1990
**
رباعيّات
   يا اخي شربل بعيني..
   أنت لـم تجعل من الشعر صنعة، أو سلعة، أو تجارة، بل إنك تنظم بلسان كل أولئك الذين طالت غربتهم ويحنّون للوطن المصلوب. أنت لسان حالهم، تصيغ لهم الشعر اليوم في قوالب من رباعياتك.
**
معزوفة حب
   الأخ والصديق شربل بعيني
   كم كانت فرحتي عظيمة، لا بل كم تمايلت طرباً على أنغام معزوفة حبّك الجديدة، التي حملها إليّ بريد اليوم، وسرعان ما بادرت بدوري إلى عزف بعض أبياتها في البرنامج.
   لقد شعرت فعلاً بأنها ليست معزوفة فحسب، بل انها سيمفونية لبنانية رائعة، تفيض بالصور الغنائية والذكريات من خلال قصائدك التي حملتها صحف ومجلات الوطن الأم في الستينات والسبعينات.
   معزوفة حبك، لا بل معزوفة حبنا جميعاً، رائعة جديدة تضاف إلى ملحمة شعرنا المهجري، فتثريه وتزيّن رفوف مكتباتنا.
   فاعزف لنا ما شئت من مثيلاتها، وإنّا لك سمّار وندامى، وهات ما عندك هات يا شاعر كل الحلوات.
   وشكراً أيضاً لريشة الفنان الملهم المبدع جورج الحداد، التي أضافت مسحة من الجمال على هذا الديوان، لكي يأتي هذا العمل الفني متكاملاً، منسجماً، حتى ليخال المرء نفسه يسمع ويحسّ بموسيقى حقيقية، وهو يتصفّح الكتاب، فيشعر أنه فعلاً معزوفة.
**
لقاء إذاعي
   مراسلنا في ملبورن مطانيوس مخّول الذي رافق زيارة الأستاذ شربل بعيني إلى ملبورن، زوّدنا بنصّ المقابلة التي بثتها الإذاعة العربية يوم السبت الماضي، حيث كان لها هذا اللقاء المشوق والعفوي الذي أجراه الزميل حسام شعبو، واستمتع به المستمعون، خروجاً على المألوف، وهرباً من بعض الأشعار التي كانت تبث في بعض الأحيان:
ـ أستاذ شربل، أهلاً وسهلاً بكم، ونودّ في بداية حديثنا هذا، أن نطلع المستمعين عن الهدف من إقامة هذه الأمسية الشعرية في ملبورن؟
أقمت هذه الأمسية بمناسبة صدور كتاب الاستاذ كلارك بعيني بعنوان "شربل بعيني بأقلامهم"، والذي يحتوي على مجموعة مقالات لأدباء المهجر ومثقفيه، وقد أحب الاستاذ كلارك أن يوجّه لي الدعوة لأفتتح إصدار هذا الكتاب، فكانت هذه الأمسية الشعرية التي شاهدتها أستاذ حسام.
ـ بهذه المناسبة نود أن نعرّف جمهور ملبورن البعيد نوعاً ما عن سيدني عن مشوارك مع الشعر، فهل بالامكان أن تعطينا نبذة عن هذه الرحلة الطويلة؟
الشعر موهبة، يمنحها الله لنا، وقد خلق الشعر معي منذ الصغر، ومنذ ذلك الحين وأنا أؤلف الشعر وأنشره في كبريات الصحف اللبنانية. وقبل ترحيلي عن لبنان، كان عندي كتابان هما: مراهقة 1968، وقصائد مبعثرة عن لبنان والثورة 1970، وعندما وصلت إلى أستراليا أصدرت كتاباً إسمه "مجانين"، وقد صدرت الطبعة الثانية منه بشكل جيّد 1986، وخصصت النهار العربي والدولي صفحتين للتحدّث عنه، واعتبرته من أنجح الكتب التي صدرت خلال الحرب، وعن الحرب، وبالتأكيد فإن العديد من المستمعين قد قرأوا ما جاء في النهار العربي والدولي بعد أن تناقلته الصحف المهجرية هنا.
   وبعد مجانين، أصدرت حوالي 10 كتب، فيصبح لدي حوالي 12 كتاباً، ومسيرة الشعر سوف أكملها كما ترى، ولكن ذلك يعود لمشيئة اللهً.
ـ ما هو آخر ديوان ألفته؟
الغربة الطويلة.. وهذا هو اللقب الذي بدأت الصحف والإذاعات في سيدني تطلقه عليّ: شاعر الغربة الطويلة.
   وقد لقبّوني بهذا الاسم لأنني كنت أول من نشر ديواناً شعرياً في أستراليا، وليس خارجها بالطبع، إذ أن هناك فرقاً كبيراً بين أن تنشر نتاجك وتسجله في أستراليا، أو ترسله لينشر في الخارج.. كما أنني أول شاعر أظهر شقاء الغربة، وآلام ومعاناة الانسان فيها، وقد أعجز عن تصوير فرحي بهذا اللقب على أساس أننا جميعاً أبناء هذه الغربة الطويلة، وغربتنا ستطول إذا بقيت الأحداث تعصف ببلدنا، وتبذر بنيه في كافة أصقاع الأرض.
ـ هل هذا هو الكتاب الذي تعتز به أكثر من غيره من الكتب؟
كل كتبي أعتز بها، فلقد قلت في مقابلات سابقة ان قصائدي مثل أولادي، أفتخر بها كلها، فالانسان الذي يرزقه الله بولد كسيح لن يكرهه بل سيضاعف حبّه له، والعناية به. أما إذا نجح كتاب أكثر من غيره، فلا يعني ذلك أنني أكره الكتاب الذي لم ينجح، بل أعود واصدره مرة ثانية، وأحاول أن أجدد به حتى يصبح ناجحاً كغيره.
   ولكن، لديّ اعتزاز كبير بديوان "مجانين"، كونه على اسم الذين أشعلوا الحرب، وقتلوا الأطفال، واقتلعوا الشعب من جذوره ليغرسوه، غصباً عنه، في شتّى بقاع الأرض.
   على اسمهم كان ديواني، وأعتقد أنك اطلعت عليه، كما أنني قرأت الكثير من قصائده في هذه الأمسية.
ـ هل هناك من انفعالات خاصة تدفعك لانتاج قصائد معينة أو تطبع شعرك بطابع معين؟
عندما تجد أن الاوضاع السياسية، من تفجير سيارات مفخخة وغيرها، تقضي على الآلاف من الأبرياء، وأنا بالطبع أحد هؤلاء الأبرياء، وقد يصل الدور إلي، كون الحرب بدأت تمتد إلى ما وراء البحار، وبدأ البغض ينتشر، فإذا غضينا النظر وصمتنا، فإن الطوفان سيجرفنا، وسنندفع مع أمواج الحقد الأسود. ولكن إذا وقفنا جميعاً سداً منيعاً، مسلمين ومسيحيين، بوجه هذه الهجمة، وبدون أية أطماع سياسية، أو مراكز خيالية تحد من طموح الشعب، فإننا بالتأكيد سننتصر.. وهذا ما يدفعني إلى كتابة الشعر الغائي لأفجّر الوعي الانساني والوطني عند القارىء.
ـ أستاذ شربل بعيني، نشكرك على هذا اللقاء، ونتمنى لك غزارة الانتاج، والمزيد من الدواوين والكتب.
صوت المغترب، العدد 901، 4/9/1986
**